ناشد المستشار الألماني أولاف شولتز الزعيم السابق غيرهارد شرودر للتخلي عن عضويته بمجالس إدارة شركات الطاقة الروسية في أعقاب غزو أوكرانيا.
يرأس شرودر، البالغ عمره 77 عاماً، مجلس إدارة عملاق النفط الروسي "روسنفت" المملوك للدولة، وكذلك لجنة مساهمي "نورد ستريم"، التي بنت مشروع خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا، وأوقفه شولتز الشهر الماضي. شغل شرودر، وهو اشتراكي ديمقراطي مثل شولز، منصب المستشار بين 1998 و2005.
قال شولتز في مقابلة مع محطة "زد دي إف" الألمانية الخميس: "أنصح غيرهارد شرودر بترك هذه المناصب. آمل أن يعيد النظر في القرارات التي اتخذها في الماضي".
تعكس تعليقات شولتز عملية إعادة تنظيم سريعة للسياسة الألمانية تجاه روسيا والرئيس فلاديمير بوتين، الذي التقاه شرودر في موسكو أيضاً بعد تقاعده من العمل السياسي. أعلن نادي الدوري الممتاز الألماني لكرة القدم "بوروسيا دورتموند" سحب العضوية الفخرية من شرودر هذا الأسبوع بسبب علاقته مع روسيا.
دعا شولتز، الذي تولى منصبه في ديسمبر بعد أن عمل في حكومة المستشارة السابقة أنغيلا ميركل، لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وانسحاب القوات الروسية. قال، إنَّه برغم استمرار تدفق إمدادات المساعدات الإنسانية لأوكرانيا؛ سيصبح الأمر أصعب على الأرجح.
انتقادات من الجميع
تعرض شولتز لانتقادات معارضين وحلفاء في الأسابيع السابقة للهجوم الروسي، نظراً للتردد والضعف الملحوظ في مواجهة العدوان الروسي المتزايد على أوكرانيا.
قال شولتز يوم الأحد، إنَّ ألمانيا ستنشئ صندوقاً عسكرياً، وتخصص له 100 مليار يورو (111 مليار دولار)، كما تعهد بتعزيز الإنفاق الدفاعي ليبلغ هدف حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو 2% على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي. هذا التغيير في الاتجاه أتى بعد أعوام شهدت دعوات من الولايات المتحدة والتحالف لتعزز ألمانيا إنفاقها.
كذلك، تخلت الحكومة الألمانية عن امتناعها مطولاً عن إرسال أسلحة إلى مناطق الصراع، ووافقت على تزويد أوكرانيا بأسلحة مضادة للدبابات، وصواريخ أرض جو. يحظى هذا التحول السياسي بدعم 78% من الشعب الألماني، بحسب استطلاع رأي أجرته "فورسا" (Forsa) ونشرته الأربعاء.
قال شولتز الخميس: "نحن نواجه قرارات استراتيجية طويلة الأمد من شأنها زيادة قدرات قواتنا المسلحة بشكل سريع"، مشيراً إلى أنَّ هذا يتطلب شراء معدات "بإمكانها أن تنجح في عالم يتسم بالدفاع التقني المتزايد".