قال الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، إن صادرات بلاده من النفط إلى أوروبا تضاعفت خلال الشهور الأخيرة لتصل في سبتمبر إلى 950 ألف برميل يومياً، مشدداً على التزام السعودية المحافظة على استقرار السوق، واصفاً المملكة بالبلد الأكثر أمناً وموثوقية للطاقة بالعالم.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية اليوم في مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" (FII)، بنسخته السادسة، المنعقد في العاصمة الرياض على مدى 3 أيام. حيث أشار الوزير السعودي إلى أنه في ظل الاضطرابات الدولية، والنزاع في شرق أوروبا، وعدم وضوح رؤية الصين بشأن سياسة "صفر كوفيد"، كل ذلك يشير إلى أن "السنة المقبلة تتسم بعدم اليقين".
عملت أوروبا في تنويع مشترياتها من النفط الخام قبيل سريان العقوبات المقبلة على موسكو، إذ نمت وارداتها خلال سبتمبر برغم تقلص حصة النفط الروسي. لكن القلق ما يزال يساور السوق الأوروبية من مخاطر محتملة لتقلص الإمدادات.
كان تحالف "أوبك+" أعلن خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يومياً، عقب اجتماع عُقد يوم 5 أكتوبر في العاصمة النمساوية فيينا.
عقب قرار التحالف أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن "خيبة أمله"، واصفاً خفض الإنتاج بـ"القرار قصير النظر"، نظراً لما سيكون له من "تأثير أكثر سلبية على البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط التي تعاني بالفعل من ارتفاع أسعار الطاقة"، وفق رأي بايدن.
ردت وزارة الخارجية السعودية على ذلك بأن "مخرجات اجتماعات أوبك+ يتم تبنيها من خلال التوافق الجماعي من الدول الأعضاء، ولا تنفرد فيه دولة دون باقي الدول الأعضاء"، وأكد البيان أن تلك المخرجات تتم "من منظور اقتصادي بحت يراعي توازن العرض والطلب في الأسواق البترولية، ويحد من التقلبات التي لا تخدم مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء". كما تبنى أعضاء التحالف رأياً مماثلاً.
لكن المسؤولين الأميركيين استمروا في انتقاد الخطوة داعين إلى وضع قانون لمحاسبة منظمة "أوبك" بدعوى الاحتكار، ضمن مشروع يُجهّزونه في الكونغرس الأميركي تحت اسم "نوبك".
متحدياً الأصوات المعترضة على قرار "أوبك+" بتخفيض إنتاج الخام، قال الأمير عبد العزيز بن سلمان اليوم: قررنا أن نكون نحن "الناضجين" بهذا الأمر. "شعارنا هو أن السعودية هي الأكثر أمناً وموثوقية للنفط".
تتناول النسخة السادسة من مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" 3 محاور: الأول يتمثل في فهم النظام العالمي الجديد الذي نعيش فيه، والثاني يتمحور حول فهم المخاطر والفرص الناجمة عن النظام العالمي الجديد أو التي ولّدها، أما الثالث فيتعلق بمساعدة الأشخاص على فهم الحدود الجديدة المقبلة.
