تخطط شركة "غازبروم" لتأسيس شركة تابعة مملوكة لها بالكامل في ألمانيا، في محاولة للفوز بالموافقة على إنشاء خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" المثير للجدل، وفقاً لمصدر مطلع على المناقشات.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأن المحادثات خاصة، إن الشركة الجديدة –المسؤولة عن تشغيل الجزء الألماني من وصلة الخط في بحر البلطيق – ستكون مملوكة بنسبة 100% للشركة السويسرية "نورد ستريم 2 " التابعة لعملاق الغاز الروسي. وأشار المصدر إلى أن "غازبروم" اختارت الملكية الكاملة بدلاً من الشركاء.
عقبة تراخيص ألمانية على مسار "نورد ستريم 2"
ويأتي تأسيس الوحدة التابعة الجديدة استجابة لقواعد "الاتحاد الأوروبي" التي تتطلب أن يكون منتجو الغاز الطبيعي منفصلين قانوناً عن الكيانات التي تنقل الوقود وأن يكون المشغل شركة مسجلة داخل إحدى دول الاتحاد.
وبمجرد الانتهاء من تأسيس الشركة الجديدة، سيسمح بإعادة إصدار التراخيص لخط الأنابيب البالغ طوله 1200 كيلومتر والذي أوقفته "هيئة تنظيم الطاقة الألمانية" أمس الثلاثاء في خطوة أدت إلى ارتفاع أسعار العقود الآجلة للغاز في أوروبا.
قال زونغتشيانغ لوه، محلل أسواق الغاز في شركة الاستشارات النرويجية "ريستاد إنرجي": "نتوقع عدم إمكانية استكمال التراخيص إلا في شهر أبريل من العام المقبل على أقرب تقدير وقد يكون للتأخير في استخدام (نورد ستريم 2) تأثير دائم على المنطقة خلال الشتاء 2021 وما بعده".
أحالت "غازبروم" الأسئلة التي تم توجيهها إليها إلى "نورد ستريم 2" بينما قالت الوحدة السويسرية إنها ليست في وضع يسمح لها بالتعليق على التفاصيل.
"غازبروم" الروسية تعزز الإنتاج بحقل غاز ضخم لمواكبة الطلب الكبير في الشتاء
أزمة الطاقة الأوروبية
تواجه أوروبا أزمة طاقة وسط ارتفاع أسعار الغاز مع وصول المخزونات لأدنى مستوياتها منذ أكثر من عقد في بداية فصل الشتاء.
وسيؤدي التأخير في خط أنابيب "نورد ستريم 2" -القضية الرئيسية التي يتنازع عليها الولايات المتحدة وألمانيا لسنوات- إلى زيادة تشديد السوق بمجرد حلول الطقس البارد.
تحاول "نورد ستريم 2" الامتثال للمتطلبات القانونية لـ "الاتحاد الأوروبي" من خلال وضع إدارة منفصلة لشركتها الألمانية التابعة، وفقاً لما ذكره المصدر المطلع الذي قال إنه بمجرد تسجيل الشركة الجديدة ستحتاج لتعيين مجلس إدارة ورئيس تنفيذي. وبعدها يمكن نقل الأصول وإعادة استكمال إجراءات الترخيص.
روسيا لم تعد مورِّد غاز موثوق به في أوروبا
تعتمد المدة التي تستغرقها تلك العملية على مدى سرعة تأسيس وتشغيل "نورد ستريم 2" للشركة التابعة الجديدة. حيث يمثل إنشاء شركة ذات مسؤولية محدودة في ألمانيا أمراً سهلاً وسريعاً نسبياً، لكن نقل الأصول وتعيين الموظفين سيستغرق وقتاً أطول.
صرح "الكرملين" يوم الأربعاء، أن شركة التشغيل جاهزة لتلبية جميع المتطلبات لإطلاق خط الأنابيب "في أقرب وقتٍ ممكن".
ستكون هناك مراجعة لـ "الاتحاد الأوروبي" ومن المحتمل أن يستمر التقييم لمدة شهرين بعد اكتمال التراخيص الألمانية. حيث يتعين على "هيئة تنظيم الطاقة الألمانية" أن تأخذ رأي الاتحاد في الاعتبار وإن كانت غير ملزمة بتنفيذ توصياته.
وقال لوه من "ريستاد": هناك "احتمال كبير للتمديد حتى أغسطس 2022" بسبب صرامة تقييم "الاتحاد الأوروبي".