بعد إلغائها العام الماضي بسبب جائحة كورونا، والتقارير المبكرة بإمكانية عدم مشاركة كبار صانعي السيارات، أقيمت مسابقة "بيبل بيتش للأناقة" (Pebble Beach Concours d’Elegance) بمشاركة أضخم من أيِّ وقت مضى، فقد اجتذب الاحتفال السنوي السبعون للمسابقة الآلاف من حاملي التذاكر، و230 سيارة نادرة في عودة مذهلة للحياة الطبيعية.
فازت سيارة "مرسيدس- بنز 540 كي" السوداء، التي يعود إنتاجها لعام 1938 بجائزة أفضل سيارة في الحدث الأكبر خلال "أسبوع مونتيري للسيارات" (Monterey Car Week)، الذي يتمركز كل عام حول مدينة كارميل بولاية كاليفورنيا. وقد أثنى أعضاء لجنة التحكيم بالمسابقة، الذين تميَّزوا بسترات زرقاء داكنة، وقبعات فيدورا صفراء اللون، وألواح للكتابة، على ترميم السيارة الكوبية، والحفاظ عليها بما يتفق مع الحقبة الزمنية لإنتاجها بشكل دقيق. وتعدُّ سيارة المرسيدس النادرة ذات السقف المنحني هي الوحيدة المتبقية من أصل ثلاث سيارات من الطراز نفسه صنعت جميعها في مصنع "مرسيدس" بمدينة زيندلفينغن بألمانيا.
كانت هذه هي المرة التاسعة التي تفوز فيها علامة "مرسيدس" بجائزة في مسابقة الأناقة، وهو رقم قياسي تشاركها إياه "بوغاتي"، ومقرُّها مولسايم، فرنسا. كما يعتبر فوز مجموعة "كيلرز" هو الثالث في مسابقات "بيبل بيتش". في عام 1986، فازت المجموعة من خلال المشاركة بسيارتها "مرسيدس-بنز 500 كي سبيشيال رودستر" إنتاج عام 1936، وفي عام 2001 بسيارتها "مرسيدس- بنز إس إس إيردمان و روسي رودستر" إنتاج عام 1930.
"مرسيدس" تتعهد بالتحوّل الكلي إلى الكهرباء
وقال أرتورو كيلر للصحفيين بعد العرض: "إنَّه تاجي الثلاثي. هذه هي السيارة الوحيدة المتبقية من نوعها، وأنا المالك الثاني بعد مالكها الأصلي. إنَّها سيارة مميزة جداً، ونحن سعداء للغاية".
الفائزون من الفئات الأخرى
وكان من بين الفائزين في الفئات الأخرى، سيارة "ألفا روميو 6 سي 2500 إس تورينغ" الكوبيه من عام 1940 في فئة السيارات الترفيهية الكلاسيكية الأوروبية. في حين فازت سيارة "مازيراتي إيه 6 جي زاغاتو" الكوبيه لعام 1956 في فئة السيارات الرياضية من حقبة ما بعد الحرب، وانتزعت سيارة "كاديلاك إلدورادو بروغهام فليتوود" سيدان لقب فئة السيارات الترفيهية عن الحقبة ذاتها.
مع انقسام أسبوع "مونتيري" للسيارات بين الحفلات الفخمة، وأمسيات العشاء الخاصة التي يستضيفها صانعو السيارات من "بنتلي"، و"لامبورغيني" إلى "أستون مارتن"، و"مرسيدس- بنز"، و"جينيسيس"؛ تتضمَّن الفعالية الأبرز عروض سيارات أصغر، وظهور سيارات خارقة لأوَّل مرَّة، ومزادات مرموقة بملايين الدولارات، وفرص تواصل لا تعدُّ ولا تحصى لجحافل من عشاق السيارات الذين يحضرون في الأيام التي تسبق إقامة مسابقة "بيبل بيتش" للأناقة يوم الأحد.
وارتدى معظم الحاضرين أقنعة داخل أماكن، مثل نادي "بيبل بيتش" للغولف، لكن فعل القليل منهم ذلك خلال الفعاليات الخارجية في الأيام التي سبقت إقامة المسابقة، بما في ذلك "لم شمل سيارات بورشه" (Porsche’s Werks Reunion)، و"المسابقة الإيطالية" (Concorso Italiano)، و"تجمع كويل للدراجات النارية" (Quail Motorsport Gathering).
عبر رسالة بريد إلكتروني، قال متحدِّث باسم مسابقة "بيبل بيتش"، إنَّ المنظِّمين وسَّعوا نطاق العرض بشكل كبير، وقللوا عدد التذاكر المتاحة، والتصاريح الإعلامية من أجل السماح بالتباعد الاجتماعي المناسب. ولم يكشف المتحدِّث عن عدد التذاكر التي تمَّ بيعها، لكن الحشد بدا كبيراً- بل وأكثر ازدهاراً- كما في السنوات السابقة.
الحضور والمشاركات
كان العرض النهاري الذي أقيم يوم الأحد أكبر حفلات الأسبوع بالفعل، فقد تضمَّن عرضاً مباشراً لواحدة من فرق موسيقى الجاز، وأجنحة الضيافة التي تديرها شركات صناعة السيارات الفاخرة، والكثير من الشمبانيا لإشعال الأجواء الاحتفالية. وكان الحضور الأوروبي نادراً نسبياً في مسابقة هذا العام، بما في ذلك من مسؤولين تنفيذيين في مجال السيارات، بسبب قيود السفر المختلفة المتعلِّقة بالوباء. وبحسب مصادر مقرَّبة من الممثِّلين الكوميديين، جاء غياب جيري ساينفيلد، وجاي لينو، وقد اعتادا حضور المسابقة، لأسباب تتعلَّق بمخاوف "كوفيد"، وسلالة "دلتا" المتحوِّلة، وتضارب المواعيد.
من ناحية أخرى، اتفق غالبية الحضور المعتادين على أنَّ السيارات الهجينة الحديثة ذات الألوان الصاخبة لفريق "باغاني- ماكلارين- لامبورغيني" قد غمرت الشوارع بوضوح أكثر بكثير مما كانت عليه في السنوات السابقة. وكانت لافتات سيارات "بورشه" المبرَّدة بالهواء، و"جاكوار" القديمة الفخمة أقل هذا العام، وعلى مسافات متباعدة، مما عزاه بعضهم إلى استبدال حرس الجيل القديم من مساعدي "بيبل بيتش" بجيل الجديد.
ومع ذلك، حضر الجميع إلى الساحة الخضراء في 15 أغسطس.
كما احتضنت المسابقة بعض السيارات الإيطالية المعاصرة الشبيهة بكلاسيكيات حقبة ما قبل الحرب، مثل "بوغاتي تايب 57 إس سي أتالانتي" لعام 1937، و"فيراري بي4/5 بينافارينا" الكوبيه لعام 2003، على حدٍّ سواء. وقد جذبت مجموعة من سيارات "ألفا روميو"، و"أستون مارتن"، و"باكارد"، و "دوسنبرغ" عشاق السيارات الأثرياء المتحمِّسين لإبداء إعجابهم بمقاعد السيارات الجلدية القاتمة، ومزيج زخارف أغطية المحرِّكات المنحوتة، والنمط الفني للتصميمات الجذَّابة.
كانت السيارات المصوَّرة التي تمَّ نشرها في هذا المقال من أجمل السيارات المعروضة في المسابقة. ومن المقرَّر أن تقام مسابقة "بيبل بيتش" الـ 71 للأناقة العام المقبل يوم الأحد، 21 أغسطس، إذ ستكون علامات "لينكولن"( Lincoln)، و"تالبوت لاغو غراند سبورت" (Talbot-Lago Grand Sport) أبرز المشاركين. وسيتمُّ الإعلان عن فئات خاصة إضافية تباعاً.
