حققت شركة "بوينغ" 81 مليون دولار نقداً من عملياتها خلال الربع الثاني، ما يعكس بحدة مسار استخدامها للنقد بشكل كبير في وقت سابق من هذا العام، حيث كثفت شركة تصنيع الطائرات عمليات تسليم طائرات "737 ماكس" المربحة للغاية.
تجاوز هذا الأداء توقعات "وول ستريت"، حيث توقع المحللون أن تنفق عملاقة التصنيع 343 مليون دولار، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ". وقال ديف كالهون، الرئيس التنفيذي لـ"بوينغ" للموظفين في مذكرة، أمس الأربعاء، إن ذلك يضع الشركة على المسار الصحيح لتوليد تدفق نقدي حر على أساس سنوي لأول مرة منذ عام 2018.
ذكر "كالهون" في المذكرة: "حتى ونحن نتنقل في بيئة صعبة، فإننا نحرز تقدماً عبر البرامج الرئيسية ونبدأ في تحقيق إنجازات مهمة".
ارتفعت أسهم الشركة 3.1% اعتباراً من الساعة 8:28 صباحاً قبل بدء التداول المنتظم في "بورصة نيويورك". وكانت أسهم "بوينغ" هوت 23% هذا العام حتى إغلاق يوم الثلاثاء الماضي.
يتطلع المستثمرون إلى ظهور إشارات على أن شركة التصنيع الأميركية بدأت في الخروج من سنوات الخسائر وتعطل العمليات التي أدت إلى تآكل مخزونها النقدي وتركتها مثقلة بالديون. وتواجه "بوينغ" ضغوطاً متزايدة لإصلاح ميزانيتها، وتساؤلات حول ما إذا كانت ستحتاج إلى بيع الأسهم لسداد الديون وتمويل طائرتها الجديدة في نهاية المطاف.
لا يزال يتعين على "بوينغ" القيام بالكثير من العمل قبل اكتمال تحولها المالي والتشغيلي. وقالت الشركة التي يقع مقرها في "أرلينغتون" بولاية فرجينيا، في بيان، إن التكاليف الزائدة على عقود كبسولة الفضاء "ستارلاينر" (Starliner) والطائرة المسيرة المخصصة للتزود بالوقود جواً "أم كيو-25" أدت إلى وجود رسوم محاسبية بقيمة 240 مليون دولار.
فقدان الأرباح
كانت عائدات "بوينغ" في الربع الثاني البالغة 16.7 مليار دولار، والخسارة الأساسية في سهمها البالغة 37 سنتاً للسهم، أسوأ مما توقعه المحللون. منذ بداية عام 2021، لم تماثل أرباح الشركة إجماع التوقعات في كل الأرباع باستثناء ربع واحد.
ستكون خطة "بوينغ" للتعافي، وطائرتها الأحدث "بوينغ 777 أكس"، ومساعيها للحصول على رخصة لطائرة "ماكس 10"، في بؤرة الاهتمام، وستكون استراتيجية رأس المال الخاصة بصانعة الطائرات في دائرة الضوء أيضاً مع انخفاض السيولة النقدية للشركة واستثماراتها في الأوراق المالية القابلة للتداول بمقدار 900 مليون دولار عن الربع السابق لتصل إلى 11.4 مليار دولار.
قال جورج فيرغسون، المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس" خلال مقابلة قبل إعلان النتائج، إن النقد لا يزال هو أهم مقياس للشركة، خاصة بالنسبة للمستثمرين القلقين من أن أسهمهم قد تضعف في نهاية المطاف، وأضاف: "يتمحور الضجيج في السوق حول ما إذا كان عليهم إصدار أسهم... هذا يبقي السهم تحت الضغط".
أشار "فيرغسون" إلى أن إرساء إيقاع ثابت لعمليات تسليم "ماكس" تعد خطوة أولى جيدة لتوليد النقد. كما أن استئناف تسليم طائرات "787 دريملاينر" ذات الهيكل العريض، الذي تم إيقافه إلى حد كبير منذ أواخر عام 2020، سيبدأ أيضاً في تحرير مليارات الدولارات المقيدة في مخزون الشركة من الطائرات التي لم يتم تسليمها.
بحسب "كالهون" فإن فريق طائرة "بوينغ 787" حالياً "في المراحل الأخيرة من الاستعداد لاستئناف عمليات التسليم". وبعد هذا الإنجاز الهام، تخطط "بوينغ" لزيادة إنتاج طائرتها النفاثة عريضة البدن تدريجياً ليصل إلى وتيرة شهرية تتكون من خمس طائرات.
تكافح "بوينغ" مثل نظيراتها الصناعية العالمية بسبب النقص في قطع الغيار والعمالة، ما جعل الموردين يكافحون لمواكبة الوتيرة. وساهمت هذه الضغوط، إلى جانب ارتفاع معدلات التضخم، في خسائر في العقود العسكرية ذات السعر المحدد التي فازت بها الشركة بالمزايدة بأسعار قريبة من التكاليف في العقد الماضي.
"تكاليف أعلى"
تراجعت الأرباح من العمليات في قسم الدفاع والفضاء في "بوينغ" بنسبة 93%، أي أقل 71 مليون دولار عن العام السابق، حيث سجلت الشركة رسوماً قدرها 147 مليون دولار بسبب "ارتفاع التكاليف لتلبية متطلبات فنية معينة" لبرنامج "أم كيو-25". وتكبدت الوحدة أيضاً تكاليف بلغت 93 مليون دولار يرجع سببها جزئياً لرحلة كبسولة "ستارلاينر" الفضائية في وقت سابق من هذا العام.
من جهة أخرى خفضت وحدة الطائرات التجارية في "بوينغ" خسائرها التشغيلية إلى 242 مليون دولار مقابل 472 مليون دولار في العام السابق. وكان أداء قسم الخدمات العالمية أفضل، حيث قفزت أرباحه التشغيلية 37% لتصل إلى 728 مليون دولار.
انخفضت الأرباح التجارية الربع سنوية للشركة بمقدار 283 مليون دولار بسبب تكاليف الإنتاج غير العادية الناجمة عن انخفاض إنتاج "787 دريملاينر". ومع ذلك، لم تسجل شركة "بوينغ" نفقات مماثلة لطائرة "737 ماكس"، التي وصل إنتاجها إلى سرعة تبلغ 31 طائرة شهرياً خلال الربع.
يقول كين هربرت، المحلل لدى "آر بي سي كابيتال ماركتس" (RBC Capital Markets): "كانت النتائج هادئة نسبياً، وهو أمر جيد بالنسبة لشركة (بوينغ)". إن التدفق النقدي المعزز للشركة هو "العنوان البارز الذي سيعزز المزاج تجاهها".