أخفقت شركة الغاز الروسية العملاقة "غازبروم" بتحقيق هدف تصدير "متحفظ" الى أوروبا لعام 2021، حيث ساعد وجود سقف للتدفقات على نشوب أسوأ أزمة إمداد طاقة في القارة منذ عقود.
أوضح أليكسي ميلر، رئيس "غازبروم" التنفيذي في بيان الأحد أن الشركة سلمت 185.1 مليار متر مكعب لكبار عملائها خارجياً، بما فيهم تركيا والصين، إضافة إلى أوروبا، عدا دول الاتحاد السوفيتي السابق. يتجاوز ذلك المستويات المسجلة في سنة 2020، بنسبة بلغت 3.2 %، بيد أن ذلك يأتي كمستوى أقل من سنتي 2018 و2019، حيث سجلت الصادرات نحو 200 مليار متر مكعب.
وصلت عمليات التسليم إلى أوروبا وتركيا نحو 177 مليار متر مكعب خلال العام الماضي، حسب تقديرات بلومبرغ نيوز وشركة "بي سي أسي غلوبال ماركيتس" (BCS Global Markets)، التي تقوم على بيانات "غازبروم". جاء ذلك المستوى أقل مما كان متوقعاً على صعيد صادرات شركة "غازبروم" إلى أوروبا وتركيا التي كانت تبلغ 183 مليار متر مكعب، وهو التوقع الذي حافظت عليه منذ الربيع واستمر إلى نهاية أكتوبر، حتى في ظل مطالبة أوروبا بضخ مزيد من الإمدادات.
قال رون سميث، كبير محللي النفط والغاز في شركة "بي سي إس جلوبال ماركتس" (BCS Global Markets) في موسكو، إنه في حين شوهدت تدفقات "غازبروم" إلى أوروبا وتركيا في مستويات أقل من توقعات الشركة الروسية، إلا أنها تواكب آخر تقديرات للشركة. أضاف قوله: "اتضح خلال الأسابيع الأخيرة أن الأسعار العالية كانت وراء تراجع الطلبات من قاعدة عملائها الأوروبيين".
تدفقات للصين
قال ميتش جينينغز، الذي يعمل محللاً في مجال الطاقة لدى "سوفا كابيتال" (Sova Capital) إنه من الممكن أن تكون تدفقات الغاز إلى أوروبا وتركيا أقل من هذا المستوى عند نحو 175.4 مليار متر مكعب خلال السنة الماضية، وفقاً لفرضية أن تدفقات شركة "غازبروم" اليومية المتجهة إلى الصين كانت تفوق حجمها المحدد بحسب التعاقد خلال نوفمبر وديسمبر.
تعرضت صادرات "غازبروم" لتدقيق وثيق مع تراجع الإمدادات المتجهة إلى أوروبا في الآونة الأخيرة، الذى رفع الأسعار الى مستويات قياسية. كانت الشركة الروسية ترسل كميات غاز إلى العملاء في الاتحاد الأوروبي، مع دخول الشتاء وتراجع مخزونات المنطقة بطريقة خطيرة، وفقاً لما التزمت به فقط بموجب عقود طويلة الأمد، ولم توفر على مدى شهور حتى دخول 2022 أي شحنات فورية.
لا يوجد سبب واضح لامتناع شركة "غازبروم" عن توفير عقود غاز فورية إلى أوروبا. فيما أشارت الشركة إلى أن صعود الأسعار الإقليمية حطم الطلب، قال مسؤولون أوروبيون إن شركة الإنتاج الروسية تمتنع عن قصد، أملاً بتسريع الحصول على موافقات تشغيل خط أنابيب "نورد ستريم 2" المثير للجدل.
لا تعرض شركة غازبروم بيانات عمليات التصدير مقسمة حسب كل بلد، ما يصعب وضع تقدير لتدفقات 2021 الخاصة بالأسواق على أساس فردي. رغم ذلك، أكد ميلر أن النمو الأكبر في عمليات تسليم شحنات الغاز سجلته ألمانيا وتركيا وإيطاليا. قال ميلر إن التدفقات المتجهة إلى الصين تخطت الالتزامات بموجب التعاقدات مع "غازبروم" على مدى عام 2021.
وصل متوسط الصادرات اليومية لخارج دول الاتحاد السوفيتي السابق خلال ديسمبر، الذي كثيراً ما يشهد ذروة الطلب، إلى 439 مليون متر مكعب - وهو المستوى الأدنى لهذا الشهر منذ 2014، حسب تقديرات بلومبرغ.
ارتفاع الإنتاج
وصل إنتاج "غازبروم" من الغاز في 2021 إلى 514.8 مليار متر مكعب، وهو المستوى الأعلى منذ 2008، كما بلغ متوسط الإنتاج اليومي خلال ديسمبر إلى 1.523 مليار متر مكعب، وهو المعدل الأعلى لذلك الشهر منذ 2013.
بقي الجزء الأكبر من الغاز الإضافي في الوطن، مع بدء تراجع درجات الحرارة بطريقة غير مألوفة في الأيام الأخيرة من السنة مع ظل توقف صادرات خطوط الأنابيب الروسية إلى غالبية دول الاتحاد الأوروبي في ديسمبر.
قالت "غازبروم" إنه مع هبوط درجات الحرارة، ازدادت عمليات التسليم للعملاء المحليين في أواخر ديسمبر، لتبلغ 1.656 مليار متر مكعب يومياً، وهو ما يتجاوز متوسط مستويات الإنتاج اليومية لشهر ديسمبر من كل عام. أعلنت الشركة أن عمليات السحب من المخزون المحلي تحت الأرض بلغت مستوى هو الأعلى بالنسبة لها في 5 أعوام للإيفاء بالطلب.
يوجد لدى روسيا إمكانية لتحمل عمليات سحب لكميات قياسية من مخزونها فيما ملأت "غازبروم" مواقعها المحلية بأحجام من الغاز هى الأعلى على الإطلاق والتي بلغت 72.6 مليار متر مكعب مع حلول نوفمبر.