اندلع حريق في أكبر مصفاة نفط تابعة لشركة "روسنفت" الروسية بعد غارة بطائرة مسيرة، حيث شنت أوكرانيا سلسلة هجمات جديدة على روسيا، فيما زعم الرئيس فلاديمير بوتين أنها جزء من محاولة لعرقلة الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في البلاد هذا الأسبوع.
قال بافيل مالكوف، محافظ ريازان، يوم الأربعاء عبر قناته على تيليجرام: "تعرضت مصفاة ريازان لقصف باستخدام طائرة بدون طيار، مما أدى إلى نشوب حريق". فيما ذكرت وكالة "تاس" الإخبارية أن شخصين نُقلا إلى المستشفى على إثر الحريق.
استهدفت أوكرانيا مصافي النفط الروسية الاستراتيجية من البحر الأسود إلى بحر البلطيق باستخدام مسيرات حربية منذ بداية العام الجاري. وبينما تميل كفة القتال على الخطوط الأمامية لصالح موسكو، حاولت كييف عرقلة صادرات البلاد من المنتجات النفطية، وقدرتها على إرسال الوقود إلى قواتها.
وأثرت الهجمات الأوكرانية الأولى التي انطلقت في فبراير الماضي على خُمس قدرة تكرير النفط الخام تقريباً في البلاد، لكن المصافي بدأت في التعافي من آثار هذه الضربات بالفعل بحلول أوائل مارس الجاري.
استهداف مصافي النفط الروسية
استهدف الهجوم الأخير منشأة تبعد حوالي 200 كيلومتر (124 ميلاً) جنوب شرق موسكو، وتبلغ طاقتها 17.1 مليون طن سنوياً، أو حوالي 340 ألف برميل يومياً. وتعتبر هذه المصفاة أحد الموردين الرئيسيين لوقود السيارات في المناطق الروسية المحيطة بالعاصمة. وهي الضحية الثانية للضربات الأوكرانية التي دمرت منشآت مسؤولة عن أكثر من 10% من سعة تكرير النفط في روسيا خلال اليومين الماضيين.
يرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه “من العدل تماماً” إلحاق خسائر بالمنشآت الروسية، انتقاماً من الهجمات الصاروخية وضربات المسيرات التي تقتل وتجرح المدنيين في بلاده. وقال زيلينسكي في خطاب ألقاه خلال وقت متأخر من يوم الثلاثاء: “أعتقد أن الجميع يرى قوة مسيراتنا، وأنها تصيب الأهداف بعيدة المدى. إن قدرتنا على توجيه ضربات بمسافات طويلة هي الطريقة الحقيقية للتحرك نحو تحقيق الأمن للجميع".
اقرأ المزيد: هجوم أوكراني بطائرة مسيرة يسفر عن حريق بمصنع صلب روسي
ألحقت موجة الهجمات الأخيرة التي اندلعت يوم الثلاثاء أضراراً بوحدة في مصفاة "نورسي" التابعة لشركة "لوك أويل" (Lukoil) في نيجني نوفغورود وأصابت مستودعاً للنفط في منطقة أوريول. كما استهدفت عدة هجمات بمسيرات حربية مصفاة "كينيف" (Kinef) الموجهة للتصدير والتابعة لشركة "سورغوتنفتجاس" (Surgutneftegas) في كيريشي، على ساحل بحر البلطيق، وفقاً لحاكم منطقة لينينغراد ألكسندر دروزدينكو. وقال دروزدينكو إن طائرة بدون طيار استهدفت مصفاة "كينيف" في وقت مبكر من يوم الأربعاء، وتم إسقاطها.
وقال مسؤول أوكراني مطلع على الأمر إن أوكرانيا كانت تستهدف المصافي في ريازان وكيريشي ونورسي. فيما أوضح محافظ منطقة فورونيج بجنوب روسيا، ألكسندر جوسيف، أنه تم إسقاط 30 طائرة مسيرة. وأضاف أن بعض البنى التحتية والممتلكات السكنية تعرضت لأضرار طفيفة.
روسيا تستعد للانتخابات الرئاسية
تأتي هذه الهجمات بينما تستعد روسيا لانطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في 15 و17 مارس الجاري، والتي يحكم الكرملين قبضته عليها لتحقيق فوز ساحق لبوتين، مع بقائه في السلطة 6 أعوام أخرى.
أطلقت أوكرانيا طائرات بدون طيار تستهدف البنية التحتية والمنشآت الصناعية الروسية، في إطار سعيها لتقويض المجهود الحربي للكرملين والانتقام من موجات الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على أراضيها منذ بدء غزو فبراير 2022.
كما تهدف الضربات على المنشآت النفطية أيضاً إلى تعطيل الصادرات الروسية وإمدادات الوقود للجيش الروسي في الجبهة الأمامية، مما دفع حكومة موسكو إلى دراسة خطة لتسهيل نشر دفاعات عسكرية في مصافي التكرير.
وعوضاً عن الدبابات والطائرات، ظهرت طائرات بدون طيار ذكية بوصفها سلاحاً مفضلاً خلال الصراع. تطغى هذه الطائرات على الدبابات الضخمة وتقتل القوات وتسمح لكلا الجانبين بإحداث الفوضى خلف خطوط العدو. ارتفعت شعبية المركبات البحرية غير المأهولة والرخيصة، والتي يجري التحكم فيها عن بعد من البحر، بعد استخدامها من قبل أوكرانيا في استهداف أسطول البحر الأسود الروسي. وأثار تفوق الطائرات بدون طيار نوعاً آخر من المنافسة، حيث احتدم سباق تعطيلها عن طريق تشويش الإشارات.