قال خالد بن عبد العزيز الفالح وزير الاستثمار السعودي إن الاستثمارات الأجنبية المباشرة في السعودية ارتفعت في 2020 بأكثر مما كانت عليه في العام 2019، وأكد خلال الجلسة الثانية من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، أن المملكة تعاملت مع جائحة كورونا بشكل أفضل من دول كثيرة، وأنه تم توفير الكثير من الثقة للمستثمرين خلال الأزمة.
وأضاف الفالح أن الجائحة كشفت عن أداء جيد لبعض الدول لإدارة الأزمات، وأن هناك العديد من التحديات التي تواجه جذب الاستثمارات، مشددا على أن المملكة تعمل على التجاوب مع مخاطر الاستثمار، وعدم ترك المستثمرين لحالة القلق.
وفيما يتعلق بالتشريعات المنظمة للاستثمار في المملكة، قال الفالح إنه تمت مراجعة نصف التشريعات القائمة حاليا، من إجمالي 400 تشريع، وهو ما انعكس على التَّحَسُّن الكبير في مؤشرات تقرير ممارسة الأعمال الصادر عن البنك الدولي.
ووفقا لوزير الاستثمار السعودي، فإن الرقمنة أصبحت أكثر أهمية بعد أزمة كورونا، موضحا أن هناك تشريعات خاصة بقطاعات تتعلق بتكنولوجيا المعلومات، وأكد على أهمية البنية التحتية الرقمية، معتبرا إياها أهم من البنية التحتية العادية، في ظل الحديث عن الثورة الصناعية الرابعة، وارتفاع معدلات التجارة الإلكترونية، مضيفا "كل هذه الأشياء بحاجة إلي دعم تشريعي، وهذه أولوية الوزارة الأولى حاليا".
من جانبها قالت رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي المصرية إن مصر تحاول دعم مبادئ الدبلوماسية الاقتصادية، وإنها ركزت خلال فترة الجائحة على دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة عبر التعاون مع العديد من المؤسسات الدولية، وأضافت: أن الحكومة المصرية تمكنت من تدبير الملايين من الدولار خلال الجائحة عبر الدبلوماسية الاقتصادية.
وتابعت المشاط: التجربة الأكبر في مصر خلال جائحة كورونا كانت تتعلق بالتحول الرقمي، إذ لم يكن من السهل أن يستمر نظام التعليم في العمل لو لم تكن هناك رقمنة، وهو ما ينطبق على منصات التجارة الإلكترونية.
وقالت إن دور الدولة يتركز في مراقبة التشريعات المنظمة للاستثمار، وإشراك الجميع، والجمع بين كافة أطراف الاستثمار، لأن الأمر لن يتحقق لو عمل طرف بمفرده.
وأكد سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة موانئ دبي العالمية أن الجائحة ساعدت على تطوير تكنولوجيا جديدة لتحقيق الترابط، وتغيير سلاسل الإمداد، واعتبر أن ما حدث في 2020 يمثل تحديا لم نره من قبل، لكن تم التكيف والتأقلم معه.
وأضاف: رغم الجائحة لم نغلق الموانئ، لكننا اتخذنا إجراءات لحماية الشعب، وأبدى بن سليم تفاؤله بشأن لقاح كورونا، وقال إنه على الرغم مما نراه اليوم، إلا أنه مع وجود اللقاح ستكون هناك نهاية.
وقال إن موانئ دبي تعمل على تطوير ميناء جدة بمليارات الدولارات، وإنه يتم ضخ استثمار أكبر من أجل الربط بين جميع الموانئ الخاصة بنا حول العالم، مضيفا: سنواصل العمل على جذب المستثمرين، وإتاحة المزيد من المزايا.
وقال اللورد غيري غريمستون وزير الاستثمار البريطاني إن الاقتصاد العالمي تعرض لضربة موجعة بسبب الوباء، وأكد أهمية إشراك صانعي السياسات للمستثمرين في اتخاذ القرارات، والتعامل مع طموحات المستثمرين، ومعرفة ما هي العوائق التي تواجه الاستثمار.
وأكد إيريك كانتور نائب رئيس مجلس الإدارة المدير العام "لموليس آند كومباني" إيريك كانتور، أن هناك فرصا للجميع للخروج من تبعات عام 2020، وقال إن رؤية ولي العهد السعودي 2030 تتضمن الكثير من الفرص، نظرا لأنها تركز على الاستثمارات الخارجية، مشيرا إلى أن الخطوات التي اتخذتها المملكة خلال الجائحة كان بها حضور قوي للاستثمار الأجنبي.
وتابع: خلال الاضطرابات التي سببتها الجائحة، الجميع بدأ ينظر إلى الصناعات الإستراتيجية الحساسة داخل الدول، ويمكننا أن نرى مسارا طبيعيا فيما يتعلق بالاستثمار الفترة المقبلة.
وأكد أن إشراك المستثمرين في صناعة القرار يحدث فارقا كبيرا، مضيفا: صانعو السياسات أصبحوا يعرفون ما يريده المستثمرون، ومن المهم التغلب على العوائق، وأعتقد أن هناك إشارات جيدة من المملكة لجذب المستثمرين، من الرائع أن نرى السياسات السعودية الحالية.