جنوب أفريقيا تتجه لإنهاء تربية الأسود

time reading iconدقائق القراءة - 5
تعرضت جنوب أفريقيا لعدد من الانتقادات بسبب عدم حظرها للاحتفاظ الجائر بالأسود وتجارة منتجاتها - المصدر: بلومبرغ
تعرضت جنوب أفريقيا لعدد من الانتقادات بسبب عدم حظرها للاحتفاظ الجائر بالأسود وتجارة منتجاتها - المصدر: بلومبرغ

أعلنت باربرا كريسي، وزيرة البيئة في جنوب أفريقيا، أنه ينبغي وضع حد لتربية الأسود في جنوب أفريقيا والتجارة بمنتجات منها مثل العظام، مؤكدة أن الدولة لن تنضم للضغوط التي تسعى لرفع القيود العالمية عن تجارة قرون وحيد القرن، والعاج من الفيلة.

وقالت الوزيرة إنه على الرغم من ذلك، يجب على البلاد أن تروّج لنفسها على أنها وجهة لصيد بعض الحيوانات الأكثر شهرة في العالم.

جاءت تصريحات الوزيرة خلال إطلاق تقرير اللجنة رفيعة المستوى بشأن الإدارة والتربية والصيد والتجارة والتعامل مع الفيلة والأسود والفهود وحيوانات وحيد القرن.

الحيوانات المهددة بالانقراض

تُظهر توصيات اللجنة، المسار الصعب الذي تمر به جنوب أفريقيا. من حيث دورها كوصي على بعض أهم مجموعات الحيوانات المهددة بالانقراض في العالم، في بلد تتم فيه تربية وامتلاك هذه الحيوانات على أراض خاصة.

قالت كريسي: "نحن نتفهم تماماً أنه سيكون للمربين آراء سوف يريدون طرحها"، واعدة بإجراء مشاورات بعد أن تدخل عضو من الجمهور غير معروف الهوية في نهاية الاجتماع ليقول إن التوصيات المعتمدة ستؤدي إلى تدمير الأنواع التي تسعى الحكومة لحمايتها، لا يمكن إجراء أي تغيير سياسي في دولة ديمقراطية دون مشاركة المتأثرين به".

مالكو حيوان وحيد القرن

ومع أن موقف الدولة كان واضحاً في الكفاح العالمي لوقف التجارة في قرون وحيد القرن وعاج الفيلة، إلا أنها كانت موضع انتقادات أيضاً لسماحها بتربية الأسود للصيد وبيع عظامها إلى بلاد شرق آسيا، حيث يُعتقد أن لها خصائص طبية.

ومارس مالكو حيوان وحيد القرن، والذين يمتلكون العدد الأكبر من هذا النوع من الحيوانات في البلاد، ضغوطاً لاستئناف تجارة القرون القانونية لتمويل التكاليف المرتبطة بحماية حيواناتهم من الصيد الجائر.

وبالرغم من أن غالبية أعضاء اللجنة المكونة من 25 عضواً أوصت بإنهاء تربية الأسود ووضع قيود على تربية حيوان وحيد القرن، إلا أن بعض الأعضاء اعترضوا على ذلك، كما حصل خلاف أيضاً حول الضوابط المفروضة على تربية حيوان وحيد القرن. وقالت كريسي إنها قررت تبنّي رأي الأغلبية.

نصدر اليوم تقرير اللجنة رفيعة المستوى التي تم تعيينها لمراجعة السياسات والتدابير التنظيمية والممارسات والمواقف السياسية المتعلقة بالصيد، والتجارة، والاحتفاظ الجائر، والإدارة، والتعامل، مع كل من الفيلة والأسود والفهود وحيوانات وحيد القرن.

وزيرة البيئة والغابات والصيد البحري

تعد جنوب أفريقيا موطناً لجميع أنواع حيوان وحيد القرن المتبقية في العالم تقريباً، كما تضم مجموعات رئيسية من الفيلة والأسود والفهود. ويُسمح بصيد جميع هذه الحيوانات في ظل ضوابط صارمة، وهي تدرّ إيرادات كبيرة للبلاد كونها تجتذب المهتمين بممارسة رياضة الصيد، خاصة من الولايات المتحدة.

الأسود البرية والأشبال

وقالت كريسي: "يشكل الاحتفاظ الجائر بالأسود، مخاطر على استدامة الحفاظ على الأسود البرية، والذي ينعكس بصورة سلبية على السياحة البيئية التي تمول حماية الأسود والحفاظ عليها على نطاق أوسع". كما يوجد "تأثير سلبي لها على قطاع الصيد البري الأصيل في البلاد، بالإضافة للمخاطر التي تشكلها التجارة في أعضاء الأسود لتحفيز الصيد غير المشروع والتجارة غير المشروعة".

ويولد قطاع الصيد في جنوب أفريقيا حوالي 5 مليارات راند (345 مليون دولار) سنوياً، بناء على ما أفادته ورقة بحثية أصدرها باحثون في جامعة شمال غرب جنوب أفريقيا في عام 2018.

السياحة البيئية في البلاد

وتشكل السياحة البيئية جزءاً رئيسياً من قطاع السياحة في البلاد، والذي يمثل نحو 7% من الاقتصاد.

جمعية الرفق بالحيوان الدولية قالت في بيان: "إن جنوب أفريقيا هي أكبر مصدر لسباقات صيد الأسود في العالم، والتي نشأ معظمها من صناعة تربية الأسود الأسيرة ذات السمعة السيئة في البلاد"، مشيرة إلى أنه تم تصدير"4 آلاف و175 تذكار من صيد الأسود من جنوب أفريقيا (فضلاً عن 25 تذكار من صيد النمور التي تربّى في الأسر) بين عامي 2014 و2018.

أضافت الوزيرة أيضاً، أنه سيتم وقف تربية أشبال الأسود التي يداعبها السياح في حدائق السفاري. ويذكر أنه لم يتم الرد على الفور على مكالمة وبريد إلكتروني إلى جمعية الحيوانات المفترسة في جنوب أفريقيا، والتي تمثل مربي الأسود الأسيرة والصيادين.

وأوضحت أنه كان على اللجنة أيضاَ النظر في عدد من القضايا الأخرى كاستخدام المنتجات الحيوانية مثل جلود النمر في الطقوس التقليدية وقتل الفهود التي تتغذى على الماشية.

وقالت كريسي إن ورقة سياسات بشأن التوصيات المتعلقة بتعليق الجمهور ستصدر في غضون أسبوعين تقريباً، وهذه ستكون خطوة أساسية في سن التشريعات.

قصص قد تهمك