رويترز
كشفت مراجعة نُشرت اليوم الخميس أن السبب وراء تكبد بنك "كريدي سويس" خسائر بـ5.5 مليار دولار في صندوق الاستثمار "آركيغوس" هو سلوك "يعتريه التراخي" تجاه المخاطر و"الافتقار إلى المساءلة"، ذلك في الوقت الذي أعلن فيه البنك عن انخفاض بنحو 80% في أرباح الربع الثاني.
وهز انهيار "آركيغوس" في مارس "وول ستريت"، إذ خسرت رهاناته على أسهم في مراكز مفرطة الاستدانة، مما دفع البنوك إلى المسارعة للتخارج منه. وفي مجزرة بحجم 10 مليارات دولار، كان "كريدي سويس" الخاسر الأكبر، مما وجه ضربة مدمرة مزدوجة إلى بنك يعاني بالفعل من إفلاس شريك رئيسي هو "غرينسيل كابيتال"، وما زال "آركيغوس" يؤثر سلبا في أرباح كريدي سويس.
وخالف صافي ربح البنك السويسري البالغ 253 مليون فرنك سويسري متوسط التوقعات البالغ 334 مليون فرنك، في الوقت الذي تكبد فيه خسارة إضافية بقيمة 653 مليون دولار من انهيار الصندوق، وفي ظل تراجع عام لأنشطة التداول (الدولار يعادل 0.9086 فرنك سويسري).
اقرأ أيضاً: "كريدي سويس" يدفع ثمناً باهظاً لقاء مخاطرته
استقالات جماعية من "كريدي سويس" عقب انهيار صندوق "أركيغوس"
وفي مراجعة كُشف عنها النقاب تزامنًا مع النتائج اليوم الخميس، قدمت شركات المحاماة "بول فايس"، و"ريفكيند"، و"وأرتون أند جاريسون"، تقييماً شديد السوء لممارسات إدارة المخاطر لدى البنك، بيد أنها لم تقدم دليلاً على أنشطة احتيالية أو غير قانونية.
قالت المراجعة المؤلفة من 165 صفحة إن "الخسائر المرتبطة بـ(آركيغوس) التي مُني بها (كريدي سويس) تأتي نتيجة لإخفاق جوهري في الإدارة والضوابط في بنك الاستثمار التابع لـ(كريدي سويس)، وعلى الأخص نشاط الخدمات الأساسية. وركز النشاط على تعظيم الأرباح قصيرة الأمد وأخفق في وضع الضوابط، بل أتاح القيام بمخاطرة ضخمة في (آركيغوس)".
قال البنك في المقابل إنه سيضع "إدارة المخاطر في صميم عمليات صنع القرار لدينا".
كان محللون يتوقعون أن تؤدي فجوة بنحو 600 مليون فرنك ناجمة عن مزيد من الخسائر في "أركيجوس" وضعف آخر في أنشطة التداول، وتقديم المشورة لدى البنك، إلى النزول بصافي ربح الربع الثاني إلى ربع قيمته قبل عام.
وباستثناء "آركيغوس" وعناصر أساسية أخرى، قال "كريدي سويس" إن ربحه قبل الضرائب كان سينخفض 11%، مضيفاً أنه اتخذ إجراءات بحق 23 موظفاً بسبب "آركيغوس"، مع فصل تسعة وفرض غرامات نقدية بإجمالي 70 مليون دولار عليهم.
وأعلن "كريدي سويس" اليوم عن نزوح صافي تدفقات للأصول بقيمة 7.3 مليار فرنك من أنشطته لإدارة الثروات، في مؤشر على خسارة في النشاط من العملاء الأثرياء، للربع الثاني.