يتناول مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" 3 محاور في نسخته السادسة المنعقدة في الرياض بالمملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل، ويأتي في ظل الوضع الاقتصادي المضطرب والنزاعات السياسية شرق أوروبا.
أولى هذه المحاور تتمثل في فهم النظام العالمي الجديد الذي نعيش فيه، وهو الجزء الأساسي من حوار ونقاش اليوم الأول، وفق الرئيس التنفيذي لـ"مبادرة مستقبل الاستثمار" (FII) ريتشارد آتياس في حديثه لـ"الشرق".
المحور الثاني، وفق آتياس، يتمثل في فهم المخاطر والفرص الناجمة عن أو التي ولّدها النظام العالمي الجديد، بحسب آتياس. وقال: "نرى التحوّل بين الشرق والغرب، الشمال والجنوب، نرى أن كثراً يرغبون بالاستقالة من وظائفهم، نرى مستقبل العمل يختلف، نرى معادلة طاقة جديدة، ونرى الكثير من التحديات المناخية. فيجب أن نفهم هذه المخاطر، وكل واحد منها يقدّم فرصة".
القطاعات الاستثمارية
مساعدة الأشخاص على التعرّف على وفهم الحدود الجديدة المقبلة، هو المحور الثالث للمؤتمر. فأين يرغب الأشخاص في العمل، وما القطاعات والمناطق التي يجب أن تُخصّص الاستثمارات بها، ستكون مثار الحديث في ثالث أيام المؤتمر.
يقول الرئيس التنفيذي لـ"مبادرة مستقبل الاستثمار" التي جرى إطلاقها منذ 2017: "إذا ما ساهمنا في تعزيز الفهم في هذه المجالات الثلاثة نكون قد حققنا هدفنا. إذاً نحن مجرد قائمين على حوارات عالمية وندعو إلى العمل. هذا مهم للغاية. لأن العالم يواجه الكثير من التحديات، ونود أن نترك أثراً إيجابياً على الإنسانية، من خلال جمع كل هؤلاء الناس لوضع حلول لكل التحديات التي تواجه مواطنينا".
أفاد آتياس أن المؤتمر سيضم أكثر من 500 متحدث في 180 جلسة إضافة إلى 30 ورشة عمل و4 قمم مصغرة. "النقاش سيتطرق إلى مواضيع من الأمن الغذائي إلى التكنولوجيا مروراً بصدام الأجيال ومعادلة الطاقة الجديدة وحتى زخم أفريقيا. كل هذه المواضيع إما تعالج أو تتأثر بمسألة الكلفة المعيشية وتوليد الوظائف وكيف يمكن إيجاد بيئة حاضنة إيجابية لضمان الأمن المالي لمواطنينا".
قيمة مضافة
أوضح أن الاستثمار يعني إنشاء أو توليد قيمة مضافة لجميع أصحاب المصلحة، مشيراً إلى أن ما يقوم به صندوق الاستثمارات العامة على سبيل المثال في الاستثمار بكثير من القطاعات وإنشاء العديد من الوظائف والاستفادة من الخبراء، جعل ما حققه في السنوات الخمس الأخيرة قصة نجاح إيجابية، تدفع بالكثيرين للعمل معهم ومشاركتهم هذه الاستثمارات، وأن ما يقوم به الصندوق من عمل ملهم يلهم الكثير من الأشخاص حول العالم.
المملكة تركز على قضايا الإنسانية ويتمثل ذلك بمشروع (نيوم) وهو أحد المشاريع التي ستحدث نقلة نوعية لمستقبل المملكة والتي يتم بناؤها لمستقبل الإنسانية، وكيفية العيش ضمن بيئة مستدامة، مشيراً إلى أن المملكة تقوم بشكل مستمر بإطلاق مشاريع جديدة تراعي جودة الحياة والتي تُعدّ جزءاً من الإنسانية والذي علينا مراعاته في هذه المبادرة، وفق آتياس.
تُعدّ مبادرة مستقبل الاستثمار منصة دولية رائدة في مجال الاستثمار وملتقى سنوي، تجمع المستثمرين والمبتكرين والقادة من جميع أنحاء العالم الذين يتمتعون بالقدرة على تشكيل مستقبل الاستثمار العالمي.
تهدف المبادرة إلى استغلال الفرص الاستثمارية لدفع عجلة النمو الاقتصادي، وتمكين الابتكار وتفعيل التقنيات المتقدمة، بالإضافة إلى استكشاف ومعالجة التحديات العالمية.