خط أنابيب غاز "ماترهورن إكسبريس" الجديد سيدخل الخدمة خلال أسابيع لنقل كميات كبيرة من الغاز من حوض "بيرميان" إلى ضواحي هيوستن

خافير بلاس: "أوبك+" أمام تحدٍ جديد بسبب خط غاز في تكساس

مضخة نفط بالقرب من منطقة شركة "كولون بتروليوم" في 27 مارس 2024 بمدينة مونهانز، ولاية تكساس، أميركا - المصدر: بلومبرغ
مضخة نفط بالقرب من منطقة شركة "كولون بتروليوم" في 27 مارس 2024 بمدينة مونهانز، ولاية تكساس، أميركا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

يبدو أن المنطق يفرض على صناعة النفط الصخري الأميركية أن تبطئ من وتيرتها في ظل التحديات الحالية. ففي ظل انخفاض أسعار النفط بنسبة 25% خلال العام الماضي، يُفترض أن تستجيب الشركات بتقليص عمليات الحفر. ورغم ذلك، فإن إنتاج النفط الأميركي يستعد للنمو بوتيرة أسرع مرة أخرى.

سيأتي هذا الاندفاع في نشاط النفط الأميركي في وقت غير مواتٍ بالنسبة إلى تحالف "أوبك+" الذي تقوده السعودية وروسيا، ويواجه بالفعل سوقاً تفيض بالإمدادات، خصوصاً في أوائل عام 2025.

السبب الذي يجعل إنتاج النفط الأميركي يمثل تحدياً للدورة الطبيعية لسوق السلع لا يتعلق بشكل مباشر بالعرض أو الطلب على النفط فقط، بل يرتبط بشكل أكبر بالغاز الطبيعي. دعوني أوضح هذه النقطة.

الغاز المصاحب يفاقم المشكلة

عندما تقوم شركات النفط الصخري بالحفر في حوض "بيرميان"، وهي منطقة غنية بالطاقة تمتد من غرب تكساس إلى جنوب شرق نيو مكسيكو، فإنها عادة تضخ بعض الغاز الطبيعي إلى جانب النفط. وقد ارتفع إنتاج هذا الغاز "المصاحب" إلى أكثر من ثلاثة أضعاف منذ عام 2018، مما أدى إلى تجاوز الطلب المحلي وقدرة شبكات الأنابيب على استيعابه ونقله.

فماذا كانت النتيجة؟ 

فماذا كانت النتيجة؟ انخفضت أسعار الغاز الطبيعي في حوض "بيرميان" إلى درجة أن المنتجين اضطروا إلى دفع المال إلى المستهلكين للتخلص من الغاز. مشكلة الأسعار السلبية، كما تُعرف الحالة، ليست جديدة. فقد عانى "بيرميان" منها أحياناً على مدى السنوات القليلة الماضية، لكن منذ أوائل عام 2024 أصبحت الأسعار السلبية هي الوضع المعتاد، وازدادت الفجوة السعرية مع مرور أشهر العام.

تُظهر بيانات من "ناتشورال غاز إنتليجنس" (Natural Gas Intelligence) أن أسعار الغاز في "واها"، وهي مركز تجاري مهم في "بيرميان"، كانت دون الصفر خلال 46% من أيام العام الجاري، بما في ذلك تقريباً كل يوم منذ 26 يوليو. في أدنى نقطة هذا الشهر، أُجبرت شركات الطاقة في "بيرميان" على دفع رقم قياسي بلغ نحو 5.2 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية للتخلص من الغاز. قبل عام، كانت شركات النفط الصخري تتلقى حوالي دولارين لكل مليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز.

سعياً لتجنب دفع مبالغ قياسية لبيع غازها، خفضت شركات النفط الصخري عدد الآبار الجديدة التي تدخل حيز الإنتاج، بل وذهبت بعض الشركات إلى حد إغلاق الآبار القائمة نهائياً.

في حديثه إلى المستثمرين في الشهر الماضي، قال ترافيس ستايس، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "داياموندباك إنرجي" (Diamondback Energy Inc) المنتجة للنفط الصخري: "قلصنا إنتاج النفط قليلاً لضمان خفض إنتاج الغاز لدينا في الربع الماضي، وواصلنا ذلك خلال الربع الثالث".

نتيجة لذلك، لم يزد إنتاج النفط في "بيرميان" كما كان متوقعاً، خاصة خلال الربع الثاني من هذا العام.

خط أنابيب "ماترهورن" ودوره

لكن هذا الوضع على وشك أن يتغير مع دخول خط أنابيب "ماترهورن إكسبريس" (Matterhorn Express) الجديد إلى الخدمة. يمتد الخط على مسافة 580 ميلاً من منطقة "بيرميان" إلى ضواحي هيوستن، ويتيح نقل كمية كبيرة من إنتاج الغاز في المنطقة. من المتوقع أن يبدأ الضخ خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مما سيمكّن الشركات من نقل الغاز إلى مراكز الطلب بالقرب من خليج المكسيك الأميركي، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار الإقليمية. كما يُتوقع دخول خطي أنابيب إضافيين الخدمة في عام 2026، وخط ثالث في عام 2027.

في الوقت الحالي، يُعد خط "ماترهورن" الركيزة الأساسية. مع بدء الضخ التجاري، يُفترض أن تشهد أسعار الغاز في منطقة "واها" تعافياً، مما سيمنح شركات النفط الصخري دفعة قوية. ونتيجة لذلك، ستعيد الشركات تشغيل بعض الآبار الجديدة التي تم تأخير تشغيلها، وستتوقف عن تقليص إنتاج الآبار الحالية. هذا من شأنه أن يؤدي إلى زيادة إنتاج النفط خلال الربع الرابع من عام 2024 والربع الأول من عام 2025، حسبما أخبرني مسؤولون تنفيذيون. ومع ذلك، لا يزال حجم هذه الزيادة واستدامتها غير مؤكدين، نظراً لوجود عوامل قوية أخرى تؤثر على السوق، مثل انخفاض الأسعار.

مع ذلك، من المتوقع أن يرتفع إجمالي إنتاج النفط الأميركي، الذي بلغ 20.2 مليون برميل يومياً في يوليو، وهو آخر شهر تتوفر عنه بيانات موثوقة، إلى ما بين 20.4 و20.5 مليون برميل يومياً بحلول نهاية العام. إذا تحقق هذا الارتفاع بحلول ديسمبر، فسيكون إجمالي الإنتاج أعلى بنحو 400 إلى 500 ألف برميل يومياً مقارنة بشهر ديسمبر 2023.

لكن هذا النشاط المفاجئ في حوض "بيرميان" قد يتراجع سريعاً إذا ظلت أسعار النفط الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل، كما هي في الوقت الحالي. بالنسبة لشركات النفط، فإن ميزة النفط الصخري تتمثل في القدرة على تعديل الإنفاق بسرعة استجابةً لتغيرات السوق، على عكس المشاريع الكبرى لشركات النفط التقليدية، التي قد تستغرق سنوات، أو حتى عقوداً، لإتمامها. ومع ذلك، على الأقل خلال الأشهر القليلة المقبلة، قد يعقّد هذا النمو المفاجئ جهود تحالف "أوبك+" في السيطرة على السوق.

باختصار

يعتقد الكاتب خافير بلاس أن تحالف "أوبك+" يواجه تحدياً جديداً يتمثل في زيادة إنتاج النفط الصخري الأميركي، الذي من المتوقع أن يتسارع على الرغم من انخفاض أسعار النفط. السبب الرئيسي في هذا التحدي هو الغاز الطبيعي المصاحب الذي يتم إنتاجه مع النفط في حوض "بيرميان"، حيث تجاوز العرض الطلب المحلي، مما أدى إلى انخفاض أسعار الغاز لدرجة دفع المنتجين أموالاً للمستهلكين للتخلص منه.

ومع دخول خط أنابيب جديد "ماترهورن إكسبريس" في الخدمة قريباً، سيمكن الشركات من نقل الغاز إلى مراكز الطلب ورفع الأسعار الإقليمية، مما سيدفعها لزيادة إنتاج النفط مجدداً. هذه الزيادة قد تؤثر على جهود "أوبك+" في التحكم في السوق، خصوصاً إذا استمر انخفاض أسعار النفط.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

Javier Blas

Javier Blas

Energy and commodities columnist at Bloomberg.
للإتصال بكاتب هذا المقال:@JavierBlas