نجحت ثلاث مجموعات على الأقل من المستثمرين الأمريكيين بشكل رئيسي في الوصول إلى ما يُتوقَّع أن يكون المرحلة الأخيرة من حرب المزايدة على نادي "تشيلسي" لكرة القدم، وفقاً لأشخاص مطلعين على الموضوع.
وفي حين قد يشارك المزيد من مقدّمي العروض في الجولة التالية؛ فإنَّ أولئك الذين وصلوا لتلك المرحلة الآن يشملون تحالفاً يقوده تود بوهلي، الشريك السابق في "غوغنهايم" (Guggenheim)؛ وآخر يقوده جوش هاريس، أحد مؤسسي شركة "أبولو غلوبال مانجمنت"؛ وثالث تقوده عائلة ريكيتس، المالكة لفريق "شيكاغو كابس" من دوري البيسبول الرئيسي، والذين تعاونوا مع مدير صندوق التحوط الملياردير الأمريكي كين غريفين.
وفي هذا الصدد، كان بنك "راين غروب" (Raine Group) التجاري الذي يقع مقره في نيويورك، ويتولى عملية البيع نيابة عن مالك نادي "تشيلسي" رومان أبراموفيتش، يدرس العروض المقدّمة بحلول الموعد النهائي يوم الجمعة الماضي. قال الأشخاص المطلعون، إنَّ البنك لم يكن يخطط للإعلان يوم الخميس عن أسماء الذين تجاوزوا المرحلة الأولى، بل كان يُخبر أولئك الذين تم رفض انضمامهم لقائمته المختصرة للمرشحين النهائيين.
لم يرد ممثل عن بنك "راين غروب" على الفور على طلب للتعليق.
الجدير بالذكر أنَّ مقدمي العروض سعوا لاقتناص فرصة نادرة لشراء أحد الأندية الكبرى في الدوري الإنجليزي الممتاز - أغنى فرق كرة القدم في أوروبا. وقد أفادت "بلومبرغ نيوز" أنَّ إحدى المجموعات بقيادة شركة "سنتريكوس أست مانجمنت" (Centricus Asset Management) عرضت أكثر من 3 مليارات جنيه إسترليني (3.9 مليار دولار) لـ"تشيلسي".
يُشار إلى أنَّ صفقة في هذا النطاق السعري ستُمثّل بسهولة أكبر عملية استحواذ على نادٍ أوروبي لكرة القدم، متجاوزة استحواذ عائلة غليزر على نادي "مانشستر يونايتد" لكرة القدم مقابل أكثر من 700 مليون جنيه إسترليني في عام 2005.
فرض عقوبات على أبراموفيتش
يمتلك الملياردير الروسي أبراموفيتش نادي "تشيلسي" منذ ما يقرب من 20 عاماً. وقد طرح النادي للبيع بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي دفع حكومة المملكة المتحدة إلى إخضاعه لعقوبات بعيدة المدى بسبب علاقاته بنظام الرئيس فلاديمير بوتين.
منذ شراء "تشيلسي" عام 2003؛ استثمر أبراموفيتش مئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية لجذب أفضل المواهب الكروية إلى "تشيلسي"، وتحويل الفريق إلى فائز دائم؛ فقد حصل النادي على لقب دوري أبطال أوروبا المرموق العام الماضي، وهو يحتل حالياً المركز الثالث في الدوري الإنجليزي الممتاز.
ويعكس اهتمام المستثمرين الأمريكيين الكبير بالنادي التدفق الحديث للأموال الأمريكية إلى الرياضة الأكثر شعبية في العالم؛ ويمتلك هاريس بالفعل حصة في نادي "كريستال بالاس" الإنجليزي الممتاز، وبالنسبة لعرضه المقدّم لشراء "تشيلسي"؛ فهو يحظى بدعم مارتن بروتون، الرئيس السابق لشركة الخطوط الجوية البريطانية؛ وفيفيك راناديف، المالك المشارك لامتياز الرابطة الوطنية لكرة السلة ساكرامنتو كينغز. وبالإضافة إلى "مانشستر يونايتد"، استثمر الأمريكيون في أندية الدوري الإنجليزي الممتاز بما في ذلك "ليفربول"، و"أرسنال"، و"بيرنلي".
الأعمال الخيرية والملعب
قد يكون بيع تشيلسي أكثر من مجرد مسألة مال؛ سيحتاج أي مالك جديد إلى اجتياز الاختبارات الملائمة والمناسبة للدوري الإنجليزي. وتشمل الاعتبارات مقدار العطاء الذي سيُخصّص للجمعيات الخيرية، والمبلغ الذي يمكن تخصيصه لملعب "ستامفورد بريدج" الخاص بالنادي. وقد ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" في وقت سابق أنَّ مجموعتي "بوهلي"، و"هاريس" كانتا في الصدارة بناءً على مجموعة معقدة من المعايير.
كما يمكن لحكومة المملكة المتحدة، التي جمّدت أصول أبراموفيتش، وستحتاج إلى منح ترخيص خاص لكي يمضي البيع قدماً، أن تتدخل أيضاً في حال لم يُلَبِّ مقدّم العرض توقُّعاتها.