بلومبرغ
انهارت عملة مشفرة يدعمها الملياردير مارك كوبان لتتلاشى تماماً وتقترب قيمتها من الصفر، لتنضم بذلك إلى العديد من العملات المشفرة التي سجلت تراجعات قوية خلال الشهر الماضي، بعد أن دفع التداول المحموم السوق إلى تسجيل ارتفاعات كبيرة في الأسعار هذا العام، حيث يعد ذلك أحدث المؤشرات على انحسار ذروة الهوس بالعملات المشفرة.
أدت موجة من البيع المصحوبة بالذعر صباح الأربعاء، إلى تراجع سعر "إيرون تيتانيوم" Iron Titanium العملة المشفرة التي أعلن كوبان امتلاكه لها في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث انخفضت من أعلى مستوى لها يوم الأربعاء والبالغ نحو 64 دولارا إلى أقل من 0.01% من السنت صباح يوم الخميس، بعد أن بدأ بعض أكبر مستثمري العملة البيع بأحجام كبيرة الأمر الذي أثار مخاوف المستثمرين الأفراد ودفع باتجاه عمليات بيع ضخمة.
انهارت أسعار العديد من العملات المشفرة الأخرى التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات خلال الشهر الماضي وإن كان بوتيرة أقل من "إيرون تيتانيوم" وسط تراجع أوسع في سوق العملات المشفرة بنسب متفاوتة.
بيع النخبة
على نفس الجانب ارتفعت عملة "إنترنت كمبيوتر" Internet Computer المشفرة بسرعة صاروخية حتى بلغت قيمتها السوقية 45 مليار دولار لتحتل في ليلة واحدة خلال الشهر الماضي مرتبة بين أكبر 10 عملات مشفرة، لكن أسعارها عادت وانخفضت بنحو 90% تقريباً.
لاقت تلك العملة المشفرة تأييداً واسعاً من المحللين والمستثمرين المؤسسيين، بما في ذلك أولاف كارلسون وي مؤسس "بوليتشين كابيتال" Polychain Capital لكن المتحمسين للعملات المشفرة على منتدى "ريديت" انقلبوا ضد الرمز المشفر أثناء هبوطه، وألقوا باللوم على "النخبة" من المستثمرين المؤسسيين نتيجة بيع عملاتهم المشفرة ودفع الأسعار للهبوط.
كذلك انخفض رمز "سيفمون" Safemoon الذي أشاد به متداولوا "ريديت" ومشاهير وسائل التواصل الاجتماعي بما في ذلك ديفيد بورتنوي أحد أكبر داعمي العملات المشفرة ليتراجع بنحو 70% من أعلى قيمة سوقية بلغت 6 مليارات دولار منتصف مايو الماضي.
أثار رمز "شيبا إنو" ضجة كبيرة نتيجة الشبه الذي يجمعه مع عملة "دوغكوين" المشفرة، وهي العملة المشفرة التي يتبناها الملياردير إيلون ماسك، وقد تراجعت عملة "شيبا إنو" بعد أن بلغت قيمتها السوقية 13 مليار دولار لتنخفض بنحو 75% من أعلى مستوى حققته في 10 مايو الماضي.
تراجعات حادة
يشير موقع "كوين ماركت كاب" CoinMarketCap لتتبع بيانات العملات المشفرة إلى انخفاض نحو ثلث أكبر 100 عملة مشفرة قيمة في العالم بنحو 40% على الأقل خلال الشهر الماضي، كما فقدت عشرات العملات 50% من قيمتها. بينما تمكنت ثلاث عملات مشفرة فقط من تسجيل ارتفاع وجميعها تمثل رموزا صغيرة (عرضة للتقلب الشديد) وهي: "كوانت" التي بلغت قيمتها 916 مليون دولار، و"ثيتا فويل" بقيمة 2.8 مليار دولار، و"أمب" بقيمة 4.2 مليار دولار.
غرد كوبان في وقت متأخر من يوم الأربعاء تعليقاً على انهيار عملة "إيرون تيتانيوم" قائلاً: "لقد تكبدت خسائر مثل أي شخص آخر. وما يثير الدهشة أن الانفجار حدث بمجرد بدء عمليات البيع". وقد كشف انهيار الأسعار خللا في تصميم العملة الذي يسمح بهوامش في الأسعار بين نفس العملة في أكثر من سوق ما سمح للمستثمرين بجني أرباح غير محدودة عن طريق شراء وبيع الرمز عبر المنصات المختلفة، الأمر الذي دفع نحو انخفاض الأسعار بشكل أوسع.
دوامة ابتلاع الأموال
قال فريد شيبستا مؤسس إحدى شركات التكنولوجيا المالية وأحد المستثمرين في "إيرون" لكوين ديسك: "لقد كانت دوامة مشفرة تبتلع الأموال". وأضاف شيبستا: "ما حدث يمثل أسوأ شيء يمكن أن يحدث للعملات المشفرة". وقد ألقى المتداولون عبر شبكة ريديت الاجتماعية باللوم على ضعف التصميم كسبب في انخفاض أسعار عملات "شيبا إنو" و"سيفمون" وغيرهما من العملات التي أشادوا بها قبل ذلك، رغم تراجعاتها الأقل حدة بكثير.
انحراف مفاجئ
عانت عملتا بتكوين وإيثريوم المشفرتين خلال الشهر الماضي وسط مخاوف من تضييق الجهات التنظيمية وتراجع معنويات المستثمرين، لكن أسعارهما كانت أفضل بكثير من باقي العملات المشفرة الأصغر. فقد انخفضت "بتكوين" 11% خلال الشهر الماضي بينما تراجعت "إيثريوم" بنحو 28%.
علق إدوارد مويا كبير محللي السوق في شركة "أواندا" على ارتفاعات سوق العملات المشفرة في مايو، وأشار إلى اتجاه المتداولين للاستثمار في العملات البديلة لبتكوين، ما يؤكد على تصاعد وتيرة المضاربة. حيث ارتفع حجم التداول في ذلك الوقت، ليبلغ نحو 300 مليار دولار يومياً. ومنذ ذلك الحين، خفت حدة الهوس وانخفض حجم التداولات إلى أقل من ثلث قيمته وقت الذروة.
وتبلغ القيمة السوقية لكافة العملات المشفرة 1.6 تريليون دولار تمثل بتكوين" وإيثريوم 63% منها.