مخاوف من قرب انتهاء موجة الصعود الراهنة في ظل ضعف أصول الشركة وتراجع مبيعاتها

أسهم "سوناك" الصينية المتعثرة تقفز 166% في أقل من شهر

مباني سكنية  طورتها شركة "سوناك تشاينا هولدينغز" في بكين، الصين - المصدر: بلومبرغ
مباني سكنية طورتها شركة "سوناك تشاينا هولدينغز" في بكين، الصين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قال محللون إن الصعود الجنوني الذي سجله سهم شركة "سوناك تشاينا هولدينغز" (Sunac China Holdings)، والبالغ 166% منذ بداية سبتمبر، قد ينقلب في ضوء استمرار ضعف أصول شركة التطوير العقاري المتعثرة.

تصدرت أسهم "سوناك" -التي كانت ذات يوم رابع أكبر شركة بناء في البلاد من حيث المبيعات- الشركات العقارية من حيث الأداء بمؤشر أسهم العقارات الصينية منذ بداية سبتمبر، مما وضعها على المسار لتسجيل أقوى أداء شهري لها على الإطلاق. وفاقت مكاسب أسهم الشركة كلاً من الصعود الذي حققه مؤشر شركات التطوير العقاري البالغ 4.9%، وارتفاع مؤشر الأسهم الصينية الأوسع.

صعود أسهم الشركة جاء على خلفية عدد من العوامل، منها إدراج "سوناك" في نظام تداول الأسهم بين بورصات هونغ كونغ والبر الرئيسي، فضلاً عن التقدم في إعادة هيكلة ديونها الخارجية، والحملة الموسعة التي تنفذها بكين لدعم القطاع العقاري. مع ذلك، أثار ارتفاع أسهم الشركة عدداً متزايداً من المتشككين، مشيرين إلى ضعف أرباح الشركة وبقاء السندات الدولارية عند مستويات متعثرة للغاية.

قال ويلر تشين، كبير محللي الأبحاث في شركة "فورسيث بار آسيا" (Forsyth Barr Asia)، " تختلف قاعدة المستثمرين في الأسهم تماماً عن المستثمرين في السندات"، ولفت إلى أن صعود الأسهم الحالي "مجرد مضاربة بحق، كما أنه لا توجد أموال حقيقية هنا". تتراوح أسعار سندات "سوناك" الدولارية بين 10 سنتات و15 سنتاً، وفق الأسعار التي جمعتها "بلومبرغ"، مما يشير إلى توقعات المستثمرين المنخفضة للغاية حيال تعويض الخسائر من ديون شركة التطوير المتعثرة.

خسائر أقل ومبيعات منخفضة

استمر التشاؤم على الرغم من نجاح "سوناك" مؤخراً في الفوز بموافقة الدائنين على خطة إعادة هيكلة ديونها الخارجية، فضلاً عن التحرك لطلب الحماية القضائية لأصولها في الولايات المتحدة. سيُمنح الدائنون سندات جديدة بقيمة 5.7 مليار دولار مقابل مطالباتهم الحالية البالغة 10.2 مليار دولار، حسب بيان إفصاح قدمته "سوناك" إلى البورصة يوم الأربعاء. فيما سيتم تسوية المبلغ المتبقي عبر الحصول على أسهم لدى ذراع الشركة لإدارة العقارات، والسندات القابلة للتحويل. تخلفت "سوناك" لأول مرة عن سداد سندات دولارية في مايو 2022، لتنضم إلى موجة التخلف القياسية الناتجة عن اندلاع أزمة الإسكان في البلاد.

لا يزال المحللون حذرين حيال آفاق أرباح الشركة بعد أن أعلنت عن تكبدها خسارة صافية أقل ولكن لا تزال حادة بقيمة 15.4 مليار يوان (2.1 مليار دولار) في النصف الأول. قال جيف تشانغ، المحلل لدى "مورنينغ ستار" (Morningstar) إن قيمة مبيعات "سوناك" خلال الشهور الثمانية الأولى من 2023 انخفضت بأكثر من 50% على أساس سنوي، مما يشير إلى زيادة الضغط على التدفق النقدي، مضيفاً: "إذا لم تتحسن أرقام المبيعات بشكل ملموس بمرور الوقت، فإن الارتفاع الحالي في الأسهم قد لا يستمر لفترة طويلة".

على الرغم من صعودها في الآونة الأخيرة، تظل أسهم "سوناك" أقل بنسبة 45% من المستوى الذي كانت عليه قبل استئناف التداول في أبريل بعد تعليق دام عاماً.

أهداف سعرية دون المستوى الحالي

حدد محللون في "جيه بي مورغان" و"سيتي غروب"–وهما شركتا الوساطة المالية الوحيدتان اللتان تغطيان أسهم الشركة- أهدافا سعرية أقل من مستواها الحالي بنسبة 76% و48%، على التوالي.

قال تشين، من "فورسيث بار" إن مستقبل "سوناك"، وكذلك باقي المطورين الصينيين المتعثرين، يعتمد على "كيفية تسليم المشاريع غير المكتملة، ونوع الأصول والاحتياطيات النقدية المتبقية لهم بعد فترة إعادة الهيكلة.. الأمر يستغرق فترة طويلة حقاً بالنسبة لهم".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك