أي مستقبل ينتظر دبنهامز" و"اركاديا" أكبر تاجرَي تجزئة في بريطانيا؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
أكياس من الأنقاض والحطام داخل متجر مغلق للبيع بالتجزئة في شارع أكسفورد في وسط لندن، المملكة المتحدة. تستعد مجموعة أركاديا التابعة لفيليب غرين لطلب الحماية من الدائنين، لتصبح أبرز حالة إعسار مالي لشركة تجزئة في المملكة المتحدة منذ بداية وباء كورونا - المصدر: بلومبرغ
أكياس من الأنقاض والحطام داخل متجر مغلق للبيع بالتجزئة في شارع أكسفورد في وسط لندن، المملكة المتحدة. تستعد مجموعة أركاديا التابعة لفيليب غرين لطلب الحماية من الدائنين، لتصبح أبرز حالة إعسار مالي لشركة تجزئة في المملكة المتحدة منذ بداية وباء كورونا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يخرُج مُعظم تُجار التجزئة في إنجلترا من حالة الإغلاق، مع بقاء ما يزيد قليلاً عن ثلاثة أسابيع إلى أعياد الميلاد، وتبدو آفاق الصناعة أسوأ بكثير مما كانت عليه قبل إغلاق أبوابها منذ شهر.

في حين أنَّ الإغلاق قد يكون ساعد في احتواء انتشار كوفيد-19، إلا أنَّه وجَّه ضربة بالمطرقة للمتاجر خلال أكثر فترات العام ربحاً. وانهارت هذا الأسبوع كل من شركة "دبنهامز" ومجموعة "أركاديا" التي تتبع إلى "فيليب غرين"، وهما اثنتان من كُبرى العلامات التجارية للبيع بالتجزئة، مما عرض 25 ألف وظيفة للخطر في صناعة كانت بالفعل في طريقها لشطب أكثر من 200 ألف وظيفة هذا العام.

وفي يوم الأربعاء، أصبحت شركة بيع الأزياء بالتجزئة التي تقدِّم خدماتها للنساء فوق سن الخمسين "بونمارشيه"، أحدث بائعي التجزئة الذين تقدموا بطلب الإفلاس، مما أدَّى إلى تعريض 1500 وظيفة، وأكثر من 225 متجراً للخطر.

ومع استمرار إغلاق المئات من المتاجر في جميع أنحاء البلاد أسبوعياً- بسبب التحوُّل على المدى البعيد نحو التجارة الإلكترونية، وتأثير كوفيد19- يتنامى إنذارٌ حول مستقبل شوارع التسوق في بريطانيا.

ما التالي لدبنهامز؟

اقترب موعد نهاية سلسلة المتاجر مُتعددة الأقسام التي تعود جُذورها إلى أكثر من 200 عام. وكافحت "دبنهامز" لسنوات، مثقلة بمحفظة متاجر كبيرة، وُمكلفة مع تحول المتسوِّقين إلى التبضُّع عبر الإنترنت.

وقد حاولت "دبنهامز"، التي يسيطر عليها مقرضوها، وفشلت منذ أبريل، في العثور على شخص مُستعدٍّ لتولي العمل. وتلاشى أملها الأخير يوم الثلاثاء، عندما أنهت شركة الملابس الرياضية بالتجزئة " جي دي سبورتس فاشن بي ال سي" مفاوضاتها.

في حين لا تزال دبنهامز تبحث عن مشترٍ لها، وطُلب من شركة "هيلكو كابيتال المحدودة"، وهي شركة إعادة هيكلة، تقييم الأصول، والتوصل إلى استراتيجية تصفية تزيد من عوائد الدائنين.

ودخلت السلسلة مرحلة إدارة الإعسار بمبلغ 720 مليون جنيه إسترليني (961 مليون دولار) من الديون المضمونة، ونحو 200 مليون جنيه مُستحقة لدائنين تجاريين. وكانت السلسلة قد أعلنت أنَّه سيتمُّ الوفاء بجميع الالتزامات التعاقدية المُبرمة مع الموردين أثناء مرحلة إدارة الإعسار. ومع إعادة فتح المتاجر في إنجلترا يوم الأربعاء، قام المُستهلكون الذين يبحثون عن صفقة بإغراق موقع دبنهامز" على الإنترنت، لأنَّها أطلقت تخفيضات على بيع تخليص الأسهم بنسبة 70%. وكانت درجة طلب المُتسوقين عالية، إلى درجة اضطرت السلسلة إلى تنفيذ نظام قائمة الانتظار عبر الإنترنت، مع منح المتسوِّقين 30 دقيقة لإكمال مشترياتهم.


ماذا بخصوص أركاديا؟

قد تكون الآفاق أكثر إشراقاً إلى حدٍّ ما بالنسبة لأركاديا، وذلك من خلال دخولها إدارة الإعسار فقط، فقد اشترى مالك العلامة التجارية "توب شوب" الوقت لنفسه، من أجل البحث عن مُشترٍ أو تمويل جديد، ولديه حماية من أي دائنين قد يرغبون في رفع دعاوى. وستظل أبواب متاجر "توب شوب" مفتوحة خلال فترة أعياد الميلاد الحاسمة، وستبقى إدارة الإعسار في مكانها تحت إشراف شركة "ديلويت"، التي تُحكم الآن سيطرتها الكاملة على الأعمال. ولدى "ديلويت" ثمانية أسابيع لتقييم أصول "أركاديا" ودائنيها، وتقديم بعض المقترحات الأولية لمحاولة إنقاذ الأعمال.

من يمكنه شراء كامل هذه الشركات أو أجزاء منها؟

في ظل انخفاض احتمال بيع "دبنهامز"، سيكون التركيز الرئيسي على "أركاديا". وقد أعربت " مجموعة فراسيرز “ التابعة “لمايك أشلي” عن اهتمامها بهذا العمل التجاري، أو جزء منه على الأقل، على الرغم من قوله قبل عام، إنَّه لن يشتريه حتى بجنيه واحد. وقد يتطلَّع المُنافسون عبر الإنترنت، بما يشمل"أسوس“ و"بوهو “، إلى بعض العلامات التجارية لشركة "أركاديا"، وعلى الأخص تجاه جوهرة تاجها "توب شوب"، على الرغم من أنَّ هذا النجم قد تلاشى خلال السنوات الأخيرة. وكانت حصَّة "أركاديا" قد انخفضت في سوق الملابس البريطانية إلى النصف تقريباً منذ بداية عام 2016، إذ هبطت إلى 2.2% من 4%، وفقًا لبيانات من "كانتار ".

ماذا لو لم يتم العثور على المشتري؟

إذا لم يتقدم أحد لعملية الشراء أماماً، ولم يكن هناك اتفاق مع الدائنين، فقد يتمُّ وضع "أركاديا" في التصفية، إذ سيتمُّ تفكيك الشركة، وبيع الأصول قطعة قطعة. وسيشمل ذلك أيَّة مُمتلكات تمتلكها "أركاديا"، مثل متجر "توب شوب" الذي تبلغ مساحته 100 ألف قدم مربع في شارع أكسفورد. وستذهب العائدات إلى الدائنين، بما في ذلك المورِّدين، وأصحاب العقارات، وصناديق التقاعد.

أي الدائنين سيخسر؟

كما هو الحال في أيَّة إدارة للإعسار، فإنَّ هناك المجموعة المُعتادة من الدائنين، بما في ذلك البنوك، وأصحاب العقارات، والمُوردين، والموظفين، وأنظمة رواتب الشركة وجامعي الضرائب. وسيحصل الدائنون المضمونون على مدفوعاتٍ، أولاً في حالة البيع أو التصفية، تليها مدفوعات تفضيلية، ثم تلك المدفوعات غير المضمونة. يُعدُّ توقيت إدارة إعسار "أركاديا" أمراً أساسياً، نظراً لأنَّ سلطات الضرائب البريطانية، كانت ستُعدُّ دائناً ذي أفضلية اعتباراً من 1 ديسمبر، بعد تعديل في القانون قامت به الحكومة. وبالرغم من ذلك، ووفقاً لطلبها المقدَّم في 30 نوفمبر، ستظل لجنة قسم الإيرادات في مرتبة بين الدائنين غير المضمونين.

ويلتزم القائمون على لجنة الإعسار بتقديم قائمة كاملة بالدائنين وما عليهم من ديون، ومقدار ما يمكنهم توقع سداده.

ماذا عن الرواتب التقاعدية؟

وافقت "أركاديا" خلال العام الماضي على توفير ضمان لخطط التقاعد بقيمة 210 ملايين جنيه (282 مليون دولار). ومع ذلك، حذَّرت نقابة "يونايت “من أنَّ الموظفين قد يتلقون معاشاتٍ تقاعدية مُخفَّضة نتيجة إدارة الإعسار. وسيقوم صندوق حماية الرواتب التقاعدية الآن بتقييم ما إذا كان يمكن إنقاذ تلك الخُطط.

قال "جلين فلانيري" شريك إعادة الهيكلة في شركة المحاماة "سي إم إس"، إذا كان مستوى التمويل في المُخطط له أقل من مستويات تعويض "بي بي إف“؛ فإن "بي بي إف" قادرة على استيعاب التدبير، وتعويض الأعضاء، وفقاً للحدود القانونية".

كما يتعرِّض "فيليب جرين" نفسه، إلى ضغوط لحماية الرواتب التقاعدية لموظفيه، مثلما حدث في عام 2016، عندما انهارت سلسلة متاجره في "بي إتش إس“، ووافق رجل الأعمال في نهاية المطاف على ضخِّ 363 مليون جنيه إسترليني في خطط التقاعد.دون أن يكون لديه أي التزام قانوني للقيام بذلك.

وتتدخل السياسة أيضاً، فقد قال المستشار البريطاني "ريشي سوناك" للمشرِّعين يوم الثلاثاء: "إطمئنوا، إننا نُراقب الموقف."

تصنيفات