يشهد الدولار حالة من الاستقرار عند مستوياته الضعيفة أمام العملات الرئيسية في ظل تراجع عائدات الخزانة لأجل 10 سنوات لأدنى مستوياتها منذ مارس الماضي، مع ترقب لما سيعلنه الفيدرالي الأمريكي من قرارات أو تلميحات في اجتماعه يوم الأربعاء.
مازال القلق يسيطر على المستثمرين في ظل ما يشهده عائد سندات الخزانة الأمريكية أجل 10 سنوات من تراجعات، رغم ارتفاع معدلات التضخم التي قد تجبر الفيدرالي على سحب تدريجي لعمليات التيسير، حيث هبطت العائدات لتلك السندات إلى 1.43% مقارنة بمستوياتها البالغة 1.77% في مارس الماضي، وذلك على الرغم من ارتفاع معدل التضخم.
برامج شراء السندات
قد يسجل الدولار الأمريكي مكاسب خلال الأسبوع الجاري حال إشارة الفيدرالي إلى تقليص برامج شراء السندات وهو أمر مستبعد حدوثه حالياً.
وعلى صعيد تأثير الدولار الضعيف على السلع، فقد سجل خام غرب تكساس الوسيط في بداية التداولات أعلى مستوى على مدار 32 شهرا، بينما تراجع النحاس بشكل طفيف لما دون 10000 دولار للطن بعد قفزة قوية لأسعاره في الأسابيع الأخيرة، وكذلك تسببت أسعار الخشب المبالغ في قيمتها في إحجام المستهلكين عن عمليات الشراء، وهو ما دفعه لأكبر انخفاض أسبوعي بلغت نسبته 18% في الأسبوع الماضي، لتصل نسبة الهبوط من أعلى مستوياته التي حققها في مايو الماضي إلى 40%.
ورغم ضعف الدولار إلا أن الذهب يشهد حالة من الهبوط خلال تعاملات اليوم بنسبة جاوزت 1% ليعود مجدداً إلى مستويات 1850 دولارا للأونصة، ضمن عمليات جني أرباح بعد ارتفاعات حادة في الشهر الأخير قادته لمستويات فوق 1900 دولار.
توقعات رفع الفائدة
وبالعودة إلى الفيدرالي، يتضاءل احتمال تغيير توقعات رفع الفائدة خلال عام 2023 بنسبة 0.25% في ظل تفضيل 7 فقط من أصل 18 عضواً لذلك التوجه. ويبقى التساؤل بشأن احتمالية انضمام باول لفريق الاحتياطي الفيدرالي الداعم لرفع الفائدة في الأجل القريب حال زيادة عدد المؤيدين داخل لجنة السوق المفتوح خلال الاجتماعات القادمة.
وعلى الرغم من أن بيانات الوظائف لاتزال ضعيفة، ولا ترقى للتوقعات إلا أن التضخم يستمر في مساره نحو الارتفاع، وهو ما يراه باول أمرا مؤقتا لا يستدعي تدخلا في الوقت الراهن، رغم ما يشهده حملة الدولار من خسائر نتيجة تراجع عائد السندات مع زيادة معدلات التضخم.
قد تؤدي تلميحات قوية من الفيدرالي بشأن إمكانية بدء التقليص التدريجي لبرنامج شراء السندات نهاية الصيف إلى ارتفاع العائدات. إذا كانت هناك أية تغييرات على خطط الاحتياطي الفيدرالي بشأن الفائدة يوم الأربعاء، ربما تكون بالإشارة إلى أن أول ارتفاع سوف يصبح مبكراً في العام 2023 بدلاً من الارتفاع الأول المقرر في عام 2024 ويتزامن ذلك مع تسعير الأسواق وفقاً لتوقع أن يكون هناك ارتفاع واحد فقط.