تواجه شركة "ستيلانتيس" احتمال وقف عملياتها لتصنيع السيارات في الصين، وسط تفاقم حدة التوترات الجيوسياسية بين واشنطن وبكين وتنازل الشركات الغربية المصنّعة عن حصتها في السوق الصينية للاعبين محليين.
قال الرئيس التنفيذي للشركة، كارلوس تافاريس، يوم الإثنين، إنَّ الشركة المصنّعة لسيارات "بيجو" و"ستروين"، قد تطبق استراتيجية "تخفيف الأصول الرأسمالية" لتلك العلامات التجارية في أكبر سوق للسيارات على مستوى العالم. وفي وقت سابق من هذا العام، استخدم تافاريس التعبير ذاته لوصف قرار "ستيلانتيس" بالانسحاب من مصنع "جيب" الوحيد للشركة في البلاد.
قال تافاريس للصحفيين في معرض باريس للسيارات: "إذا تابعنا العمل بهذه الاستراتيجية - وهي استراتيجيتنا للوقت الراهن - فلن نحتاج إلى مصانع في الصين.. وأنا متأكد من إمكانية الاستغناء عنها". وأضاف أنَّه يمكن للشركة عوضاً عن ذلك استيراد سيارات مصنّعة في أوروبا أو الولايات المتحدة".
منافسة محلية
تدرس "ستيلانتيس" خروجاً محتملاً، خصوصاً أنَّ العلامات التجارية الأجنبية الأقوى في صناعة السيارات واجهت صعوبات في المحافظة على مكانتها في السوق الصينية، مما أثار تساؤلات حول مستقبلها على المدى البعيد في الدولة، فيما باتت الأعمال التجارية للشركات من أمثال "ستيلانتيس" و"فولكس واجن" و"جنرال موتورز" أكثر صعوبة في ظل طرح الشركات المصنّعة المحلية، بما فيها "بي واي دي" و"جيلي أوتوموبيل هولدينغز"، لمجموعة كبيرة من طُرز السيارات الكهربائية.
مبيعات "تسلا" القياسية تقود طفرة السيارات الكهربائية في الصين
قالت علامة "أوبل"، المملوكة لـ"ستيلانتيس" الشهر الماضي، إنَّها أوقفت بصفة مؤقتة عمليات توسع خُطط لها في الصين. وجد مشروع "جيب" المشترك الممتد منذ 12 سنة مع مجموعة "غوانزو أوتوموبيل غروب" صعوبة كبيرة لاكتساب الشعبية في الصين، قبل أن تعلن الشركة الأم عن الانسحاب في يوليو الماضي. انتقدت "جاك غروب" (GAC Group) المملوكة للدولة قرار شريكتها بالاعتماد فقط على الواردات عقب عدم تمكّن الطرفين من التوصل إلى اتفاق حول زيادة "ستيلانتس" لحصة ملكيتها في مشروعهما المشترك.
يأخذ المصنّعون بالحسبان، وبصورة متنامية، ما حدث جراء الحرب في أوكرانيا، ويدرسون ما إذا كانت قائمة العقوبات الآخذة في الازدياد باستمرار، والتي تستهدف روسيا، ستنطبق بطريقة مماثلة على الصين إذا فرضت وجودها في تايوان.
اتجاه معاكس
تواصل شركات صناعة سيارات أخرى الاعتماد بقوة في عملياتها على الصين. فقد بدأت شركة "بي أم دبليو" الألمانية تحويل إنتاج سيارات "ميني" الهاتشباك الكهربائية من المملكة المتحدة إلى المقاطعة الشرقية جيانغسو، وستُجمّع أيضاً سيارة رياضية صغيرة في البلاد عبر شراكتها مع شركة "غريت وول موتور".
تتفاقم المخاوف من إحراز شركات تصنيع السيارات الصينية تقدّماً فعلياً في أسواق أوروبا التنافسية . أشار تافاريس، الذي ألقى باللائمة على التدخل السياسي في قرار "جيب" المملوكة لـ"ستيلانتيس"، يوم الإثنين، إلى أنَّه يتعين على السلطات الأوروبية أن تفرض قيوداً مماثلة لتلك التي تتعرض لها شركات تصنيع السيارات الأجنبية في الصين.