يتغير المشهد في أسواق النفط بمنطقة الشرق الأوسط بعد خفض تحالف "أوبك+" الإنتاج، حيث يحوّل المشترون الآسيويون بوصلتهم إلى الإمدادات الأميركية، ويقلصون مشترياتهم لمجموعة متنوعة من الخامات الخفيفة الرئيسية، بينما يقبلون على مزيد من الشحنات مرتفعة الكثافة ذات المحتوى الأعلى من الكبريت.
تقلص فرق الأسعار الذي يتمتع به خام مربان الرائد في أبوظبي -وهو أقل كثافة من درجات الشرق الأوسط الأخرى مثل خامي دبي و عُمان- بينما يُقبل المستوردون على شراء خامات النفط الأميركية الخفيفة المشابهة. وقال متداولون إنهم اشتروا هذا الشهر نحو 50 مليون برميل أميركي أكثر من المعتاد.
في غضون ذلك؛ ما تزال براميل الخامات الثقيلة تتمتع بأفضلية خاصة، لأن التخفيضات التي أقرّتها المملكة العربية السعودية على الإنتاج قلّصت إمدادات هذه الدرجات. وفي منتصف الشهر الجاري، تفوّق سعر خام عُمان ذي معدل الكبريت الأعلى على مربان، وهو انعكاس نادر في فرق الأسعار بينهما.
خطة "أوبك+" تحقق أهدافها
قلصت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) -وحلفاؤها بقيادة الرياض وموسكو- الإنتاج لوقف نزيف الأسعار الذي عانت منه السوق في النصف الأول. ويبدو أن خفض الإمدادات يؤتي ثماره فعلاً، فقد صعد سعر خام برنت بنحو 12% في يوليو الجاري. لكنه في الوقت ذاته يغيّر محركات السوق الأساسية حيث يتكيف المستخدمون مع توفّر كميات أقل من خامات معينة.
من هذا المنطلق، قد تحافظ درجات الخام المتوسطة والثقيلة الحمضية -مثل عُمان وزاكوم العلوي والشاهين- على تفوقها في الأداء مقارنة بالأصناف الأخف نظراً لخفض الإمدادات، كما قد تُفرض معايير قياسية جديدة على خام مربان مثل فروق الأسعار المحددة على أساس زمني في خام دبي، بحسب ما توقعت مذكرة صادرة عن شركة "إنرجي أسبكتس" الاستشارية في القطاع.
يُتوقع أيضاً أن تمدد السعودية خفضها الطوعي للإنتاج بنحو مليون برميل لشهر سبتمبر، بحسب ما يرى 15 من أصل 22 متداولاً ومحللاً ، فضلاً عن مسؤولين في مصافي التكرير شملهم استطلاع أجرته "بلومبرغ".