بلومبرغ
أقرَّ البنك المركزي التايواني بأوضح العبارات حتى الآن بتدخُّله في أسواق الصرف الأجنبي، مستخدماً الكلمة التي تجنَّبها بعناية، واحتج بشأنها بشدَّة.
وصرَّح محافظ المركزي التايواني "يانغ تشين لونغ" للصحفيين بعد قرار يوم الخميس بالإبقاء على أسعار الفائدة منخفضةً عند مستويات قياسية، أنَّ التحرُّكات المنتظمة في وقت متأخر من الجلسة من قبل البنوك المدعومة من الدولة لتقليل مكاسب العملة التايوانية مقابل الدولار بمثابة "نوع من التدخُّل".
واستخدم الكلمة الإنكليزية التي تعني "تدخُّل" في ردِّه بلغة "الماندرين" الصينية على سؤال أحد المراسلين. وفي السابق، كان يانغ يشير إلى مثل هذه الإجراءات على أنَّها "تجانس".
وبدأت الجهود اليومية لتحقيق الاستقرار في سعر صرف الدولار التايواني بشكل جديٍّ في يونيو 2020، واستقرَّ عند مستوى 29.5 مقابل الدولار الأمريكي حتى سبتمبر من العام نفسه.
ومنذ ذلك الحين، يبدو أنَّ البنك المركزي كان يدير ارتفاع العملة، مع تجاوز سعر التداول اليومي حاجز 28 دولاراً تايوانياً أمام الدولار الأمريكي خلال معظم جلسات هذا العام، قبل أن يتراجع عند الإغلاق.
وكان التداول أكثر تقلُّباً في الأسبوعين الماضيين، فقد تراجعت العملة التايوانية إلى 28.47 مقابل الدولار الأمريكي في الساعة 11:56 صباحاً بتوقيت تايبيه ( بالتوقيت المحلي) يوم الجمعة بعد أن أغلقت عند 28.31 يوم الخميس.
التلاعب بالعملة
منذ تولِّيه منصبه كمحافظ للمركزي التايواني في مطلع عام 2018، استخدم "يانغ" تدريجياً نبرة أكثر استرخاء وصراحة في المؤتمرات الصحفية.
وفي مارس 2020، بدأ البنك المركزي التايواني في نشر مزيد من المعلومات حول تبادل العملات الأجنبية في الأسواق، وهي خطوة نادرة، تهدف إلى الردِّ على الدعوات لتطبيق مزيد من الشفافية.
وتأتي تصريحاته بعد أن قرَّرت وزارة الخزانة الأمريكية في ديسمبر 2020، إضافة تايوان إلى قائمة مراقبة الدول المتلاعبة بالعملة.
وأشار يانغ قبل أسبوع إلى أنَّ الولايات المتحدة قد تصنِّف تايوان ضمن قائمة الدول التي تتلاعب بالعملة، لكن لن يكون هناك تأثير سلبي كبير على الاقتصاد المحلي، في ضوء الطلب الأمريكي القوي على أشباه الموصلات.
وقال، إنَّ أشباه الموصلات كانت العامل الرئيسي وراء تحقيق بلاده فائضاً تجارياً مع الولايات المتحدة. وقال مازحاً أمام المشرِّعين في 11 مارس: "إذا كان الأمريكيون يرغبون في تقليل فائضنا التجاري معهم، فيمكننا حينئذ التوقُّف عن بيع منتجاتنا من الرقائق لهم، ولكنَّهم في احتياجٍ إليها.