AFP
وافق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الإثنين على فرض عقوبات تستهدف قطاعات اقتصادية رئيسية في بيلاروسيا، في إطار تكثيف الضغوط على مينسك بعدما أجبرت طائرة على الهبوط، واعتقلت معارضاً كان يستقلها.
قال دبلوماسيون لـ"فرانس برس"، إنَّ الوزراء وافقوا خلال اجتماعهم في لوكسمبورغ على اتّخاذ إجراءات واسعة النطاق تستهدف منبع إيرادات مهمة بالنسبة للنظام البيلاروسي، من بينها صادرات الأسمدة، وصناعة التبغ، والمنتجات النفطية والبتروكيمياوية، وقطاع المال.
قال مسؤولون، إنَّ الإجراءات تشمل أيضاً حظراً على بيع معدَّات الرقابة إلى بيلاروسيا، وتشديد حظر بيع الأسلحة إلى مينسك، وذلك في حال إقرارها رسمياً من قبل التكتل الذي يضمُّ 27 بلداً في الأيام المقبلة.
كما وافق الوزراء رسمياً على إدراج 86 شخصية وكياناً في بيلاروسيا على قائمة لتجميد أصولهم، وحظر منحهم التأشيرات، علماً أنَّ الأسماء ستنشر في مجلة الاتحاد الأوروبي الرسمية الإثنين.
يُذكر أنَّ سبعة من الأفراد الخاضعين للعقوبات مرتبطون مباشرة بإجبار طائرة تابعة لشركة "راين اير" على الهبوط في مينسك الشهر الماضي، في حين تمَّ استهداف الباقين لعلاقتهم بالحملة الأمنية الواسعة التي تشنُّها الحكومة على المعارضة، بحسب دبلوماسيين.
وقبيل الاجتماع، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: "سنواصل مسار فرض عقوبات على لوكاشنكو ونظامه. لن نكتفي بعد الآن بمعاقبة الأفراد، بل سنفرض أيضاً عقوبات تستهدف قطاعات محدَّدة". وتابع: "نريد أن نساهم بهذه الطريقة في تجفيف منابع تمويل هذا النظام".
أما مسؤول الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل؛ فأكَّد في وقت سابق أنَّه من المفترض أن يتمَّ استكمال المسائل المرتبطة بالعقوبات على بيلاروس بعد قمة مرتقبة لقادة التكتل في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.
وقال للصحافيين، إنَّ "العقوبات هي الطريقة للضغط على حكومة بيلاروس"، مضيفاً: "سنؤذي اقتصاد بيلاروس بشدَّة".
المهاجرون إلى ليتوانيا
وأثار الرئيس البيلاروسي غضباً دولياً عندما أرسل طائرة حربية في 23 مايو لاعتراض طائرة "راين اير" التي كانت متجّهة من اليونان إلى ليتوانيا.
وعندما أجبرت الطائرة على الهبوط في مينسك، أوقفت السلطات الصحافي المعارض رومان بروتاسيفيتش، وصديقته صوفيا سابيغا، إذ كانا يستقلانها.
والعام الماضي، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على 88 شخصاً، بينهم لوكاشنكو ونجله، على خلفية الحملة الأمنية القاسية التي استهدفت المحتجين بعدما أعلن الرئيس المخضرم فوزه في انتخابات جرت في أغسطس، واعتبرها الغرب مزوَّرةً.
وتجاهل لوكاشنكو، الذي يحكم بيلاروسيا منذ العام 1994، الضغوط حتى الآن معتمداً على الدعم الذي يحظى به من حليفته الأبرز روسيا.
وقبيل محادثاتهم، التقى وزراء دول الاتحاد الأوروبي زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا، التي تصر على أنَّها فازت في انتخابات العام الماضي.
وكتبت تيخانوفسكايا على تويتر أنَّ "العقوبات ليست حلّاً سحرياً، لكن يمكنها المساعدة في وضع حدٍّ للعنف، وإطلاق سراح الأشخاص".
وقال وزير خارجية ليتوانيا غابريليوس لاندزبيرغس، إنَّه سيطرح أيضاً مع نظرائه الأوروبيين مسألة الازدياد المفاجئ في عدد المهاجرين الذين يعبرون الحدود من بيلاروس، ومعظمهم من العراقيين والسوريين.
اتّهم لاندزبيرغس السلطات البيلاروسية بفتح المجال للمهاجرين لعبور الحدود كخطوة انتقامية ضد ليتوانيا لموقفها الداعم بشدة لمعاقبة مينسك.
وحذَّر من أنَّ تدفُّق المهاجرين قد يزداد بعد العقوبات، وأنَّ ليتوانيا "قد تحتاج إلى مساعدة الدول الأوروبية الأخرى".