تراجعت أسواق الأسهم الخليجية خلال تعاملات الخميس متأثرة بتفاقم الاضطرابات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وزيادة المخاوف من تصعيد الصراع ما قد ينعكس سلباً على إمدادات النفط العالمية وجر المزيد من الدول للصراع.
وفي السوق الأكبر بالمنطقة، أغلق مؤشر الأسهم السعودية الرئيسي "تاسي" تعاملات الخميس متراجعاً بنسبة 0.72%، بضغط رئيسي من قطاع البنوك، فيما طال التراجع أسهم 163 شركة مدرجة بنهاية التعاملات.
زادت مخاوف المستثمرين من تفاقم الاضطرابات السياسية في الشرق الأوسط، خاصة بعد الغارات الجوية العنيفة التي شنها الجيش الإسرائيلي على بيروت، عقب مقتل ثمانية من جنوده في جنوب لبنان خلال معارك ضد "حزب الله".
كما تراجع مؤشر بورصة قطر 0.96%، بعد انخفاض أسعار 70% من الأسهم المتداولة بالسوق. مع تصدر المصارف قائمة الأسهم الأكثر انخفاضاً بالسوق.
مخاوف حيال الرد الإسرائيلي
تفاقمت مخاوف المستثمرين حيال احتمال استهداف إسرائيل أصول إيرانية رئيسية، وهو ما قد يدفع إلى تصعيد الصراع وجر المزيد من الدول، وهو ما قد ينعكس بدوره على تعطل شحنات الطاقة العالمية. إذ تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانتقام بعد الهجوم الإيراني بالصواريخ الباليستية على إسرائيل.
وفي الإمارات، تراجع مؤشر سوق أبوظبي الرئيسي بأكثر من 1%، كما هبط مؤشر بورصة دبي 0.9% وسط سيادة التراجع على أداء أغلب الأسهم الإماراتية المتداولة. وفي سياق مواز، تراجع مؤشر البحرين العام بنسبة طفيفة بلغت 0.1%، على خلفية انخفاض مؤشر قطاع المال وقطاع المواد الأساسية.
ومع تزايد المخاوف الجيوسياسية بالمنطقة، واصلت أسعار النفط ارتفاعها الخميس لليوم الثالث على التوالي في ظل تقييم المتداولين للمخاطر التي تحيط بالإمدادات وجرى تداول خام برنت بالقرب من 75 دولاراً للبرميل، في طريقه لتسجيل أطول فترة من الصعود المتواصل منذ أغسطس.
وتشمل خيارات إسرائيل استهداف البنية التحتية النفطية للدولة العضو في "أوبك"، أو القواعد العسكرية، وربما يكون السيناريو الأكثر تطرفاً هو الهجوم على منشآتها النووية، وهو الأمر الذي دعا إليه رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت.
وأوضحت خيارات النفط أن المستثمرين يراهنون على ارتفاع الأسعار بشكل أكبر، مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران. ومع إغلاق تداولات أمس الأربعاء، تفوقت خيارات الشراء، التي تحقق أرباحاً عند ارتفاع الأسعار، على خيارات البيع لأول مرة منذ منتصف أغسطس في ظل تصاعد المخاوف حيال الإمدادات حال تفاقم الصراع.