شركات الطاقة تتخاطف الغاز الروسي مع سعي أوروبا لإيجاد بدائل

عامل يمر بوحدة معالجة الغاز في منشأة تخزين الغاز تحت الأرض، التي تديرها شركة "غازبروم"، في كاسيموف، روسيا. - المصدر: بلومبرغ
عامل يمر بوحدة معالجة الغاز في منشأة تخزين الغاز تحت الأرض، التي تديرها شركة "غازبروم"، في كاسيموف، روسيا. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يواجه القادة الأوروبيون الذين تحدثوا عن خطط لإنهاء اعتماد القارة على الغاز الطبيعي الروسي حقيقة قاسية تتمثل في أنَّ شركات الطاقة تشتري المزيد مع احتدام الحرب في أوكرانيا.

ارتفعت الشحنات الروسية عبر خطوط الأنابيب التي تعبر أوكرانيا إلى الحد الأقصى المسموح به تقريباً بموجب عقد النقل، في حين بدأ بعض الغاز في التدفق مرة أخرى إلى ألمانيا عبر خط أنابيب رئيسي يمر من خلال بيلاروسيا وبولندا. تأتي زيادة المشتريات في الوقت الذي يناقش فيه السياسيون الأوروبيون كيفية إعادة تجهيز سياسة الطاقة في أعقاب الغزو الروسي.

هل ستتخلى ألمانيا عن الغاز الروسي؟

تعهد المستشار الألماني أولاف شولتز بتقديم دعم جديد لمحطات الغاز الطبيعي المسال بعد أيام فقط من تعليق خط أنابيب "نورد ستريم 2"، الذي تبلغ تكلفته 11 مليار دولار، والذي يأتي بالإمدادات الروسية إلى أوروبا. قالت إيطاليا، إنَّها قد تعيد فتح بعض محطات الفحم المغلقة، وتدرس أيضاً استيراد المزيد من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، والغاز من أذربيجان، والجزائر، وتونس، وليبيا عبر خطوط الأنابيب الحالية.

"><figcaption style="font-style: normal; text-align: right; direction: rtl;

قال شولتز أمام البرلمان في برلين يوم الأحد: "كشفت لنا الأحداث التي وقعت في الأيام والأسابيع القليلة الماضية أنَّ سياسة الطاقة المسؤولة والتطلعية ليست ضرورية فقط لاقتصادنا ومناخنا، وأضاف: "سنغيّر المسار من أجل التغلب على اعتمادنا على الاستيراد من مورّدي الطاقة الفرديين".

الجزائر تُبدي استعدادها لتزويد أوروبا بكميات إضافية من الغاز

تكثّف الدول الغربية ضغوطها على موسكو، وتوافق على فرض عقوبات جديدة لزيادة عزلة الاقتصاد الروسي، ونظامه المالي بعد فشل العقوبات الأولية في إقناع الرئيس فلاديمير بوتين بسحب القوات من أوكرانيا. لكنَّ قرار معاقبة البنك المركزي الروسي، وعزل بعض البنوك من نظام التحويلات "سويفت" (SWIFT)، المستخدم في معاملات بقيمة تريليونات الدولارات حول العالم؛ يستثني الطاقة“.

قرار سياسي

في الوقت الذي بدأ فيه بعض منتجي الكهرباء في وقف مشتريات بعض السلع الروسية لمحطات الطاقة الخاصة بهم، في خطوة رمزية إلى حد كبير؛ لا تُظهر الطلبات الجديدة على الغاز أي علامات على التراجع. قالت شركة "أورستيد" (Orsted)، أكبر مطور لطاقة الرياح البحرية في العالم، يوم الأحد، إنَّها توقّفت عن شراء الفحم والكتلة الحيوية الروسية لمحطات الطاقة الخاصة بها. كما توقفت عن توقيع أي عقود جديدة مع الشركات الروسية، لكن عندما يتعلق الأمر بالغاز؛ قالت "أورستد" (Orsted)، إنَّ أي قرار يجب أن يُتخذ على المستوى السياسي للاتحاد الأوروبي.

أوضح مادس نيبر، الرئيس التنفيذي لشركة "أورستيد" الدانماركية، يوم الأحد: "سيكون لنقص إمدادات الغاز، على عكس وقف توريد أنواع أخرى من المنتجات؛ عواقب إنسانية ومجتمعية وخيمة، وبالتالي؛ يجب التنسيق على مستوى الاتحاد الأوروبي والمستوى الوطني وليس الشركات الفردية. لذلك؛ فإنَّ الاعتماد على الغاز الروسي، وأي حظر على استيراد الغاز من روسيا يجب أن يُقرر ويفرض من خلال عقوبات سياسية واضحة".

يجتمع وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي يوم الإثنين لمناقشة أمن الطاقة في الكتلة. وهناك مخاوف من أن تؤثر العقوبات في تدفق الغاز إلى أوروبا، أو أن تقرر روسيا خفض الشحنات رداً على ذلك.

بدأ صعود الطلبات على الغاز الروسي في يوم الغزو نفسه. فقد سارعت كبرى شركات الطاقة في أوروبا إلى الشراء بسبب المخاوف من تعطل الإمدادات. ولكن الأهم من ذلك؛ أنَّ الارتفاع بنسبة 62% في ذلك اليوم يعني أنَّ الوقود الروسي بموجب عقود طويلة الأجل أصبح أرخص من الشراء من المراكز الأوروبية، وفقاً لمحللي "بلومبرغ إن إي إف"، و "بي سي إس غلوبال ماركتس" (BCS Global Markets).

العقوبات على روسيا تدفع أسعار الغاز الطبيعي للارتفاع في أوروبا

ظلت أحجام الغاز العابرة لأوكرانيا مرتفعة بعد أن بلغت الحد الأقصى لعقد نقل الغاز الروسي عند 109.6 مليون متر مكعب يومياً يوم الجمعة، في حين أُرسلت بعض الإمدادات الإضافية إلى ألمانيا ليل الجمعة والسبت عبر خط أنابيب يامال-أوروبا، المتوقف منذ أكثر من شهرين. سبق أن بررت شركة "غازبروم" غياب التدفقات بالقول، إنَّه لم تكن هناك طلبات من المشترين الأوروبيين.

محطات الغاز الطبيعي المسال

يشعر السياسيون بالقلق بشأن اعتماد أوروبا العميق على الطاقة الروسية. وقالت ألمانيا، التي تعتمد على روسيا في الحصول على أكثر من 50% من احتياجاتها من الغاز، إنَّها ستتحرك "بسرعة" لبناء محطتين للغاز الطبيعي المسال. كما من المقرر أن تدشن برلين أيضاً احتياطيات من الفحم لمشغلي محطات الطاقة، وتخطط لإجبار شركات الطاقة على تخزين الغاز قبل الشتاء لضمان أمن الإمداد.

ألمانيا تتجه لإنشاء محطات غاز مسال جديدة لخفض الاعتماد على روسيا

من جهتها، قالت إيطاليا، إنَّها ستعمل على تبسيط عملية الموافقة على مواقع الطاقة الخضراء الجديدة. كما تستعد الدولة لتدابير "استثنائية" لتعزيز حوافز تخزين الغاز بالنظر إلى المخاطر المحتملة على الإمدادات، وهي خطوة تأتي على رأس متطلبات التخزين الوطنية.

إيطاليا تدرس إعادة تشغيل محطات كهرباء تعمل بالفحم لكسر اعتمادها على الغاز الروسي

دعت بولندا إلى إغلاق خط أنابيب "نورد ستريم" إلى ألمانيا، والذي يمتد بالتوازي مع الخط الثاني الذي تم تعليق عمله حالياً.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك