دعم المزارعين يثير نزاعاً عالمياً على الكاكاو

كومة من قرون الكاكاو الناضجة في مزرعة "كونسيرج للشوكولاته. منطقة باتانغ كالي. سيلانغور. ماليزيا - المصدر: بلومبرغ
كومة من قرون الكاكاو الناضجة في مزرعة "كونسيرج للشوكولاته. منطقة باتانغ كالي. سيلانغور. ماليزيا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

سعت شركة "مارس"، أيقونة الشوكولاتة الأمريكية، إلى إقصاء نفسها عن منافسيها، بعد أن اتَّهم كبار منتجي الكاكاو في العالم، هذه الشركات بمحاولة التهرُّب من دفع علاوةٍ، تهدف إلى زيادة دخل المزارعين.

وكتبت شركات "أم أند أمز"و"تويكس" و"سنيكرز" في رسالة إلى منظمي الكاكاو في ساحل العاج وغانا بأنَّها "ترفض بشكل قاطع" الادعاءات التي تقول، إنَّها غيَّرت أنماط الشراء لتجنب دفع رسوم قيمتها 400 دولار للطن الواحد، وهي ممارسة قد يكون تبناها آخرون في هذه الصناعة.

وتأتي هذه الخطوة بعد أن اتهمت دول غرب إفريقيا، التي تمثَّل نسبة 70% من الإمدادات العالمية للكاكاو، شركةَ "هيرشي" المنافسة بالضغط على سوق العقود الآجلة في نيويورك للحصول على الكاكاو، الذي لا تترتب عليه أيَّة علاوة أو زيادة.

واتهمت الدول أيضاً شركة مارس بتغيير نمط مشترياتها من زبدة الكاكاو، وشركة "أولام انترناشوينال" بتغيير وصفاتها للسبب ذاته.

وقالت ميشيل أونيل، نائب الرئيس العالمي لشؤون الشركات للكاكاو، في شركة مارس، في خطاب مؤرَّخ في 1 ديسمبر، يطلب مناقشة الأمر مع قيادة منظمي الكاكاو "في أقرب وقت ممكن": "ما نزال قلقين للغاية من هذه الاتهامات الكاذبة، التي قد تكون صحيحة بالنسبة لشركات أخرى في هذا المجال، إلا أنَّها لا تعكس بأيِّ حال من الأحوال وضع شركة مارس".

وكانت دول ساحل العاج وغانا، قد بدأت في تحصيل رسوم كبيرة لحبوب الكاكاو، منذ شهر أكتوبر وبداية الموسم. وصحيح أنَّ معظم التجار، وصانعي الشوكولاتة، قد اتفقوا على دعم ما يسمى بفارق الدخل المعيشي الذي يهدف إلى تحسين مستوى عيش المزارعين، لكنَّ الجائحة التي أغلقت المدن من باريس إلى لوس أنجلوس، أجبرت الكثيرين إلى خفض التكاليف.

وأوردت شركة مارس في رسالتها، بأنها كانت من أوائل شركات الشوكولاتة التي دعمت علناً هذه العلاوات، وأعلنت منذ أكثر من عام أنَّها بدأت عمليات الشراء لموسم 2020-2021.

زبدة الكاكاو

وقالت الشركة، إنَّ زبدة الكاكاو الأخيرة التي اشترتها، كانت جزءاً من عمليات شراء منتظمة ومتكررة، تتماشى مع إمداداتها، وأصول حبوب الكاكاو التي استخدمتها خلال السنوات الثلاث الماضية.

وصرَّحت الشركة في بيان منفصل: "كنا أول شركة شوكولاتة تدعم علناً علاوات فارق الدخل المعيشي، ونحن نشعر بخيبة أمل تجاه آخرين في هذه الصناعة، اختاروا مؤخراً التوجُّه نحو طرق شراء مختلفة".

وأضافت: "يجب على جميع مصنعي الشوكولاته ومورديها، أن يحذوا حذونا، ويدعموا علاوات فارق الدخل المعيشي، ليزدهر مزارعو الكاكاو، فضلاً عن الاستثمار في برامج الاستدامة لحماية الأطفال، والغابات، والشراء المسؤول والمستدام للكاكاو".

وكانت ساحل العاج وغانا، قد علقتا برامج الاستدامة الخاصة بشركة "هيرشي" في البلاد، والبرامج الخاصة بأيِّ طرف ثالث يعمل نيابة عن الشركة التي يقع مقرُّها في ولاية بنسلفانيا. كما هددا بتعليق تراخيص الشركات التي لا تمتثل لهذا الأمر.

وقالت جودي جانيس، رئيسة شركة "جي غينز كونسالتينغ"،ومراقبة الأسواق لأكثر من 30 عاماً، والموظفة السابقة في شركة "ميريل لينش": "من المحزن أنَّه عندما تسعى جميع الأطراف المعنيَّة بالفعل لتحقيق النتيجة نفسها، وهي رفع مستوى معيشة المزارعين، يتحوَّل الأمر في نهاية المطاف إلى انقسام شديد بدلاً من التعاون وضَربِ مُثُلٍ عليا".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات