بلومبرغ
استثمر صندوق "بريك ثرو إنيرجي فينتشرز" الذي يترأسه بيل غيتس، وتبلغ قيمته ملياريْ دولار، في شركة تعمل على تطوير الأسمنت منخفض الكربون.
وتعمل هذه الشركة الواقعة في أيرلندا، على مشكلة مناخية صعبة العلاج بالفعل. وهي شركة "إيكوسيم ماتيريالز". حيث يساهم إنتاج الأسمنت بنسبة تصل إلى 8% من التلوث الكربوني العالمي. وبما أن مصانع الأسمنت يمكن أن تستمر لمدة خمسة عقود أو أكثر، فإن التقنيات الجديدة تدخل لهذا السوق ببطء شديد.
تركيبة حديثة
ترتبط الغالبية العظمى من الانبعاثات من الأسمنت بإنتاج ما يسمى الكلنكر، وهي مادة ربط يمكن أن تشكل ما يصل إلى 70% من المنتج النهائي. وهي المادة التي تجمع الماء والحصى معاً لصنع الخرسانة. ويتم تصنيع الكلنكر من خلال تسخين الحجر الجيري في فرن ساخن مع الطين، وهي عملية تتطلب طاقة كثيفة تولد كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، حتى لو لم يتم استخدام الوقود الأحفوري.
ومنذ تأسيسها في عام 2000، تعمل الشركة لمعالجة هذه المشكلة من خلال تصنيع ما يسمى بالخَبَثِ (slag) كبديل عن الكلنكر. حيث يعد هذا المنتج الثانوي من إنتاج الفولاذ، وله خصائص كيميائية مماثلة للكلنكر، ولكنها أفضل للبيئة. وتبيع العديد من الشركات الأوروبية حالياً الأسمنت "الأخضر" عن طريق استبدال جزء من الكلنكر بالمادة المصنعة من الفولاذ والتي تم شراؤها من شركة "إيكوسيم".
إلا أنه يتم إنتاج نحو 300 مليون طن متري فقط من الخَبَثِ على مستوى العالم سنوياً، وذلك بناءً على ما قاله مؤسس شركة "إيكوسيم" دونال أوريان، وهو حجم لا يكفي لإمداد مليارات الأطنان من الأسمنت المستهلكة سنوياً.
لذلك تعمل شركة "إيكوسيم" على طرق لخفض حصة الخَبَثِ والكلنكر في الأسمنت. ويبدو أن التركيبة الفعالة هي التي تحتوي على 20% من الكلنكر و30% من الخَبَث ومواد حشو أخرى تشكل الباقي.
ورفضت الشركة تحديد المحتوى الدقيق لهذا الحشو، باستثناء القول إن له بصمة كربونية "صغيرة"، ويزيد من تنشيط الكلنكر والخَبَث بحيث يشكلان عوامل ربط أكثر فاعلية.
أسمنت منخفض الكربون
وقد خلص الباحثون منذ فترة طويلة إلى أن الهدف من استخدام الكلنكر أو الخبث الموجود داخل الأسمنت لا يرجع بشكل خالص لخصائص الربط الخاصة بهما فقط كمواد للبناء. بمعنى أنه يمكن استبدال بعض هاتين المادتين بمواد بديلة توفر فوائد أخرى للبناء مثل تحسين لزوجة الأسمنت عند خلطه بالماء والحصى، أو مساعدة الخليط على البقاء رطباً لفترة أطول.
واستثمرت شركة "بريكثرو إنيرجي" وذراعها الأوروبي 22.5 مليون يورو (27 مليون دولار) في شركة "إيكوسيم". وسيمكن هذا المال الشركة من الحصول على موافقة من المنظمين في الاتحاد الأوروبي لطرح صيغته الجديدة. كما سيذهب المال أيضاً لبناء مصانع جديدة خارج المنطقة، مما سيساعد في إثبات أن التركيبة منخفضة الكربون يمكن تصنيعها في أجزاء مختلفة من العالم لشركات الأسمنت الأكبر حجماً. ويشمل مستثمرو صندوق "بريكثرو إنيرجي" جيف بيزوس من شركة "أمازون" ومايكل آر بلومبرغ، مؤسس "بلومبرغ".
تأمل شركة "إيكوسيم" في النهاية توسيع نطاق منتجاتها من خلال تقليل تكلفة التكنولوجيا لشركات أخرى مع الاستمرار في إنتاج بعض الأسمنت بمفردها. وقال إريك تون، الرئيس التقني في شركة "بريكثرو إنيرجي": "من الصعب التفكير في موضوع أقل إثارة من الأسمنت حالياً. لذلك نحن نقدر عمق ودقة العلوم والهندسة وراء نهج شركة "إيكوسيم"".