بلومبرغ
تخطط مدينة لندن للحياة بعد الجائحة، فقد أعلن المشرفون على المنطقة ذات الكثافة السكانية المنخفضة عن خطط يوم الثلاثاء لبناء ما لا يقل عن 1,500 منزل في العقد المقبل، إلى جانب استكشاف طرق جديدة لإعادة استخدام المساحات الفارغة، فقد تمَّ بالفعل تحديد طموحات لتطوير 122,500 متر مربع (1.3 مليون قدم مربع) من مساحات التسوق على مدى 15 عاماً.
مستقبل العمل
تأتي المقترحات بعد أن غذت عمليات الإغلاق نقاشات محتدمة حول مستقبل العمل، مما دفع بعض البنوك في منطقتي "سكوير مايل"،و"كناري وارف" الماليتين لتسريع خطط التخلي عن المساحات المكتبية، وارتفعت المساحات الشاغرة في جميع أنحاء المدينة بنسبة 70% منذ بداية الجائحة إلى 12 مليون قدم مربع، وفقاً لشركة "سافيلس بي إل سي".
قالت "كاثرين ماكغينيس"، رئيسة لجنة السياسات والموارد في مؤسسة مدينة لندن في حدث افتراضي استضافته بلومبرغ يوم الثلاثاء لإطلاق الخطة: "تظل لندن مركزاً مالياً رائداً على مستوى العالم، لكنَّنا نعلم أيضاً أنَّه من أجل أن تظل كذلك؛ يجب أن نتكيَّف. ونحن نعيد تصور "سكوير مايل" تحضيراً للوضع الطبيعي الجديد، والعودة من هذه الفترة الصعبة بشكل أفضل وأقوى من أيِّ وقت مضى".
ويُقدَّر عدد السكان الدائمين في المدينة بحوالي 8 ملايين، مع حوالي نصف مليون عامل اعتادوا أن يجوبوا شوارعها من الإثنين إلى الجمعة قبل تفشي الجائحة.
حملة تسويقية
وفي الواقع، فإنَّ التركيز على المزيد من المنازل والتسوق لا يعني أنَّ المدينة لم تعد تبني مكاتب جديدة؛ فقد ذكر تقرير يلخص المقترحات أنَّ ما لا يقل عن تسعة أبراج جديدة قيد الإنشاء أو في طريقها إلى الإنشاء. لكنَّ المؤسسة ترسل رسالة حازمة مفادها أنَّ المدينة لم تعد مجرد ملعب للمصرفيين، فهي تشرع في حملة تسويقية مدَّتها خمس سنوات التي يمكن أن تروِّج لفعاليات طوال الليل على غرار مهرجان الفنون "نوي بلانش" في باريس أو أيام خالية من حركة المرور في عطلات نهاية الأسبوع خلال فصل الصيف. كما يمكن أيضاً السماح للعاملين في الصناعات الإبداعية باستغلال المساحات الفارغة وغير المستغلة بالقدر الكافي مقابل دفع رسوم رخيصة.
وينفق الزوار ملياري جنيه إسترليني (2.8 مليار دولار) سنوياً في المنطقة، ويدعمون 34 ألف وظيفة في قطاعات الثقافة، والترفيه، والضيافة، والتجزئة، وفقاً للتقرير الذي يعرض المقترحات. وأوضح التقرير أنَّ المؤسسة ستسعى أيضاً لجذب الشركات الأصغر ذات الإمكانات العالية، بما في ذلك شركات التكنولوجيا والقطاعات التي لم يتم جذبها تقليدياً إلى المدينة، مثل العلوم الحيوية. وهناك خطط لإتاحة تقنية الجيل الخامس (5G) في جميع أنحاء المنطقة.
قال "داني لوبيز"، الرئيس التنفيذي لشركة "غلاسوول سولوشنز" للأمن السيبراني، خلال الحدث الافتراضي: "ستفكِّر كل مدينة حول العالم في هذه الأشياء؛ فنحن ندخل فصلاً جديداً طويل المدى للغاية، وسيستغرق الأمر وقتاً طويلاً لنكتشفه".