تحسن بيانات اقتصاد الصين واستمرار ارتفاع أسعار الخام قد يدفعان المملكة إلى تقليص حجم الخفض الطوعي

استطلاع "بلومبرغ" يتوقع تمديد السعودية خفض إنتاج النفط مجدداً

شبكة أنابيب مضاءة ليلاً في منشأة تكرير النفط ومحطة البتروكيماويات "تانيكو"، التي تديرها "تاتنفت "أو إيه أو" في نيزنيكامسك" روسيا - المصدر: بلومبرغ
شبكة أنابيب مضاءة ليلاً في منشأة تكرير النفط ومحطة البتروكيماويات "تانيكو"، التي تديرها "تاتنفت "أو إيه أو" في نيزنيكامسك" روسيا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يُتوقع أن تمدّد المملكة العربية السعودية خفض إمدادات النفط بمقدار مليون برميل لشهر سبتمبر، في سعيها لتعزيز انتعاش مؤقت في أسعار الخام.

قدّمت الرياض خفضاً إضافياًَ الشهر الحالي -إضافة إلى قيود الإنتاج التي أجرتها بالفعل مع زملائها من منتجي "أوبك+"، لدعم أسواق النفط وسط بيئة اقتصادية هشة.

السعودية تخفض طوعياً إنتاجها من النفط مليون برميل إضافية لمدة شهر

يتوقع 15 من 22 من المحللين والمتداولين والمصافي الذين شملهم استطلاع "بلومبرغ"، استمرار الإجراء -الذي مُدّد بالفعل إلى أغسطس- في سبتمبر. تجدر الإشارة إلى أنه أعلنَ عن الخفضين الطوعيين السابقين في إنتاج السعودية عبر وسائل الإعلام الحكومية في الأسبوع الأول من الشهر.

ارتفاع أسعار النفط

صعدت أسعار النفط 12% الشهر الماضي إلى نحو 83 دولاراً للبرميل في لندن بعد أن أدى تعافي الاستهلاك العالمي للوقود، تزامناً مع قيود إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، إلى تشديد طال انتظاره بالأسواق العالمية.

يمنح هذا الوضع المستهلكين في الولايات المتحدة وأماكن أخرى هدنة من موجة التضخم غير المسبوقة في العام الماضي، كما أنه قد يعطي السعودية مجالاً لتخفيف قيود الإمدادات. لكن الأسعار ربما لا تزال منخفضة للغاية بالنسبة إلى المملكة، التي قد تحتاج إلى وصول سعر برميل النفط إلى 100 دولار لتمويل خطط إنفاق طموحة، وفق "بلومبرغ إيكونوميكس".

قال تاماس فارغا، المحلل لدى "بي في إم أويل أسوشيتس" (PVM Oil Associates) في لندن: "سترغب المملكة في رؤية ارتفاع مستمرّ للنفط نحو 90 دولاراً للبرميل، وربما أيضاً تحسن في بيانات اقتصاد الصين للبدء في دراسة إعادة مليون برميل يومياً إلى السوق".

الصين تدفع أوبك لرفع توقعات الطلب على النفط لأول مرة في 5 أشهر

شح الإمدادات بسوق النفط

يرجح عديد من المحللين تفاقم نقص المعروض في أسواق النفط العالمية بشكل ملحوظ خلال الأشهر المقبلة. وترى وكالة الطاقة الدولية، التي تقع في باريس وتقدم المشورة للاقتصادات الكبرى، نقصاً بنحو 1.7 مليون برميل يومياً خلال النصف الثاني من العام.

يرى ستة مشاركين في الاستطلاع أن هذا قد يشجع السعودية على تقليص الخفض الإضافي عبر استعادة نحو 250,000 برميل إلى 500,000 برميل يومياً من الإنتاج المتوقف في سبتمبر.

هل يحدث توازن بين العرض والطلب بسوق النفط في 2024؟

وقال جيمس ديفيس، مدير خدمات النفط العالمية قصيرة الأجل بشركة "إف جي إي" (FGE) للاستشارات: "الأدلة كثيرة على أن السعودية ستبدأ تخفيف الخفض في سبتمبر، فالسوق في أمسّ الحاجة إلى هذه البراميل، والمصافي تتدافع للحصول عليها".

ألمح التجار إلى أن شحنات الخام المماثلة لتلك التي تنتجها السعودية -غالبًا ما تكون أثقل وتحوي كبريتاً أكثر من الأنواع الأخرى- باتت تُباع بعلاوة.

إذا خففت السعودية القيود تدريجياً في سبتمبر، فلن تكون هذه هي المرة الأولى التي تخالف فيها توقعات السوق، إذ اشتهر وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بمفاجأة ومحاصرة المضاربين بسوق النفط، وكان معظمها في الاتجاه الصاعد.

خطط إنفاق طموحة

لكن الضغوط المالية قد تكون أقوى من أن تخفّف المملكة من قبضتها (على السوق).

ترى "بلومبرغ إيكونوميكس" أن تنفيذ التحولات الاقتصادية والاجتماعية الطموحة التي خطط لها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يتطلب أسعاراً (للنفط) أعلى بكثير.

خفض صندوق النقد الدولي يوم الاثنين، توقعاته لمعدل نمو الاقتصاد السعودي بأكبر قدر بين الاقتصادات الكبرى، مرجحاً نمو الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنسبة 1.9% فقط خلال العام الحالي.

من جانب آخر، قد يساعد كبح جماح إمدادات الرياض أيضاً على تشجيع التزام دول أخرى في تحالف "أوبك+".

بدأت روسيا -العضو الرئيسي في التحالف- أخيراً التزام حصتها التي تعهدت بها من قيود الإنتاج بالمجموعة بعد المراوغة لعدة أشهر. فقد ركزت موسكو حتى وقت قريب على تعظيم مبيعات النفط لتمويل غزوها لأوكرانيا، لكن بيانات تتبع الناقلات تُظهِر أن الشحنات تراجعت في الأسابيع الأخيرة إلى أدنى مستوى لها في ستة أشهر عند 3.1 مليون برميل يومياً.

بلومبرغ: استقرار إنتاج "أوبك" في يونيو وسط مساعٍ لدعم السوق

من المنتظر أن تجتمع الدول الرئيسية في تحالف "أوبك+" عبر الإنترنت في 4 أغسطس لتقييم أوضاع سوق النفط. ومن المقرر أن تجتمع المجموعة التي تضم 23 دولة في أواخر نوفمبر.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك