سعى محافظو البنوك المركزية إلى التقليل من شأن المخاوف بأنَّ جهودهم لتطوير العملات الرقمية ستأخذ الأعمال بعيداً عن الصناعة المالية.
وفي هذا الصدد، قال بينوا كوري، رئيس مركز الابتكار في بنك التسويات الدولية، الذي تمَّ توسيعه إلى استوكهولم يوم الأربعاء، إنَّ المقرضين التجاريين يجب أن ينظروا إلى عملات البنوك المركزية الرقمية "كفرصة تمكِّنهم من تقديم خدمات جديدة لعملائهم، وذلك كجزء من مجموعة أوسع من التقنيات الجديدة".
تعمل السلطات النقدية بدءاً من السويد وصولاً إلى الصين على تطوير عملات رقمية خاصة بها، إذ يهدد الاستخدام المتناقص للأوراق النقدية، والعملات المعدنية بإلغاء طرق الدفع التقليدية. وفي الوقت نفسه، أدى ظهور العملات المشفَّرة، مثل "بتكوين" إلى زيادة الضغط على البنوك المركزية لضمان امتلاكها لبديل قابل للتطبيق قبل أن تهمين أشكال الدفع غير المنظَّمة.
إلا أنَّ احتمال وجود عملة رقمية تسيطر عليها البنوك المركزية يثير قلق بعض أركان عالم الخدمات المصرفية التجارية، وسط مخاوف من أنَّها ستفقد تدفُّقات العملاء. وفي هذا الصدد، حذَّرت وكالة "فيتش" للتصنيفات الائتمانية مؤخَّراً من أنَّ التبني الواسع لعملات البنوك المركزية الرقمية يمكن أن يعطل الأنظمة المالية في حال لم تتم إدارته بشكل صحيح؛ إذ تشمل المخاطر التدفق المفاجئ للأموال إلى عملات البنوك المركزية الرقمية بعيداً عن الودائع المصرفية.
تغيير طريقة عمل النظام المالي
تعليقاً على الموضوع؛ قال كوري، إنَّ النموذج الأكثر ترجيحاً سيكون من مستويين، إذ سيتمُّ إصدار العملات الرقمية من قبل البنوك المركزية، ولكن سيتمُّ توزيعها من قبل المقرضين التجاريين.
من جهتها، قالت سيسيليا سكينجسلي، النائب الأول لحاكم البنك المركزي السويدي، إنَّ البنوك المركزية ستلعب "دوراً مركَّزاً وضيقاً" في توفير البنية التحتية التي يمكن للقطاع الخاص البناء عليها، "وهذا هو المجال الذي سنبقى فيه".
إلا أنَّ سكينجسلي قالت أيضاً، إنَّ البنوك التجارية يجب ألا تفترض أنَّه من "حقِّها الإلهي" أن تُسيطر على الودائع. وأضافت: "إنَّه شيء يتعيَّن على البنوك التنافس من أجله إلى حدٍّ ما؛ والأمر متروك دائماً للمودعين، وما يجدون أنَّه الطريقة الأكثر جاذبية لتخزين أموالهم".
في النهاية، لا ينبغي ألا تتمحور عملات البنوك المركزية الرقمية حول "تغيير طريقة عمل النظام المالي"، وفقاً لما ذكره كوري.
تصنيفات
