بلومبرغ
يشعر رجال السياسة والعلماء في المملكة المتحدة بالقلق بسبب حذف الأفرادللتطبيق الرسمي لفيروس كوفيد-19 من هواتفهم المحمولة، وإيقاف تشغيل خاصية التعقُّب لتجنُّب الاضطرار إلى العزل الذاتي.
تلقَّى ما يقل عن 620 ألف شخص في إنجلترا وويلز إخطارات من تطبيق "كوفيد-19" التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، فقد طُلب منهم عزل أنفسهم الأسبوع الماضي. وارتفع هذا الرقم القياسي من حوالي 530 ألف في الأسبوع السابق، وفقاً لما أظهرته الأرقام الرسمية.
مع ذلك، كان معدل النمو الأخير في الإخطارات عبر التطبيق أبطأ من الزيادة في إصابات كوفيد-19، وهو ما أثار التحذيرات من قيام المزيد من الأشخاص بتعطيل جزء رئيسي من التطبيق، تقول الحكومة وخبراء الصحة، إنَّه ضروري لوقف تفشي المرض. ويكمن الخوف في أنَّ ثقة الجمهور في برنامج الاختبار، والتتبُّع، والعزل ككل تتراجع، فضلاً عن رفع معظم قيود الوباء في إنجلترا هذا الشهر.
قال هنري بوتس، الأستاذ في كلية لندن الجامعية: "إنَّه ليس علماً معقداً، فإذا كنت تطلب من الناس فعل شيء صعب بالنسبة لهم، خمن ما الذي سيحدث- لن يقوموا به". وأضاف المتخصص في البيانات الصحية: "العزل صعب، إنَّه غير مريح- وبالنسبة للبعض صعب للغاية".
وأشار "بوتس" إلى أنَّ الاستطلاعات تظهر زيادة في عدد عمليات حذف التطبيق في الأشهر القليلة الماضية، وأنَّ اقتراحات الوزراء بتعديل التطبيق لجعله أقل حساسية لم تنفع. وقال، إنَّهم "انتبهوا إلى حقيقة أنَّ سبب خضوعك للتعقب هو أنَّ هناك الكثير من الحالات".
كذلك، أظهر استطلاع للرأي أجرته شركة "سافانتا كومريس" (Savanta ComRes) هذا الشهر أنَّ ثلث الأشخاص ممن تتراوح أعمارهم بين 18، و 34 عاماً في المملكة المتحدة قد حذفوا التطبيق بعد تحميله في وقت سابق.
وذكرت جيني هاريز، الرئيسة التنفيذية لوكالة الأمن الصحي في بريطانيا، أمام أعضاء البرلمان، أنَّها "تدرك أنَّ الناس يختارون عدم استخدام التطبيق".
يُذكر أنَّ التطبيق يستخدم تقنية البلوتوث للكشف عمَّا إذا كان المستخدمون على بعد مترين من شخص ثبُتت إصابته بكوفيد-19، لمدة 15 دقيقة أو أكثر. وليس هناك إجراء قانوني يفرض العزل الذاتي عندما يتلقَّى شخص ما إخطاراً بضرورة عزل نفسه، لكن الحكومة تشجع الفكرة بشدة.
قال ستيفن جريفين، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة ليدز: "السبب وراء تلقي الكثير من الأشخاص للإخطارات بسيط. لدينا فيروس شديد العدوى ينتشر في جميع أنحاء البلاد في ظلِّ الحدِّ الأدنى من تخفيف القيود".
فتح الاقتصاد
وصلت حالات الإصابة اليومية في المملكة المتحدة وفقاً لتاريخ العينات إلى أكثر من 60 ألف الأسبوع الماضي، لكنَّها تراجعت قليلاً. ثم تراجعت حالات الإصابة لليوم الثالث يوم الجمعة الماضي، مما أدى إلى انخفاض المتوسط المتداول لسبعة أيام إلى 44,249 من أعلى مستوى له في الآونة الأخيرة عند 47,696. ومع ذلك؛ يحذِّر العلماء من أنَّ تأثيرات إعادة فتح الاقتصاد لم يتم تصفيتها بعد في البيانات.
وفي حين تحذِّر شركات الأغذية واللوجستيات من النقص الحاد في أعداد الموظفين، يسمح الوزراء لعدد محدود من العمال الرئيسيين بتجنُّب العزل الذاتي لمدة 10 أيام، لضمان استمرارية تشغيل الخدمات، كما تخطط الحكومة أيضاً لإعفاء أيِّ شخص تمَّ تطعيمه بالكامل من العزل الذاتي اعتباراً من 16 أغسطس.
وفقاً لما قاله النائب البارز لحزب المحافظين مارك هاربر للبرلمان الخميس الماضي؛ فإنَّ التغيير يجب أن يحدث على الفور لتجنُّب قيام "أعداد كبيرة من الأشخاص" بحذف التطبيق، بل تجنُّب إجراء الاختبار أيضاً. وأضاف "هاربر": "الأفراد سيتوقَّفون ببساطة عن الاستماع، وهذا أمر خطير للغاية بالنسبة للصحة العامة".
ذكرت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية أنَّ تطبيق كوفيد-19 تمَّ تحميله أكثر من 26 مليون مرة، لكنَّها رفضت التعليق على عدد الأشخاص الذين حذفوه منذ ذلك الحين أو أوقفوا وظيفة التعقب. وقال متحدِّث باسم الوزارة، إنَّ التطبيق ساهم في منع
ما يقدَّر بنحو 600 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا، و 8 آلاف حالة وفاة بين شهري سبتمبر وديسمبر من عام 2020.
وفي تصريحات لشبكة "سكاي نيوز" الخميس الماضي قال وزير الأعمال البريطاني كواسي كوارتنغ: "المغزى من العزل الذاتي هو حماية المجتمع الأوسع نطاقاً، وأعتقد أنَّه يجب على الناس اتباع القواعد". ووصف حذف الأفراد لتطبيق كوفيد-19 بأنَّه "أمر مؤسف".