صعدت صناديق الاستثمار في اليورانيوم من أدنى مستوياتها في صيف العام الجاري، إذ أحيت أزمة الطاقة العالمية الاهتمام بالطاقة النووية.
ارتفع صندوق "غلوبال إكس يورانيوم إي تي إف" (Global X Uranium ETF)، وقيمته 1.8 مليار دولار، بنحو 30%، وصعد صندوق "سبروت يورانيوم ماينرز إي تي إف" (Sprott Uranium Miners ETF)، وقيمته مليار دولار، بنحو 43% تقريباً من أدنى مستوياته في 6 يوليو الماضي.
كما قفز صندوق "سبروت فيزيكال يورانيوم تراست" (Sprott Physical Uranium Trust)، الذي يمتلك مواد مشعة بقيمة 3 مليارات دولار، بما يقرب من 30% منذ بلوغه الحضيض في 13 يوليو الماضي.
طالع المزيد: مستثمرون عالميون ينتظرون صعود أسعار اليورانيوم لإحياء مشروعات ناميبيا
تدفقات داخلة
في حين أن تدفقات الأموال الداخلة لم تكُن ضخمة كما كانت خلال فترات الازدهار السابقة لمنتجات الاستثمار في الوقود النووي، يبقى الخبراء الاستراتيجيون إيجابيين إزاء الحالة الأساسية للمواد المشعة، ويلقون باللائمة على النشاط المنخفض لتراجع سوق الأسهم الأوسع نطاقاً.
اقرأ أيضاً: "كازاتومبروم" عملاقة اليورانيوم في العالم تدعم إنشاء صندوق للمعدن
عقب استنزاف السيولة النقدية على مدى 3 أشهُر، جذب صندوق "غلوبال إكس يورانيوم إي تي إف" نحو 70 مليون دولار من حيث صافي تدفقات أغسطس الماضي، ومن المنتظر أن يتخطى هذا المبلغ الشهر الجاري. يُعَدّ ذلك انتعاشاً، لكنه غير قريب من مبلغ 425 مليون دولار الذي تدفق للصندوق خلال شهر مارس الماضي، أو أكثر من مبلغ 860 مليون دولار الذي تدفق إليه في 2021. خلال الشهر الماضي، سحب المستثمرون 4 ملايين دولار من صندوق "سبروت يورانيوم ماينرز إي تي إف"، مقارنة بـ13 مليون دولار في يوليو.
ينشغل الأشخاص بأمور أكثر أهمية في الوقت الحاضر مع استراتيجية 60-40 المسيطرة عليهم طَوال السنة، لذا فهُم أقل رغبة في بدء عملية تعرض لفكرة ما، حسب إريك بالشوناس، كبير المحللين في "بلومبرغ إنتليجنس"، الذي قال إنّ هذه القصة لن تحرز تقدماً، لذلك نعتقد أن صناديق الاستثمار في اليورانيوم المتداولة بالبورصة لها مستقبل واعد.
طالع أيضاً: شراء صندوق لإمدادات يورانيوم ملموسة يرفع سعره لأعلاه منذ ستة أعوام
بديل عملي
زادت حالات انقطاع التيار الكهربي وصعود تكاليف الطاقة عالمياً من جاذبية الطاقة النووية باعتبارها مورداً بديلاً عملياً، مما رفع السعر الفوري في مؤشر (UxC Uranium U308) نحو 7% من أدنى مستوى له في 15 يوليو الماضي.
تحوّل الزعماء في ألمانيا واليابان والولايات المتحدة مؤخراً للاحتفاظ بالمحطات النووية مستمرة في عملها، ويطمحون إلى إعادة تشغيل المنشآت الخاملة للتصدي لنقص الكهرباء. في الوقت نفسه، ارتفعت نسبة التأييد العام لـ"تشغيل اليابان لمحطاتها النووية" إلى 60% لأول مرة منذ كارثة فوكوشيما في 2011، حسب تقرير لـ"بلومبرغ إنتليجنس".
اقرأ المزيد: فرنسا تخطط لبناء 6 مفاعلات نووية جديدة بـ50 مليار يورو
قالت سوزان هتشينز، رئيسة إستراتيجية العائد الحقيقي وكبيرة مديري محفظة الاستثمار في شركة "نيوتن إنفستمنت مانجمنت" (Newton Investment Management): "نحب فعلاً الفكرة التي تدور حول الطاقة النووية. في المدى الطويل، يُعتبر خياراً عملياً للغاية للتصدي لقدر من نقص الطاقة، ومن المؤكد أن اليورانيوم سيكون مقنعاً بدرجة كبيرة في ظل هذه البيئة".