بلومبرغ
وافقت شركة "زووم" لاتصالات الفيديو على القيام بأكبر عملية استحواذ لها على الإطلاق، من خلال شراء شركة "فايف 9 إنك" مقابل 14.7 مليار، لكي يساعدها مزوّد مراكز الاتصال على تعزيز تطبيقها الشهير ضد المنافسة الشديدة التي تواجهها في السوق.
وبموجب الاتفاق المعلن يوم الأحد، ستستخدم "زووم" ارتفاع ثمن أسهمها في إتمام الصفقة، ليحصل المساهم في "فايف 9" على 0.5533 سهم من أسهمها العادية من الفئة (أ)، وستصبح الشركة المستهدفة وحدة تشغيلية تابعة لـ"زووم" بعد الصفقة التي ستخضع لموافقة المساهمين، على أن تغلق في النصف الأول من عام 2022.
قالت الشركة إن الاستحواذ قد يدفع "زووم" إلى دخول سوق مراكز الاتصال التي تبلغ قيمتها 24 مليار دولار، ما سيساعدها على التنافس بشكل أفضل مع شركات من أمثال "رينغ سنترال إنك" (RingCentral Inc) التي تربط المستخدمين حول العالم عبر الإنترنت.
صُممت الصفقة لمساعدة "زووم" على بناء خدمة الاتصال القائمة على السحابة "زووم فون"، وفقاً لبيان صادر عن الشركتين.
حسب موقعها الإلكتروني، تضم قائمة عملاء "فايف 9" أسماء كبيرة مثل "أندر أرمور" (Under Armour)، و"سيتريكس" (Citrix)، و"أثينا هيلث" (Athena Health) و"لولوليمون" (Lululemon)، كما صُممت الصفقة أيضاً بطريقة تسمح لكل من "زووم" و"فايف 9" ببيع المنتجات لعملاء كلتيهما.
قال إريك يوان الرئيس التنفيذي لـ"زووم" في بيان: "نبحث باستمرار عن طرق لتحسين منصّتنا، وإضافة (فايف 9) أمر طبيعي".
اقرأ: مؤسس "زووم" يتبرع بثلث حصته في الشركة
طفرة الوباء
برزت أهمية تطبيق "زووم" بعد تفشي وباء كورونا في أوائل عام 2020، وانتشر في جميع أنحاء العالم بعدما اضطُر الناس، المجبَرون على البقاء في المنازل بسبب الإغلاق، إلى استخدام الخدمة للاتصال عن بُعد بالعمل، والمدرسة، والأصدقاء، والعائلة، لكن هذه العام أثار المستثمرون مخاوف بشأن استمرار نمو الشركة مع زيادة التطعيمات وانتهاء الإغلاق.
تستفيد "زووم" من ارتفاع أسهمها المذهل في تمويل عملية الاستحواذ على شركة "فايف 9"، إذ تضاعفت قيمة السهم 5 مرات خلال عام 2020، وارتفع بنسبة 7.3% أخرى خلال هذا العام حتى الآن، ما دفع قيمتها السوقية لتتجاوز 1
00 مليار دولار.
يُعَدّ الاستحواذ، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ"، الصفقة الرابعة لشركة "زووم" منذ الوباء، فلقد أعلنت في شهر يونيو عن توقيعها لاتفاقية، دون الكشف عن شروطها، مع الشركة الألمانية الناشئة "كارلزروهي إنفورميشين تكنولوجي سوليوشنز -كايتس جي إم بي إتش" (Karlsruhe Information Technology Solutions-kites GmbH)، المتخصصة في تصنيع برمجيات الترجمة.
وفي شهر مارس، كانت "زووم" جزءاً من مجموعة استحوذت على حصة أقلية في شركة البرمجيات، "أسيمبيلد إنك" (Assembled Inc)، وفقاً للبيانات. وفي مايو 2020 اشترت شركة "كيبيس فاينانشيال غروب إنك" (Keybase Financial Group Inc)، المتخصصة في تقديم خدمة الرسائل الآمنة ومشاركة الملفات، بشروط غير معلنة، بهدف تعزيز تقنية التشفير الخاصة بها.
تقدم "غولدمان ساكس" مشورتها إلى شركة "زووم" في صفقة الاستحواذ، وتقوم "كاتاليست بارتنرز" بالدور نفسه لشركة "فايف 9"، كما سيُصبح روان ترولوب، الرئيس التنفيذي لشركة "فايف 9"، رئيساً لـ"زووم"، مع الاستمرار في إدارة "فايف 9" كوحدة تشغيلية.
اقرأ: ما مصير شركات التكنولوجيا بعد انتهاء كورونا وعودة الحياة إلى طبيعتها؟
ما تقوله "بلومبرغ إنتليجنس"
قد تواصل الحصة السوقية للاتصالات الموحّدة والتعاون (UC&C) الاستقرار عند نحو 5% من إجمالي حجم الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات، مع تحوّل الشركات إلى الأنظمة الأساسية السحابية الأصلية، ويجب أن تظل كذلك بعد تفشي الجائحة، لأن الشركات تعيد تخطيط تقنياتها الرقمية لتشمل الفيديو، والصوت، وأدوات التعاون الجماعي، بسبب اكتساب نماذج العمل المرنة أو المختلطة قوة دافعة.
يجب أن تبقى خدمة حلول الاتصالات من موفري خدمات السحابة (UCaaS) محركاً رئيسياً للنمو في صناعة الاتصالات الموحدة والتعاون التي تبلغ تكلفتها 47 مليار دولار، إذ تجمع الشركات بشكل متزايد حلول الفيديو والتعاون على السحابة لاستيعاب التغيير الذي طرأ على ثقافة العمل، إلا أنّ سؤالاً حول مستقبل العمل عن بُعد بات مطروحاً بعد تضاؤل عمليات الإغلاق الناتجة عن الوباء، وتسابق منافسو "زووم" في إطلاق ميزات عمل مختلطة لتلبية احتياجات الشركات.
كشفت شركة "مايكروسوفت كورب" عن تغييرات في تصميم منصة "تيمز" لتحسين تفاعلات الموظفين عن بُعد في الاجتماعات، فيما كشفت شركة "غوغل" التابعة لـ"ألفابيت إنك" عن تحديثات لمجموعة إنتاجية "ووركسبيس" لتشمل أدوات جديدة في نظام مؤتمرات الفيديو.