منطقة الشرق الأوسط تخالف حالة الانكماش في الاكتتابات الأولية على مستوى العالم

السعودية والإمارات تقودان طفرة الطروحات الأولية في المنطقة

متداول يمشي أسفل لوحة عرض الأسهم في بورصة دبي في الإمارات العربية المتحدة - AFP
متداول يمشي أسفل لوحة عرض الأسهم في بورصة دبي في الإمارات العربية المتحدة - AFP
المصدر:

بلومبرغ

استحوذت منطقة الخليج العربي على نحو نصف حصيلة الطروحات العامة الأولية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا منذ بداية عام 2022، حيث تخالف المنطقة حالة الانكماش الحاصلة في نشاط الطروحات الأولية على مستوى العالم، بفضل ارتفاع أسعار النفط الخام والطلب القوي من المستثمرين.

جمعت الاكتتابات العامة الأولية في الشرق الأوسط 18 مليار دولار منذ بداية 2022، أي مع يعادل 47% من الإجمالي البالغ 38.2 مليار دولار في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، بحسب البيانات التي جمعتها "بلومبرغ". وتُعتبر هذه النسبة، الأعلى بعد عام 2019، عندما طرحت شركة "أرامكو" السعودية العملاقة للنفط ما قيمته 29 مليار دولار من أسهمها، في أكبر عملية اكتتاب عام في العالم.

في الوقت الذي شهدت فيه معظم الأسواق الرئيسية -بما في ذلك أوروبا- انخفاضاً حاداً في الطروحات العامة الأولية عن المستويات القياسية المسجلة في عام 2021، بسبب انخفاض الأسهم وارتفاع التضخم، كان الوضع مختلفاً تماماً في الشرق الأوسط. فقد ساعد ارتفاع أسعار النفط خلال عام 2021 والأشهر الأولى من 2022، إلى جانب حركة الاستثمارات في المنطقة، في دعم نشاط الإدراج.

بدأ نشاط الاكتتاب العام يكتسب زخماً بالفعل في عام 2021، حيث باعت الحكومات حصصاً في شركات للمساعدة في تمويل التحول بعيداً عن النفط.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

كما صمدت أسواق الأسهم في منطقة الخليج بشكل أفضل بكثير من أي مكان آخر، الأمر الذي عزز نشاط الإدراج. وعلى الرغم من انخفاضه بنسبة 16% عن أعلى مستوى له في أبريل، إلا أن "مؤشر إم إس سي آي" المجمع لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لا يزال مرتفعاً بنسبة 2.5% منذ بداية 2022، مقارنة بانخفاض بنسبة 11% في مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي.

تنويع بعيد عن العقارات

قال فيجاي فاليشا، كبير مسؤولي الاستثمار في "سينتشري فاينانشال" (Century Financial): "يعتبر المستثمرون في دول مجلس التعاون أن أسهم الشركات المعروفة، وخصوصاً من القطاع العام، هي وسيلة ممتازة لتنويع مدخراتهم بعيداً عن العقارات التي تخضع بشكل كبير لتقلبات العرض والطلب، والودائع المصرفية التي تحقق عوائد منخفضة". وأضاف: "لذلك، من المرجح على المدى القريب، أن يستمر الانتعاش في الأسواق المحلية".

أشار فاليشا إلى أن ضعف الاستثمار عالمياً في قطاع الطاقة، سيكون ميزة لمنطقة الخليج، ويضعها في "مكان رائع" من المرجح أن يفيد أسواقها المالية.

قفز سهم شركة "الحفر العربية" السعودية لخدمات حقول النفط بنسبة 23% في أول تداول له يوم الإثنين، بعد طرح عام أولي بقيمة 710 ملايين دولار. جذبت الشركة ما قيمته 43 مليار دولار من طلبات المؤسسات الاستثمارية، أي نحو 61 ضعف الأسهم المعروضة. هذا لم يكن استثناءً، حيث جذبت مؤسسة الإمارات لأنظمة التبريد المركزي "إمبارو" ما قيمته 34 مليار دولار في الطرح العام الأولي البالغة قيمته 724 مليون دولار، وذلك بعدما ضاعف مساهمو الشركة حجم الاكتتاب مرتين بعد جذب اهتمام قوي من المستثمرين. كذلك، تلقت شركة "تعليم القابضة" مشغلة المدارس الخاصة في دبي، طلبات أكثر من الأسهم المعروضة في غضون ساعات من فتح سجل أوامر الاكتتاب أمس الخميس.

شهدت منطقة الخليج تنفيذ ستة من أكبر 10 طروحات أولية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا منذ بداية عام 2022. ولم تظهر المنطقة على الإطلاق في أفضل 10 اكتتابات عامة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا خلال الفترة ذاتها من عام 2021، بحسب البيانات.

طروحات أولية جديدة

من المرتقب تنفيذ عدد من الطروحات العامة الأولية في الشرق الأوسط، مدعومة بخطط شركات "تعليم" وشركة الكابلات السعودية، ومجموعة "أمريكانا" المشغلة لمطاعم "كنتاكي" (KFC) و"بيتزا هت" في أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجميعها ستطرح أسهمها للاكتتاب العام في غضون الأسابيع القليلة المقبلة.

من المؤكد أن طفرة الإدراج قد تتباطأ بشكل حاد إذا انخفضت أسعار النفط بشكل أكبر في حال حدوث ركود في الولايات المتحدة وأوروبا، والذي يقول العديد من التنفيذيين في "وول ستريت" حالياً، إنه مرجح بشكل متزايد.

بالإضافة إلى ذلك، فإن عوائد توزيعات الأرباح التي تقدمها شركات الشرق الأوسط للمستثمرين، سترتفع مع ارتفاع أسعار الفائدة، ما يضغط على التقييمات.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك