لا تزال شهية المستثمرين قوية تجاه الطروحات العامة الأولية في السعودية بالرغم من التحديات المتمثلة في توترات إقليمية وتراجعات حادة في أسواق الطاقة وتقلبات تعصف بأسواق المال الدولية.
شركة "المطاحن العربية للمنتجات الغذائية" أحدث دليل على تجدد زخم الطروحات في المملكة، بعد فترة خمول معتادة خلال أشهر إجازات الصيف، حيث تمت تغطية طرح الشركة لبيع ثلث أسهمها 134 مرة. وتلقت "المطاحن العربية" طلبات بقيمة 134.1 مليار ريال مقابل استهدافها جمع حوالي مليار ريال فقط (271 مليون دولار).
كان أول مؤشر لإقبال المستثمرين القوي بعد إجازة الصيف، هو طرح "الماجد للعود" المتخصصة في صناعة العطور، والذي شهد إقبالاً كبيراً إذ بلغت نسبة تغطية المؤسسات الاستثمارية 15646%.
طروحات النصف الأول
نشطت الاكتتابات في النصف الأول من العام الجاري بالمملكة، وجمعت أكثر من ملياري دولار، وتصدرها اكتتاب "شركة مستشفى الدكتور سليمان عبدالقادر فقيه" الذي جمع 764 مليون دولار، تليها شركة "المطاحن الحديثة" التي جمعت 314 مليون دولار.
منذ بدء العام الجاري، شهدت السوق السعودية إدراج مجموعة "إم بي سي" في 8 يناير، و"أفالون فارما" في 27 فبراير، و"المطاحن الحديثة" في 27 مارس، و"سليمان فقيه"، و"مياهنا" والشركة السعودية لحلول القوى البشرية "سماسكو" في يونيو.
كانت السوق المالية السعودية شهدت العام الماضي إدراج 43 شركة جديدة، بواقع 8 شركات في السوق الرئيسية (تاسي)، و35 شركة في السوق الموازية (نمو). وتُعد سوق المملكة الأنشط من حيث الطروحات الأولية في المنطقة على مدار السنوات الثلاث الماضية.
أصبحت السعودية سوقاً نشطة لبيع الأسهم على مدى السنوات القليلة الماضية، إلى جانب دول الخليج الأخرى، حيث تسعى الحكومات إلى جمع الأموال لتقليل اعتمادها على قطاع الطاقة مع تشجيع الشركات الخاصة على إدراج أسهمها لتطوير أسواق رأس المال لديها. وأعلنت البورصة السعودية في وقت سابق من العام أن أكثر من 50 شركة تقدمت بطلبات لطرح أسهمها.