قرار روبرت مردوخ بالتنحي عن منصب رئيس مجلس إدارة "نيوز كورب" (News Corp) و"فوكس كورب" (Fox Corp)، وإفساح المجال لابنه الأكبر لاكلان، يكتب الفصل الأخير لحقبة في عالم الإعلام، وهي عصر بارونات الصحافة. أو بالأحرى يمثل بداية لنهاية عصر يصعب فيه تصديق أن مردوخ المتقاعد سيكرس بقية حياته بالكامل لفن "دفع الأقراص".
يُعد مردوخ الشخصية المعاصرة الوحيدة التي يمكن التحدث عنها بالتزامن مع الحديث عن بارونات الصحافة العظماء من العهود الزمنية السابقة: أمثال ألفريد هارمسورث، نابليون فليت ستريت، الذي أدخل صحافة "التابلويد"؛ ووليام راندولف هيرست، الذي أتقن فنون الإثارة والسلاسة والترويج للحرب؛ واللورد بيفربروك، الذي تنافس مع هيرست في حماسه لطمس الخط الفاصل بين نقل الأخبار وصناعتها.
"مردوخ" يتخلى عن خطط اندماج "فوكس" و"نيوز كورب"
إذا كان هيرست قدّم للعالم شخصية "سيتيزن كين" في رواية "أورسون ويلز"، وشخصية اللورد كوبر من رواية "بيفربروك إيفلين و"، قدّم مردوخ شخصية "لوغان روي"، المتسلط ورمز الخلل الأُسري.
كان بارونات الصحافة المعاصرون لمردوخ لاعبين محدودين مقارنة به، إما بسبب أنهم فشلوا في مجاراة النطاق العالمي الذي حققه أو لأنهم تدهورت بهم الأحوال. اقترب كونراد بلاك من طموحات مردوخ العالمية من خلال إمبراطورية امتدت من بريطانيا، حيث كان يمتلك صحيفتي "التلغراف" و"سبكتاتور"، لتصل إلى إسرائيل وكندا والولايات المتحدة، لكن انتهى به الأمر في السجن بتهمة الاحتيال عبر البريد وعرقلة العدالة (أصدر دونالد ترمب عفواً عنه لاحقاً). وانتحر روبرت ماكسويل بعد إفلاس شركاته ومداهمة صناديق التقاعد التي كان يملكها.
أما الأخوان باركلي، اللذان يمتلكان أيضاً "التلغراف" و"سبكتاتور"، فلم تسعهم سوى بريطانيا، وأصبحت إمبراطوريتهما الآن في أيدي جهات مسؤولة عن إدارة ديونهما. من المؤكد أن آرثر غريغ سولزبيرجر يتمتع بسلطة هائلة باعتباره العضو السادس في عائلة أوكس-سولزبيرغر الذي يعمل كناشر لصحيفة "نيويورك تايمز"، ولكن مع كل التقدير لسولزبيرجر الابن، فهو ليس روبرت مردوخ.
ربما كان الشخص الوحيد الذي اقترب من مردوخ هو أكسل سبرينغر، المالك اللامع لكل من "بيلد" (Bild) و"دي ويلت" (Die Welt) (ومع ذلك، في حين وُصف سبرينغر كثيراً بأنه النسخة الألمانية من مردوخ، "لا أحد يشير إلى مردوخ على أنه "الأسترالي أكسل سبرينغر".
مسايرة ثورة الإعلام الجديد
قلما سنجد بارونات آخرين بعالم الصحافة في المستقبل. فقد تحولت ثورة المعلومات إلى ما هو أبعد من الصحيفة إلى شيء أكثر غموضاً- يتمثل في تيار العناوين الرئيسية والصور، والنقر ومحتوى سريع يتم تحديثه كل ثانية، وليس مرة واحدة في اليوم.
عمالقة المعلومات مثل "غوغل" و"فيسبوك" يختطفون المعلنين والقراء من الصحف التقليدية (وبحسب انتقاد مردوخ لها، فهي منصات تختطف محتواها أيضاً). صحيح أن عدداً قليلاً من الأباطرة ما زالوا يبدون اهتماماً بوسائل الإعلام المطبوعة— حيث يمتلك جيف بيزوس صحيفة "واشنطن بوست" وتمتلك لورين باول جوبز، وهي أرملة ستيف جوبز، حصة مسيطرة في صحيفة "ذا أتلانتيك".
لكن بالنسبة للجزء الأكبر، هذه هي العلامات التجارية الفاخرة التي يسيطر عليها الناس الذين خصصوا أموالهم في مجال آخر بدلاً من ضخها في إمبراطورية مالية.
تعود ملكية "الغارديان" إلى صندوق يهيمن عليه أصحاب الجاه والمال (صندوق سكوت)، وتمتلك "فايننشال تايمز" شركة يابانية غير معروفة نسبياً (نيكي إنك).
في عام 2021، لجأ أقل بقليل من نصف البالغين الأميركيين إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار، فقد أظهرت دراسة لاحقة بالمملكة المتحدة أن معظم الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً يحصلون على أخبارهم من وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة "تيك توك"، وليس "المنصات القديمة”.
امتلك مردوخ قوة غاشمة من خلال امتلاك الصحف. لم يفرض فقط أجندة "ثاتشيرية" (حديدية) واضحة على إمبراطوريته الآخذة في التوسع من الصحف— ربما لم يتم إرسال مذكرة أيديولوجية للمحررين، لكنهم كانوا يعرفون ما الذي عيّنهم وما الذي أقالهم. كان يحب ممارسة الهيمنة والنفوذ. غازل توني بلير لسنوات قبل أن يلقي بثقله خلفه لدعمه، ودعاه في عام 1995 للقيام برحلة طويلة إلى جزر هايمان بأستراليا، لحضور مؤتمر أقامته "نيوز كورب" هناك. في الآونة الأخيرة، كتب ريشي سوناك خطاب استقالة من حكومة بوريس جونسون، ولكن المديرين التنفيذيين لدى روبرت مردوخ أقنعوه بالاستمرار.
"نيوز كورب" تقول إن الصين وراء اختراق إلكتروني لأنظمتها
جرأة البارون
أقدم روبرت مردوخ خلال عقد الثمانينيات أيضاً على شيء لم يجرؤ أي بارون في عالم الصحافة على فعله- حيث حرر صناعة الصحف من قبضة الدمار لنقابات الطباعة. نتيجة قدرة النقابات على إيقاف المطابع، كانت الصحف، على حد وصف كاتب العمود برنارد ليفين، "تصدر في ظروف جمعت بين مضرب الحماية واللجوء المجنون"، والتي كانت متخمة بشكل كبير بالعمالة وتدمرها الممارسات الفاسدة. أدرك مردوخ بشكل أكثر وضوحاً من أي شخص آخر أن مزيجاً من التكنولوجيا الحديثة والتفكير المستقبلي يمكن أن يحل المشكلة إلى الأبد، حيث كانت لديه الشجاعة للتغلب على شيطنة المؤسسات وكذلك حزب العمل.
نقل صحفه من "فليت ستريت" إلى "وابينغ"، وقطع المفاوضات مع النقابات، وصمد أمام إضراب استمر لمدة عام تعرض مقره الرئيسي خلال هذه الفترة لحصار من قبل 5 آلاف مهاجم، كانوا يقذفونه بالمواد الحارقة، ويرددون هتافات: "احرقوا.. احرقوا.. احرقوا اللقيط"، وانتهى الأمر أكثر اقتناعاً من أي وقت مضى بأن المواجهة بدلاً من الاسترضاء هي الطريق إلى إنهاء ذلك.
دشنت هذه الخطوة العصر الذهبي الأخير لصناعة الصحف، مع إطلاق العنان للتكنولوجيا المبتكرة وتدفق عائدات الإعلانات. بحلول بداية عام 1987، انخفض عدد عمال الطباعة من أكثر من 2000 إلى 570 عاملاً، وكانت المطابع الجديدة تنتج 33 مليون صحيفة في الأسبوع. قدّر دريكسيل بورنهام لامبرت أن الانتقال إلى "وابينغ" زاد من قيمة إصدارات صحفه الأربعة في لندن، من 300 مليون دولار إلى مليار دولار. صحيفة "الإندبندنت" -وهي أول صحيفة جديدة عالية الجودة منذ عقود وتشكل تحدياً مباشراً لـ"التايمز" التابعة لمردوخ- لم تكن لتتمكن من الانطلاق من دون سياسات مردوخ الحديدية.
النظرة المحافظة.. كلمة السر
ما الذي صنع مجد مردوخ كبارون في عالم الصحافة؟ يكمن نصف الإجابة عن هذا السؤال في وجهات نظره المحافظة بشدة. فالعديد من المليارديرات يتبنّون وجهات نظر عالية المكانة بالنسبة إلى المؤسسات الليبرالية التي يصنعونها.
حافظ مردوخ على إخلاصه لغرائزه. قال نورمان أنجيل، ذات مرة، إن هارمسورث يمتلك العقل المشترك بدرجة غير شائعة. وهذا ينطبق أيضاً على رجل وصفته "برايفت آي" أنه "الحفار القذر".
وصف تشارلز كراوثامر نجاح مردوخ مع "فوكس نيوز" بالقول إنه اكتشف "سوقاً متخصصة في مجال البث الأميركي-نصف الشعب الأميركي". هذا ينطبق أيضاً على الصحف التي يملكها، لا سيما الصحف البريطانية، التي قدمت نموذجاً لـ"فوكس".
النصف الآخر من الإجابة يكمن في تذوقه للرأسمالية. كان مردوخ تجسيداً لروح الرأسمالية كما وصفها كارل ماركس- دائماً في حالة حركة واستعداد لتدنيس كل ما هو مقدس. (عندما كان طالباً في أكسفورد، كان لدى مردوخ الشاب تمثال نصفي للمفكر لينين فوق الرف). جازف بمخاطر كبيرة في سعيه الدؤوب لتحقيق صفقة تالية. في عام 1990، كانت إمبراطوريته على أعتاب الانهيار حيث حاول يائساً تمديد سداد دين بقيمة 7.6 مليار دولار تحمله في محاولة ليصبح أكبر قطب إعلامي في العالم.
كما ارتكب بعض الأخطاء، شأنه شأن جميع رواد الأعمال العظماء، كان بإمكانه استخدام صحيفة "وول ستريت جورنال" لسحق "فايننشال تايمز" كصحيفة اقتصادية عالمية، ولكن بدلاً من ذلك، شأنه شأن النخبة الليبرالية إلى حد كبير، ركز على تحدي صحيفة "نيويورك تايمز". ومع ذلك، كانت آلة الحركة الدائمة هذه قادرة أيضاً على الاستثمار على المدى الطويل: بفضل حملة تحفيز ناجحة للمشتركين (3.78 مليون منهم، 84% أصبحت رقمية خالصة)، تبلغ قيمة المجلة نحو 10 مليارات دولار، أي أكثر مما كانت عليه عندما اشتراها في عام 2007 لما كان ينظر إليه عموماً على أنه رقم مبالغ فيه قدره 5.6 مليار دولار; وبفضل استثماره المستمر في التكنولوجيا الرقمية، تحولت صحيفتا "التايمز" و"صنداي تايمز" من خسارة قدرها 70 مليون دولار في عام 2009 إلى ربح بـ73 مليون دولار في 2022.
هل أفاد الصحافة فعلياً؟
السؤالان الأكثر صعوبة بشأن مردوخ، بارون الصحافة، يتمثلان فيما إذا كان أفاد الصحافة، والأهم من ذلك، ما إذا كان أفاد المجتمع ككل. وُلد مردوخ في زمن حبر الطباعة، باعتباره ابن مواطن أسترالي كان يعمل في الصحافة. تمثل الصحف قلب إمبراطوريته- حيث بدأ مسيرته المهنية في سن الـ21 عاماً من خلال الاستحواذ على صحيفة "ذا نيوز"، الناطقة باسم أديلايد، عندما توفي والده، وكان قد اشتراها منذ ذلك الحين. قاده شغفه بالطباعة إلى متابعة صحيفة "وول ستريت جورنال" بالدافع نفسه الذي جعل شخصية "القبطان أهاب" يلاحق حوته.
يستمتع مردوخ بصحبة الصحفيين- لا سيما من يعتبرهم أنهم "صحفيون بحق" ويؤمنون بالقصص العاجلة، بدلاً من إنتاج قصص متخمة بالفضيلة ومصممة لإثارة إعجاب أعضاء لجنة التحكيم في جائزة "بوليتزر". يشهد الأشخاص الذين عملوا معه على اهتمامه وشغفه بالأخبار والتعاطف المذهل مع الزملاء الذين يتعرضون لوعكات صحية.
رفض طلباً لإليزابيث هولمز بمنع نشر صحيفة "ذا جورنال" التي كشفت أزمة شركة "ثيرانوس" (Theranos)، المملوكة له والمتخصصة في فحوصات الدم، على الرغم من أنه أصبح أكبر مستثمر في الشركة في عام 2015 من خلال استثمار أموال بقيمة 100 مليون دولار بها. شأنه شأن شخصية هارمسورث، فهو يرى أن "الأخبار شيء يريد شخص ما قمعه. وكل شيء آخر فهو دعاية".
مع ذلك، فالجدل ضده له ما يبرره، ذلك أنه ضحى بمعايير صحفية في سعيه وراء الإثارة والانتشار. ففي الوقت الذي أشاد فيه أوبيرون، نجل إيفلين وو، بـ"التاجر ذي الكعب والصدر المشعرين من أستراليا" لإنقاذه الصحف البريطانية من سطوة النقابات، إلا أنه انتقده لحظره الكحول في "وابينغ".
قال في هذا الصدد: "السكارى الأحرار ينتجون صحيفة أفضل من العبيد المتيقظين. يمكن أن يُغفر لمردوخ قيامه باستبدال عدد من الكوادر الرائعة الأقل انتقاداً وتعثراً، والذين كانوا يحررون "التايمز" و"صنداي تايمز"، أمثال تشارلز دوغلاس هوم وهارولد إيفانز، بشخصيات أكثر مشاكسة مثل تشارلي ويلسون، المعروف باسم "آلة ركل المؤخرة"، وزميله في غلاسكو، أندرو نيل. هيمنت "التايمز" في هذا المضمار. ولكن من المستحيل أن تُغفر تصرفات صحفه.
اقتحام الخصوصية
في عام 1969، برر قراره بشراء "نيوز أوف ذا وورلد" نزولاً على رغبة والدته، بأنها أعربت عن قلقها من أن البريطانيين الفقراء يجب أن يحظوا بمثل هذا الترفيه لأن حياتهم كانت بائسة للغاية. لكن استعداده لإنقاذ البريطانيين من حياة البؤس من خلال صحيفة ترفيهية أسفر عن أهوال لا حصر لها بشكل متزايد: حيث اقتحمت الخصوصية، وكان الأمر الأكثر فظاعة في هذا الصدد عندما تمكن موظفو مردوخ بشكل غير قانوني من الاطلاع على رسائل البريد الصوتي للطالبة المقتولة ميلي داولر؛ وشنّ حملة استهدفت العائلة المالكة سمحت باقتحام الكثير من أضواء الرونق الملكي؛ وثقافة الاستغلال الجنسي التي قادت صحيفة "ذا صن" إلى منح راسل براند لقب "أشعث العام" لثلاث سنوات متتالية.
يشير ذلك إلى الحجة ضد تأثيره على المجتمع ككل. لا شك أن التوليفة التي يحظى بها مردوخ، من حماس للرأسمالية وازدراء للقيم التقليدية، كانت منطقية عندما اقتحم المشهد العالمي في عام 1970.
وصل الإجماع "الكينزي" إلى حدوده القصوى. عادة ما تؤدي مساعي المؤسسة لاسترضاء النقابات إلى الإضرار بالاقتصاد. كانت الصحافة بحاجة إلى التكيف مع ثورة العقد السادس من القرن الماضي فيما يتعلق بالأخلاقيات.
لكن مع مرور الوقت، أصبح الجانب السلبي لنظرة مردوخ "المانوية" (وهو مذهب فلسفي يعتقد بأن الخير والشر وجهان لعملة واحدة) للعالم أكثر وضوحاً. وبدلاً من تدمير المؤسسة، أنتجت ثورة ريادة الأعمال مؤسسة عالمية جديدة من كبار رجال الأعمال غير الخاضعين للمساءلة. بالإضافة إلى تحريرنا من الأعراف التي عفا عليها الزمن، كبّدتنا الثورة الجنسية تكلفة باهظة، تمثلت في انهيار الأسرة والسلوك الأناني.
مردوخ الآن في خطر أن يصبح ضحية تحمل اثنين من المشاعر العظيمة. تقوم الرأسمالية بتهميش صحفه المفضلة سعياً وراء الحصول على المزيد من النقرات والمشاركات والمحتوى الذي ينشئه المستخدمون. بدلاً من مساءلة الأقوياء، فإنهم يهتمون بتحيزات جمهورهم، ويتجاهلون الحاجة ليس فقط للعاملين في مجال الطباعة، ولكن أيضاً للصحفيين أنفسهم. كذلك، فإن الشعبوية خارج نطاق السيطرة. يتعرض مردوخ للانتقاد بوجه حق وذلك لمشاركته في إطلاق العنان للشعبوية الأميركية من خلال إنشاء "فوكس نيوز"، والتي تُعد الاستثمار الأكثر نجاحاً بالنسبة إليه. لكن الشبكة نشرت أيضاً قوى لا تتناسب دائماً مع نظرته للعالم: المتمثلة في الانعزالية في السياسة الخارجية، ومناهضة الهجرة، ودعم الحكومة الكبيرة، وقبل كل شيء، دعم ترمب. أما الآن، فقد انقلب السحر على الساحر.
في ذروة فضيحة اختراق الهواتف، عندما استُدعي مردوخ للإدلاء بشهادته أمام لجنة اختيار مجلس العموم، كتب كونراد بلاك مقالة في صحيفة "فايننشال تايمز" واصفاً فيها مردوخ بأنه "رجل شرير من الدرجة الأولى". نجاحه في إنهاء سطوة نقابات الإصدارات المطبوعة ودفع الصحافة المطبوعة إلى عصرها الذهبي يؤهله لأن يكون رجلاً عظيماً. لكن استعداده لتأجيج قوى ترمب على مر السنين يبرر بلا شك أنه "شرير". السؤال الكبير الذي يخيّم على الولايات المتحدة، مع دخولها الانتخابات المقبلة، وفي الواقع على العالم كله، مع مرور شعبوية ترمب بمراحل قوية وتحولات، سيكون أن درجة من "الشر" ستكون "الشر" نفسه.