إيّاكم التفكير بتمرير مشروع قانون ميزانية بايدن الآن

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأمريكي جو بايدن - المصدر: بلومبرغ
الرئيس الأمريكي جو بايدن - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

حدا اكتساح سلالة دلتا المتحولة الحثيث للولايات المتحدة بالمسؤولين لفرض الكمامات ثانيةً، كما يعمدون لتدابير أخرى سعياً لتثبيط الانتشار. لكن هل يعيق تهديد الصحة العامة المتجدد نمو اقتصاد الولايات المتحدة؟

لا أتوقع ذلك، لكن يمثل هكذا احتمال سبباً اضافياً للكونغرس، حتى لا يفرض مرور اقتراح ميزانية الرئيس جو بايدن لإنفاق 3.5 تريليون دولار وتشمل الصرف على برامج اجتماعية والتعليم والرعاية الصحية والعائلات والبيئة. تأتي هذه الخطة زيادة على حزمة 550 مليار دولار للبنية التحتية من الحزبين، التي وافق مجلس الشيوخ على تقديمها ليل الأربعاء.

يزدهر الاقتصاد الأمريكي، ومن المستبعد أن تحبطه سلالة دلتا المتحولة. فيما ترتفع اصابات كوفيد-19 في الولايات المتحدة، فأن معدل الوفيات قد يغدو مشابهاً لتلكم الناجمة عن الأنفلونزا الموسمية بفضل الارتفاع الكبير جداً في معدلات التطعيم بين كبار السن والضعفاء. كما يقلل هذا من أثرها الاقتصادي عبر تراجع القلق العام بشأن شدة المرض وتخفيف احتمال عودة الدولة والحكومات المحلية لتقييد نشاط الأعمال.

علاوة على ذلك، فإن الأشخاص الذين اختاروا عدم التطعيم لا يرجح تغيير سلوكهم اليومي بسبب انتشار سلالة دلتا المتحولة. ونظراً لأن الحقن فعالة بشكل عام ضدها، فإن العديد من الذين تلقوا اللقاحات سيحاولون الاستمرار في الحياة الطبيعية قدر الإمكان. لذا، فإن فرض استخدام الكمامات، وهو ما قي يؤثر على كلتا المجموعتين، لن يكون له كبير أثر على الاقتصاد.

يبدو أن تجربة المملكة المتحدة تؤكد هذا التفاؤل. حيث إن انتشار سلالة دلتا المتحولة في الولايات المتحدة متأخر ببضعة أسابيع عن المملكة المتحدة، وفيها ما زال يتماسك الإنفاق والنشاط الاقتصادي.

لا أعني أن الانتشار المتصاعد لسلالة دلتا المتحولة لا يشكل أي تهديدٍ للاقتصاد، فما يزال الأطفال غير قادرين على تلقي اللقاح، ومن المحتمل ألا يستمر ذلك لأشهر ما يصعّب على كثير من ذويهم الذهاب إلى العمل، إن لجأت المناطق التعليمية مؤقتاً للتعلم عن بعد بسبب تفشي المرض هذا الخريف.

قد تسترعي الحالات النادرة التي أصيب فيها أشخاص بعد تطعيمهم بأعراض شديدة اهتماماً أكثر مما تستحق، مثيرة قلق أشخاص كثر ودافعة حكومات بعض الولايات والمدن المؤيدة للحزب الديموقراطي إلى إعادة فرض بعض القيود المحدودة على النشاط التجاري.

رغم عدم اقتناعي بأن هذه التهديدات ستغير مسار الاقتصاد، ماذا لو كنت مخطئاً وحلّ الضرر بالاقتصاد؟ في هذه الحالة، قد يحتاج الكونغرس أن يتدخل مرة أخرى بقانون للإغاثة والتحفيز الاقتصادي.

بسبب هذا الاحتمال، يجب على الكونغرس أن يحجم هذا الصيف بانتظار مزيد من الوضوح بشأن المساعدة المطلوبة، في حال كان لها داعٍ. قد لا يملك بايدن رأس المال السياسي لقانون آخر للإغاثة من الأوبئة هذا الخريف إن مضى الكونغرس قدماً في مشروع قانون إنفاقه البالغ 3.5 تريليون دولار الشهر المقبل.

لا تزال تفاصيل الحزمة قيد الإعداد، لكن الخطوط العريضة معروفة. قد توفر بعض المكونات الدعم ضد جائحة أخرى تلحق بالاقتصاد. على سبيل المثال، من شأن الدخل الإضافي للأسر أن يعزز الطلب. يقدر تحليل من "موديز أنالاتيكس" (Moody’s Analytics) للاستشارات أنه في 2022 ستوفر المساعدة حوالي 94 مليار دولار في صورة إئتمانات ضريبية للأسر التي لديها أطفال، وحوالي 15 مليار دولار في صورة مساعدات غذائية وإسكان للأسر ذات الدخل المنخفض.

لكن معظم الإنفاق أي الحوافز الضريبية للطاقة النظيفة، والمزيد من تمويل كليات المجتمع والرعاية الطبية، وشمولية رياض الأطفال الأولية، والأحكام الخاصة ببرنامج الإجازات الطبية وإجازات الأسر الجديدة مدفوعة الأجر، مصمم بشكل سيئ من حيث المساعدة في مواجهة تباطؤ الاقتصاد المرتبط بكوفيد.

في الحال الأرجح، وهو استمرار ازدهار الاقتصاد خلال انتشار سلالة دلتا المتحولة، فإن الأموال الإضافية للأسر والإنفاق على البرامج الاجتماعية ستؤدي لتفاقم الضغوط التضخمية دون مبرر. هذا من شأنه أن يخاطر بطول أمد الانتعاش إذا اجبر الاحتياطي الفيدرالي على الاهتمام بالتضخم ولينتهي الى سحب دعم الاقتصاد قبل الأوان.

هناك أسباب أخرى لمعارضة حزمة الإنفاق، حيث ينبغي على الكونغرس إصلاح عيوبه الأساسية بدلاً من ضخ المزيد من الأموال في الرعاية الصحية. حيث قد تصعّب الإجازات العائلية الإلزامية مدفوعة الأجر على بعض النساء ذوات الدخل المنخفض العثور على وظائف إن تردد أصحاب العمل بتوظيفهن. يجب فهم ومناقشة وتحسين تفاصيل السياسات الشاملة الجديدة لمرحلة ما قبل الروضة والمساعدة في رعاية الأطفال والمناخ بشكل أفضل.

ينبغي أن تحظى البرامج الاجتماعية الكبرى على الأقل ببعض الدعم من الحزبين، حتى لو كان الدافع مجرد ضمان استمراريتها واستقرارها.

إن تمرير حزمة 3.5 تريليون دولار الشهر المقبل مع اتباع سياسة كل من الحزبين على حدة، سيجعل نتيجته خسارة لكليهما. إذا كان أثر سلالة دلتا المتحولة على الاقتصاد محدوداً، فإن الإنفاق سيزيد من مخاطر التضخم. وفي حال أدى ذلك، مع عدم أرجحيته، إلى فرض قيود على النشاط الاقتصادي في بعض مناطق البلاد، فلن يكون لدى بايدن رأس المال السياسي الذي سيحتاجه ليستجيب كما ينبغي. على الرئيس أن يعدّل من خططه إلى أن نرى ما يجلبه الخريف.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات
النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

واشنطن

3°C
مطر متوسط الغزارة
العظمى / الصغرى /
25.9 كم/س
89%
الآراء الأكثر قراءة