إلى أي مدى يمكن للمستهلكين تحمل التضخم؟ اسأل "نستله"

الأمر لا يدعو للذعر - المصدر: بلومبرغ
الأمر لا يدعو للذعر - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

أصبحت "نستله"، أكبر منتج للمواد الغذائية في العالم، أحدث شركة تنضم لنادي "من يصرحون سراً بأنَّ التضخم ليس سيئاً لهذه الدرجة".

قالت شركة المنتجات الاستهلاكية السويسرية العملاقة، الأربعاء، إنَّها تتوقَّع بلوغ نمو المبيعات الأساسية للعام بأكمله 8%، عند الحد الأقصى لتوقُّعاتها السابقة، وأبقت التوقُّعات المستقبلية لهامش التشغيل عند مستوى 17% تقريباً.

برغم أنَّ هذه التوقُّعات ليست مبهرة بالقدر نفسه مثل شركة "بيبسي كو"، التي رفعت توقُّعاتها لنمو المبيعات والأرباح للعام بأكمله الأسبوع الماضي على حد سواء؛ تجنّبت "نستله" المشكلة التي واجهتها السلع الاستهلاكية في وقت سابق من العام، حينما تمكّنت الشركات من رفع توقُّعاتها للمبيعات، لكنَّ القليل من أنشطتها هبط إلى الحد الأدنى من التوقُّعات. بل إنَّ "نستله" خفّضت توقُّعاتها لهامش الأرباح في يوليو.

علامة تجارية قوية

حافظت شركة "بروكتر آند غامبل" يوم الأربعاء على نظرتها المستقبلية لنمو المبيعات الأساسية للسنة المالية بأكملها، التي تبلغ 3%-5%، لكنَّها حذرت من أنَّ قوة الدولار قد تعني أنَّ نصيب السهم من الأرباح سينخفض إلى الحد الأدنى.

يدعم أداء "نستله" مؤخراً قوة الشركات التي تملك علامة تجارية قوية عندما يتعلق الأمر بإقناع المستهلكين بدفع المزيد. لكن كما قلت بشأن "بيبسي كو" الأسبوع الماضي، مع استمرار ارتفاع الأسعار؛ السؤال هو إلى أي مدى قد يستمر ذلك؟.

في الوقت الحالي، ما يزال المتسوقون يشترون طعام الحيوانات الأليفة "بورينا" وقهوة "ستاربكس" لصنعها في المنزل. رفعت "نستله" أسعارها 7.5% خلال الأشهر التسعة حتى 30 سبتمبر، في حين زادت من حجم الإنتاج بنسبة 1%.

مبيعات "نستله"

تعتبر "نستله" محظوظة لأنَّها تبيع الكثير من المنتجات التي تُعتبر من الأولويات لدى الناس، مثل طعام الحيوانات الأليفة والقهوة، إذ يمثلان نحو 40% من المبيعات مجتمعَين. يضع ذلك الشركة في موقف أقوى من الشركات التي تبيع منتجات يمكن استبدالها بسهولة أكثر، مثل المواد الغذائية ومنتجات الألبان التي تُستخدم بشكل يومي.

اقرأ أيضاً: أكبر زيادة في الأسعار منذ عقود ترفع إيرادات "نستله" 8% هذا العام

مع ذلك، هناك بعض العوامل التي يجب ملاحظتها، حيث ارتفعت زيادات الأسعار في الربع الثالث بنحو 9.5%. وانخفض حجم البضائع المبيعة قليلاً بنسبة 0.2%. ما يزال الأمر مذهلاً، خصوصاً عند مقارنته بالفترة نفسها من العام الماضي، عندما عزز اعتياد البقاء في البيت المبيعات، وأخذت الأسعار في الارتفاع. هذا العام، عانت "نستله" أيضاً من بعض قيود الإمداد، مثلما حدث مع طعام الحيوانات الأليفة. لكن إلى أي مدى سيتحمّل المستهلكون التضخم؟.

ارتفاع الأسعار

من المتوقَّع أن تواصل الأسعار ارتفاعها، إذ لا يوجد تحسن في تكلفة السلع الأساسية. في الواقع، مع ارتفاع أسعار الطاقة، ازداد الموقف سوءاً. لن يكون التصعيد بنفس القدر الذي مرت به الزيادات بالفعل، فأسعار منتجات شركة "نستله" ارتفعت فعلياً من صفر إلى 10% خلال عامين، لكن أي زيادة مقبلة تأتي في فترة تزداد فيها قتامة التطلعات المستقبلية للمستهلكين، خصوصاً في أوروبا.

ارتفع التضخم في المملكة المتحدة 10.1% في سبتمبر، والغذاء عامل كبير في هذه الزيادة، برغم أنَّ البلاد تشكل جزءاً صغيراً من نشاط "نستله"، إذ مثلت 3.9% من حجم المبيعات في 2021.

يتجه العديد من المتسوقين الأوروبيين بالفعل إلى العلامات التجارية الخاصة بمتاجر السوبرماركت. متجرا "ألدي" (Aldi) و"ليدل" الألمانيان اللذان يقدّمان تخفيضات ويبيعان منتجات خاصة بهما بشكل أساسي؛ يجذبان المزيد من المستهلكين. قد يتسارع شراء المنتجات الأرخص في أوائل العام المقبل، حيث يؤثر ارتفاع فواتير الطاقة في المنازل خلال موسم الشتاء سلباً على القوة الشرائية.

قلق أكبر

تباطأت المبيعات أيضاً في وحدة قهوة "نسبريسو" (Nespresso) الخاصة بـ"نستله". برغم ارتفاع الأسعار 4.9% في الشهور التسعة الأولى، انخفض حجم الإنتاج 1.9%. قد يعكس ذلك تباطؤاً بعد الازدهار الذي شهدته فترة الجائحة، إذ دفع معدلات النمو للارتفاع 11%-12%، أي أكثر من ضعفي مستوى التوسع قبل الجائحة.

اقرأ أيضاً: "نستله" تنافس في مجال الحليب النباتي

مع اضطرارهم للبقاء في البيوت؛ أصبح الناس يصنعون قهوتهم بأنفسهم. لكن بعدما عاد الكثيرون منهم إلى العمل من مكاتبهم، أصبحوا يشترون قهوتهم من محلات القهوة.

القلق الأكبر يتمثل فيما إنْ كان التباطؤ في مبيعات "نسبريسو" يعكس خفض الطبقة المتوسطة المضغوطة لإنفاقها. في الولايات المتحدة، انتشر انزعاج المستهلكين من الأسر الأكثر فقراً إلى تلك الأكثر ثراءً. في الجانب الآخر من المحيط، يمكن لارتفاع أسعار الرهن العقاري، بالإضافة إلى عكس التخفيضات الضريبية المخطط لها في المملكة المتحدة، أن تضر فئة المتسوقين التي اعتادت شراء قهوة "نسبريسو".

الإنفاق مستمر

برغم ذلك، في الوقت الحالي، يحافظ المشترون على هدوئهم ويواصلون الإنفاق.

لم تتغير أسعار أسهم "نستله" كثيراً الأربعاء. لكن بمعيار سعر السهم إلى الأرباح مستقبلاً، يجري تداول الأسهم بعلاوة سعرية مقارنة بشركتي "يونيليفر" و"دانون"، وعلى قدم المساواة مع واحدة من أقوى مجموعات السلع الاستهلاكية في العالم؛ "بروكتر آند غامبل".

لذلك؛ فالمستهلكون ليسوا الوحيدين الذين يدفعون ثمن المرونة التي ولّدها كل التعلق بالحيوانات الأليفة وإدمان "الكافيين" خلال الجائحة.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك