بلومبرغ
تستعد الصناعة القائمة على الغابات في السويد للدفاع في مواجهة النقاد ممن يطالبون بضرورة الحفاظ على الأشجار في الغابات، بسبب دورها في تقييد انتشار الكربون، والمساعدة في مكافحة تغيُّر المناخ.
غابات أوروبا
وفي قلب هذا الصراع، يقف الاتحاد الأوروبي الذي يعمل حالياً على وضع الأطر التنظيمية للأنشطة المستدامة عبر دول الكتلة. وذلك في وقت يتناقص مستوى الغابات التي تمتص الكربون عبر القارة. وهو الأمر الذي عجل بإثارة المخاوف من تراكم ما يسمى بالدين الكربوني، إذ تستغرق الأشجار عادة عدة عقود طويلة لتنمو مرة أخرى.
ففي السويد كثيفة الغابات تسعى الصناعة إلى إظهار أنَّ الأشجار -بشكل عام- تحبس ثاني أكسيد الكربون أكثر مما يتمُّ إطلاقه. فقد قامت الشركات التي تحقق أرباحاً من اللبِّ، والتعبئة، والأخشاب، بطلب إجراء دراسة تظهر أنَّ قطع الأشجار يعود بفوائد أكثر على المناخ، مقابل تقليل حصادها أو إيقاف القطع تماماً.
الانتقال إلى الأخشاب
ترتكز الحسابات في التقرير المنشور مؤخراً على تأثيرات استبدال الغابات، فهي تقول، إنَّه يمكن الاستغناء عن المواد الأحفورية وتركها مدفونة تحت الأرض. وذلك في حال تمَّ استبدال هذه المواد بمنتجات من الأخشاب. وهو ما يصدر انبعاثات كربونية أقل، مقارنة مع خيار الإبقاء على الغابات، واستخراج هذه المواد. وحينها يمكن أن تستبدل مواد مثل البلاستيك بالأخشاب.
كذلك تجادل الصناعة بأنَّ حسابات ديون الكربون غير ضرورية، وذلك عندما يتعلَّق الأمر بحصاد الغابات التي تدار بطريقة مستدامة. وذلك هو الحال في السويد، إذ تتمُّ إعادة زرع الأشجار، مما يزيد حجم الغابات القائمة، وإمدادات الأخشاب في الوقت عينه. وهو أمر مناقض لما يحصل في حال إزالة الغابات المطيرة من أجل زراعة زيت النخيل، الذي يؤدي إلى إزالة الغابات وفقدان الكتلة الحيوية، كما تدَّعي الصناعة.
استبدال الغابات
يقول هينريك سجولاند، الرئيس التنفيذي لشركة "هولمن" المنتجة للأخشاب السويدية: "إذا تركت شجرة لفترة طويلة، فستموت وتطلق الكربون في الغلاف الجوي مرة أخرى. وبمرور الوقت، يصبح الأمر هي حلقة مفرغة". مضيفاً: " الأفضل بالنسبة للمناخ هو حصاد أكبر قدر ممكن من الأشجار، دون تقليل مستوى سحب الكربون المتوفِّر في الغابة القائمة، وأن يتمَّ استبدال المواد الأحفورية، مثل الخرسانة، والصلب، والبلاستيك، والوقود الأحفوري لتحلَّ محلَّها منتجات حيوية أخرى".
من جهتها، تقول إيلين غوتمارك المتحدِّثة باسم منظمة حماية الغابات السويدية غير الحكومية: "بالنسبة لنشطاء المناخ؛ فإنَّ ديون الكربون هي "أكبر مشكلة" تطرحها الصناعة من منظور تغيُّر المناخ". وفي رد على أسئلة بالبريد الإلكتروني قبل نشر الدراسة الخاصة بالصناعة، قالت غوتمارك:
"يتطلب الأمر وقتاً طويلاً للأشجار كي تنمو مرة أخرى ولمراكمة الكربون في التربة.. والتحريج يقلل من إجمالي كمية الكربون المخزَّنة في النظم البيئية للأرض".
سؤال يفرض نفسه
كان صراع الصناعة مع الاتحاد الأوروبي قد بدأ في فبراير الماضي، عندما قال فرانس تيمرمانز، رئيس قطاع المناخ في الاتحاد، إنَّ حالة الغابات في السويد تزداد سوءاً، مضيفاً أنَّ السويد بحاجة إلى تكييف غاباتها مع ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة التنوع البيولوجي لتعزيز القدرة على الصمود.
وهناك جدل مناخي آخر متعلِّق بالغابات، ويتعلَّق باستخدام الكتلة الحيوية لإنتاج الطاقة المتجددة. وقد اتهمت المنظمات غير الحكومية المفوضية الأوروبية بالانحياز في التصنيف المقترح للأنشطة المستدامة. فقد طالبتها بإزالة الكتلة الحيوية للغابات، كمادة خام قابلة للاحتراق، من توجيهات الطاقة المتجددة.
ومع ذلك، في منطقة الشمال، تجادل الصناعة بأنَّها تستخدم فقط حطام وبقايا الأشجار للحصول على الطاقة، إذ أن الخشب باهظ الثمن، وينمو ببطء شديد في السويد مقارنة بالمناطق الاستوائية، مما يجعل استخدام الأخشاب للحصول على الطاقة أمراً غير مربح، بحسب الشركات.
وبحسب هينريك سجولاند، الرئيس التنفيذي لشركة "هولمن" المنتجة للأخشاب السويدية: "ليس من المنطقي زراعة الأشجار فقط بغرض إنتاج الطاقة الحيوية"، متسائلاً: "لماذا قد يقوم أي شخص بذلك؟ نحن نزرع الأشجار لبناء المنازل والمساكن من جذوع الأشجار، وهذا هو نموذج العمل المنطقي لمالك غابة سويدي حتى يكسب المال".