بلومبرغ
جذب الصعود الهائل لمنصة "كاردانو" (Cardano) خلال الشهور الثلاثة الماضية، انتباه بعض أكثر المستثمرين مهارة في مجال العملات المشفّرة.
وسعى الملياردير مايكل نوفوغراتس إلى الحصول على معلومات حول العملة الرقمية، الخاصة بمنصة "كاردانو" والمعروفة أيضاً باسم "أدا" (Ada)، حيث طلب يوم الثلاثاء، مساعدته في فهم الأسباب المؤدية إلى تلك الزيادة، التي تجاوزت ستة أضعاف منذ منتصف شهر ديسمبر، والتي جعلت من "أدا" ثالث أكبر عملة مشفّرة من حيث القيمة السوقية، لمدة وجيزة، بعد عملات البتكوين، و الإيثريوم.
وقال مايكل نوفوغراتس في تغريدة له يوم 9 مارس الجاري: "سؤالي الأخير قبل الذهاب إلى الاستحمام؛ هل يمكن لأي شخص أن يرى القوى الدافعة لصعود عملة "أدا"؟ هل يقوم أحد بالبناء على ذلك؟ هل يستخدمها أحد؟ لماذا هذا الارتفاع الهائل في القيمة السوقية؟ هل يجب أن تكون إحدى الأصول التمويلية؟ إنها إحدى العملات المشفّرة القليلة التي لم أقم بالتداول فيها في حياتي".
تساؤلات حول الصعود الكبير
لا يعد نوفوغراتس الشخص الوحيد الذي يتساءل عما يحدث في منصة لا تزال تفتقر إلى العديد من الإمكانيات المتاحة حالياً لدى منافسيها الأكثر شهرة.
ولم يمنع ذلك من حصول "كاردانو" على متابعين مخلصين بـ"ريديت"، على غرار العديد من أسهم الـ"ميمات" المزعومة والتي ارتفعت في بداية العام.
وتمكنت "كاردانو" من الحفاظ بزخمها المتصاعد، على عكس أمثال شركة "غيم ستوب".
وتعتبر "كاردانو" فكرة من بنات أفكار تشارلز هوسكينسون البالغ من العمر 33 عاماً، والذي كان أقرب شبها لطلاب الدكتوراه، قبل أن يسيطر على حياته هوس التشفير.
إنه الآن يشبه نجم موسيقى الروك في عالم التشفير، فهو يدير قناة على"يوتيوب" تضم 105 آلاف مشترك، ويتلقى رسائل على البريد الإلكتروني من المعجبين، بل وهدايا أيضاً من المعجبين شملت رسالة كتبها ألبرت أينشتاين، ونسر برونزي.
وقال هوسكينسون في مقابلة من لونغمونت بكولورادو: "هذا هو الجزء الأكثر سريالية في الأمر كله. إنهم يتعرفون عليّ في المطارات".
وبينما يشاهد عشرات الآلاف من الأشخاص مقاطع الفيديو على قناته بـ"يوتيوب"، إلا أن أعمال "كاردانو" لا تزال قيد الإنجاز. فرغم التحديث الذي قامت به المنصة في أوائل شهر مارس، لا يمكن استخدامها حتى الآن في تشغيل العديد من التطبيقات الأكثر رواجاً في عالم التشفير، مثل مشاريع التمويل اللامركزية التي تتيح للمستخدمين إقراض بعضهم البعض، والتداول فيما بينهم، واقتراض الأموال من بعضهم البعض. ومن المتوقع أن يتم طرح ما يسمى بوظيفة العقد الذكي خلال العام الجاري.
وقال نيك كارتر، الشريك المؤسس بـ"كوين ميتريكس" المتخصصة في الأبحاث: "لست على علم بنشر تطبيق واحد شهير في "كاردانو"، ولم ألحظ أي حماس بين المطورين تجاه المنصة. أنا محتار حقاً بشأن تمتعها بشعبية كبيرة".
وبلغت منصة "كاردانو" ذروتها سابقاً في أوائل عام 2018 أثناء طفرة وكساد العملة المشفّرة قبل انهيارها بشدة.
وخلال هذا العام، وصلت القيمة السوقية لـ"كاردانو" إلى حوالي 34 مليار دولار من حوالي 5.6 مليار دولار، استناداً لمتتبّع البيانات"كوين ماركت كاب دوت كوم".
منصة بديلة برسوم أقل
ربما يقوم المستثمرون بشراء تعهد أو وعد "كاردانو" أو أنهم يخشون من فقدان المكاسب فقط. وتم وصف المنصة بأنها أفضل "منصة إيثريوم"، حيث ظهرت كمركز ابتكار للمشاريع التي تتراوح من التمويل اللامركزي "ديفي"، إلى الرموز غير القابلة للاسترداد "إن إف تي" (NFTs)، وكمركز للجهود المبذولة في إصدار الفن الرقمي على تقنية البلوكتشين.
ومع ارتفاع رسوم المعاملات على"إيثريوم"، يبحث المطورون عن منصات بديلة مثل"كاردانو" ومنافستيها "ترون"(Tron)، و"بولكادوت" (Polkadot).
وقال هوسكينسون:"لقد فعلنا ذلك بشكل صحيح، ولكن هذا يعني أننا كنا من أواخر الواصلين إلى السوق"، مشيراً إلى أنه لا يعرف سبباً للارتفاع المفاجئ في قيمة "كاردانو.. لقد كانت جولة جامحة، أدت إلى ظهور ملياردير في ثماني سنوات. هذا جنون".
وأشار هوسكينسون إلى تفوق أمن وحوكمة تقنية البلوكتشين في منصة "كاردانو" على "إيثريوم"، فيما يجب أن تسمح بتواجد التطبيقات المتعلقة بالتصويت وتتبع سلسلة التوريد.
إلا أن هوسكينسون أبدى اهتماماً أقل بالبورصات اللامركزية مثل "يوني سواب" (Uniswap)، والفن القابل للتحصيل مثل القطط الرقمية، وقال: "أهدف إلى إدارة الدول عبر البلوكتشين. أنا لا أهتم بأمور مثل "يوني سواب" أو لعبة "كريبتو كيتز" وأشياء أخرى، هذه فقاعة ستأتي وستذهب مثل "بيت روكس" (Pet Rocks)، و"بيني بيبيز" (Beanie Babies)".
ويرى هوسكينسون أن أكثر من 100 شركة في طور الإعداد حالياً، وتتطلع إلى التحول من "إيثريوم" إلى"كاردانو" بعد نضوج وظائفها، ويقول: "يمكنك أن تُشغّل أداة التمويل اللامركزي الخاصة بك على نظامي مقابل 1/100 إلى 1/1000 من التكلفة".
"هوسكينسون"
انغمس هوسكينسون في العملات المشفرة بعد تعرضه للحرمان من حقوقه في العشرينات من عمره، حيث أراد أن يرى معاقبة القائمين على "وول ستريت" بعد الأزمة المالية، ولكن هذا لم يحدث.
وبعد أن عثر على ورقة البتكوين البيضاء في عام 2010، بحث هوسكينسون في جميع المراجع المذكورة في الورقة، وخلص إلى أن البتكوين ستفشل. ومع ذلك، بدأ في تعدين العملة المشفّرة، والتي قال إنه تخلى عنها أو صرف معظمها.
وأنشأ هوسكينسون شركة "آي أو إتش كيه" (IOHK) الربحية في عام 2015 من أجل تطوير "كاردانو" ومشاريع العملات المشفّرة الأخرى، وبتمويل من قبل العديد من (المستثمرين الملائكة) عبر عرض اكتتاب أولي للعملة الرقمية المشفّرة في آسيا، والذي أدى إلى جمع حوالي 70 مليون دولار.
وقال هوسكينسون: إن "آي أو إتش كيه" تلقت 8% من المعروض من العملات المعدنية، بالإضافة إلى حوالي 30 مليون دولار نقداً لكتابة أكواد لـ"كاردانو" على مدار ثلاث سنوات. وقال هوسكينسون إن "آي أو إتش كيه" لديها الآن حوالي 300 موظف. ولفت إلى أنه بينما تعمل 12 شركة على تطوير "كاردانو"، إلا أن "آي أو إتش كيه" تعتبر الأكبر.
تضاعف تقريباً متوسط عدد المطورين الفاعلين الذين يعملون في "كاردانو" بين عامي 2018 وأكتوبر 2020، وفقاً للمتتبع "إلكتريك كابيتال" (Electric Capital)، الذي يصف هذا النمو بأنه "متواضعاً".
وقال هوسكينسون: "وظيفتي تتعلق بإعداد كل شئ. أنا يمكن أن أكون مثل ستيف وزنياك بالنسبة لشركة "آبل"؛ أي تمرير هواتف "آيفون" إلى المتاجر".