التقييم المفترض للشركة بقيمة 27 مليار دولار بما في ذلك الديون سيجعلها ثالث أكبر صفقة من نوعها في التاريخ

صفقة شركة سيارات كهربائية تظهر حماقة شركات "شيك على بياض"

فام نهات فونغ رئيس " فينغروب" على اليمين، يختبر سيارة طراز " في إف 8" من إنتاج شركة " فين فاست" في ميناء في هايفونغ ، فيتنام - المصدر: بلومبرغ
فام نهات فونغ رئيس " فينغروب" على اليمين، يختبر سيارة طراز " في إف 8" من إنتاج شركة " فين فاست" في ميناء في هايفونغ ، فيتنام - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

عندما تعتقد أن شركات "الشيك على بياض"، لم تعد قادرة على البقاء، تعلن شركة فيتنامية لتصنيع السيارات الكهربائية -تنفق أموالاً طائلة- أنها بصدد إجراء طرح عام أولي في الولايات المتحدة عبر شركة خاصة لغرض الاستحواذ.

التقييم المفترض بقيمة 27 مليار دولار (بما في ذلك الديون) سيجعلها ثالث أكبر صفقة من نوعها في التاريخ.

مع ذلك، فإن صفقة اندماج "فين فاست أوتو" (VinFast Auto Pte) مع شركة "بلاك سبيد أكويزيشن"

(Black Spade AcquisitionCo) ومقرها هونغ كونغ، والتي جرى الإعلان عنها يوم الجمعة، تبدو وكأنها محاولة مستميتة أكثر من إحياء فئة الأصول سيئة السمعة.

لن تجمع الصفقة الكثير من الأموال ويبدو التقييم المزعوم غير مؤكد مثل توزيع سيارات "فين فاست" في الولايات المتحدة.

تأسست شركة "فين فاست" في عام 2017 ونالت الدعم من جانب أغنى رجل في فيتنام "فام نهات فونغ"، واستثمرت نحو 8 مليارات دولار حتى الآن عبر محاولة لتحويل فيتنام إلى قوة عملاقة في صناعة السيارات.

لقد أنجزت الكثير في وقت قصير لكنها خسرت 2.1 مليار دولار العام الماضي، ليصل إجمالي الخسائر منذ إنشائها إلى 5.4 مليار دولار، وفق بيان إفصاح صادر في مارس.

بعد إنتاج سيارات تعمل بمحرك احتراق في البداية والتركيز على سوقها المحلية، حولت شركة "فين فاست" تركيزها بالكامل إلى السيارات الكهربائية وبدأت في الآونة الأخيرة التصدير إلى أميركا الشمالية. من المتوقع افتتاح مصنعها بولاية نورث كارولاينا في عام 2025، ولكن حتى ذلك الحين لن تستفيد سياراتها من برامج الدعم بموجب قانون خفض التضخم (على الرغم من أن حوافز الدولة قد تظل متاحة).

قدّمت شركة "فين فاست" طلباً للاكتتاب العام الأولي بشكل عادي في الولايات المتحدة خلال ديسمبر 2022، لكنها أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستمضي قدما للاكتتاب العام عبر مسار الاندماج مع شركة "شيك على بياض"، دون أن تشرح ملابسات تغيير موقفها.

إنتاج سيارات كهربائية من نقطة الصفر مكلف

بالطبع من الصعب على الجميع إجراء طرح عام أولي حالياً، لكن الأخبار الأخيرة الخاصة بالشركة ليست مشجعة، إذ تأخرت عمليات التسليم الأولية للسيارات في الولايات المتحدة، وقلصت جانباً من قوتها العاملة هناك ولجأت إلى "فونج" والكيانات ذات الصلة للحصول على 2.5 مليار دولار.

بخلاف بعض شركات السيارات الكهربائية الجديدة التي نفذت طروحات عامة أولية في البورصات خلال الآونة الأخيرة، تحقق "فين فاست" إيرادات على الأقل. يرحب فونغ بإنفاق ثروته كما يشاء، لكنه يطلب من المستثمرين المشاركين في الاكتتاب لدى شركة "الشيك على بياض" أن يدفعوا سعراً مرتفعاً.

باستثناء الديون، تعادل قيمة أسهم "فين فاست" البالغة 23 مليار دولار، تقريباً ضعف القيمة السوقية لشركتي "لوسِد غروب" (Lucid Group ) و"ريفيان أوتوموتيف" (Rivian Automotive Inc) الناشئتين في مجال السيارات الكهربائية، وأكثر من ضعف القيمة السوقية لشركات السيارات الأوروبية الراسخة مثل "فولفو" و"رينو".

أحد الدروس التي يجب أن نتعلمها حقاً الآن هو أن السعي لإنتاج سيارات كهربائية من نقطة الصفر أمر مكلف ومحفوف بالمخاطر. يبدو أن حرب الأسعار الأخيرة التي أطلقتها شركة "تسلا" عازمة على جعل تصنيع السيارات الكهربائية من البداية أكثر صعوبة.

تنفق "لوسِد" و"ريفيان" مبالغ كبيرة من الأموال، لكن سيارتهما نالت على الأقل الاستحسان. في المقابل، جاءت المراجعات الأولى في الولايات المتحدة للسيارة الرياضية متعددة الاستخدامات الخاصة من طراز "في إف 8 سيتي" التي تصنعها "فين فاست" والبالغ تكلفتها 500 ألف دولار، سيئة للغاية. وقال أحد المراجعين إنه أصبح مريضاً عندما استقل السيارة لأول مرة.

قيم صفقات "شيك على بياض"

لو حاولت "فين فاست" الانضمام إلى سوق الأسهم قبل عامين، لربما تجاهل المستثمرون مثل هذه العيوب. لكن فقاعة كل شيء قد انفجرت واضطرت الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية إلى خفض تطلعاتها.

عندما اختبرت شركة سيارات كهربائية آسيوية أخرى مدعومة من ملياردير، وهي "لوتس تكنولوجي"

(Lotus Technology Inc.9) سوق شركات "الشيك على بياض" في فبراير ، اختارت تقييماً متواضعاً نسبياً عند 5.4 مليار دولار.

بالطبع، تمثل قيم صفقات "الشيك على بياض" بمثابة تقدير مؤقت أكثر من كونها وعداً ثابتاً من جانب الشركة عند الإعلان عنها للمرة الأولى. يبدو أن "فين فاست" لم تجمع مستثمرين مؤسسيين للاستثمار في شركة "شيك على بياض" عبر صفقة طرح خاص للأسهم.

كما أنها لم تنشر عرضاً تقديمياً يوضح كيف وصلت إلى هذا التقييم. حالياً، تبلغ قيمة "فين فاست" 27 مليار دولار وفق ما تقول الشركة و" بلاك سبيد". في هذه الحالات، يمكن أن يتكيف التقييم مع شيء أكثر منطقية بمجرد إغلاق الصفقة.

أكثر صفقة شركة "شيك على بياض" قيمة في التاريخ، هي اندماج شركة "إم إس بي ريكافيري" (MSP Recovery Inc) مع (Lionheart Acquisition Corp. II)، ولم تحتفظ بسعرها الأولي البالغ 33 مليار دولار لفترة طويلة.

انخفضت الأسهم منذ ذلك الحين بنسبة 96% وغيّرت ( إم إس بي) اسمها إلى "لايف وولت" ( LifeWallet).

يمتلك المساهمون لدى شركة "شيك على بياض" خيار الاسترداد أو طلب استرداد أموالهم إذا لم تعجبهم الصفقة المعروضة عليهم.

بالتالي، قد يكون مقدار السيولة النقدية البالغة 169 مليون دولار لدى "بلاك سبيد" أصغر كثيراً بحلول إغلاق الصفقة في غضون بضعة أشهر.

حتى إذا لم تكن هناك عمليات استرداد، فمن المقرر أن يمتلك المساهمون الحاليون لدى "فين فاست" 99% من الأسهم، ومع انخفاض النسبة المطروحة، من المحتمل أن يشهد السهم تقلبات.

بنوك دولية تتولى عملية الاكتتاب

في النهاية، قد تتمكن شركة "فين فاست" من استخدام إدراج أسهمها في الولايات المتحدة لزيادة رأس المال، ومن المؤكد أنها بحاجة إلى الكثير من الأموال.

تُقدر النفقات الرأسمالية التراكمية بنحو 3 مليارات دولار على مدى العامين المقبلين، وفقاً لنشرة الاكتتاب.

لم تنشر "فين فاست" بعد نشرة الاكتتاب العام لشركة شيك على بياض، لذلك لا نعرف ما إذا كانت هذه التقديرات ستتغير.

تضمنت وثائق الاكتتاب العام قيام مصرف "دويتشه بنك" بدور المستشار المالي و"سيتي غروب" و"مورغان ستانلي" و"كريدي سويس" وجيه بي مورغان" لإدارة الاكتتاب.

ربما ساهم وجود تلك البنوك الدولية في نشرة الاكتتاب على تعزيز ثقة المستثمرين، في المقابل، فإن الشركتين اللتين تقدمان الاستشارات بشأن صفقة طرح شركة "شيك على بياض" في البورصة وهما "شاردان" (Chardan) و"جونز تريدنغ إنستيتوشنال سيرفيسز" (JonesTrading Institutional Services) ليستا من الشركات ذائعة الشهرة.

تجاهلت البنوك الكبيرة شركات "شيك على بياض" في الآونة الأخيرة بسبب تشديد القواعد التنظيمية، وقد شعر مستثمرو التجزئة بعدم الرغبة إزاء فئة الأصول. هذه الصفقة ليست إعلاناً رائعاً عن سبب استحقاق شركات "شيك على بياض" فرصة ثانية.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك