من المتوقع أن تقترب الحركة الجوية أثناء عطلة عيد الشكر من مستويات ما قبل الوباء، ومن المرجح أن يفكر المسافرون في خططهم ببعض الرهبة، نظراً للذكريات التي لا تزال جديدة حول آلاف الرحلات الجوية الملغاة.
قال ستيفن بيك، مؤسس شركة الاستشارات الإدارية "سي جي 24": "ستكون عملية الوصول إلى هذه المستويات صعبة.. سيتعين علينا أن نُعد أنفسنا للإحباط الذي ينتظرنا، فهذا هو ما يشعر به المستهلك العادي بشكلٍ عام".
وقالت شركات الطيران إنها مستعدة لما سيبدو أزحم فترات السفر أثناء فترة عطلة منذ أن بدأ وباء كوفيد- 19.
قال دوج باركر، الرئيس التنفيذي لمجموعة "أمريكان إيرلاينز غروب": "نحن مستعدون ومتحمسون لذلك".
وأضاف في منتدى عبر الإنترنت الأسبوع الماضي استضافته منصة أنباء القطاع "سكيفت" أن معظم الطائرات في جميع أنحاء القطاع ستكون قريبة من طاقتها الكاملة.
قال باركر: "الناس يريدون السفر، ويريدون الذهاب لرؤية العائلة خلال الإجازة أو السفر خلال العطلة.. سيكون موسم سفر مزدحماً".
من المتوقع أن يطير ما يقرب من مليوني شخص يومياً من 19 نوفمبر إلى 28 نوفمبر، وفقاً لإدارة أمن النقل، ومن المحتمل تجاوز هذا المتوسط بقدرٍ كبير في بعض الأيام.
وبحسب مجموعة السفر غير الربحية "AAA"، فإن حركة الركاب في الأيام الخمسة الأخيرة من تلك الفترة ستكون أقل بنسبة 9% فقط عن عام 2019، قبل تفشي الوباء.
تعافي حركة السفر
تتوقع شركة "يونايتد إيرلاينز هولدينغز" أن تنقل أكثر من 4.5 مليون مسافر، أي حوالي 88% من مستواها لعام 2019، من 19 نوفمبر إلى 30 نوفمبر، وتتوقع "دلتا إيرلاينز" الطيران بنفس مستوى الحركة تقريباً وأن تحمل 5.6 مليون عميل على الأقل.
لم تقدم شركات "أمريكان" و"ساوث ويست إيرلاينز" توقعات مماثلة، لكنها شركات الطيران التي قد يكون المستهلكون أكثر قلقاً بشأنها، بعد أن دمرتها إلغاءات الحجوزات الشهر الماضي، وتضافرت العواصف مع نقص الموظفين بعد أن استأنفت شركات الطيران الخدمة بحماسٍ شديد من أدنى مستويات الوباء، ما يعني أنه كان لا بد من إلغاء آلاف الرحلات الجوية.
خفَّضت كلتا الشركتين منذ ذلك الحين عدد الرحلات الجوية، وأعادت كل منها العمال من الإجازات، ووظفت موظفين جدداً وقدمت حوافز أملاً في ألا يفوِّت الموظفون العمل خلال الإجازات.
وقال سكوت كيربي، الرئيس التنفيذي لشركة "يونايتد" في مقابلة على تلفزيون "بلومبرغ" إنه "واثق" من أن شركة الطيران مجهزة بالكامل لازدحام العطلات ولن تواجه مشاكل تشغيلية.
وتقول النقابات أيضاً إنها مستعدة، على افتراض تعاون قوى الأحوال الجوية. وقالت سارة نيلسون، رئيسة رابطة مضيفات الطيران "سي دبليو إيه" التي تضم 50 ألف عضو: "من المهم حقاً أن يتذكر الأشخاص ما عرفوه عن السفر بالطائرة قبل عامين .. وإذا كان هناك طقس سيء، فسنشهد تأخيرات".
ويبدو أن المسافرين المحتملين متفائلون، وكانت التذاكر المباعة في الولايات المتحدة للرحلات المحلية والدولية خلال فترة سفر عيد الشكر التي استمرت 14 يوماً أقل بنسبة 11% مما كانت عليه في عام 2019، وفقاً لبيانات 14 نوفمبر من جماعة تعمل لصالح القطاع "إيرلاينز فور أمريكا".
قالت كريستي هدسون، المتحدثة باسم مقدمة خدمات القطاع "إكسبيديا غروب": "لن يعيق الناس احتمالات العواصف والتأخيرات، والطلب الكامن بمثابة عامل ضخم، خاصة إذا لم تتمكن من رؤية أجدادك أو أفراد أسرتك العام الماضي، أو اضطررت إلى إلغاء الرحلات في وقتٍ سابق من العام الجاري، وعقليتنا الآن سحقاً للأمر، سأذهب".
تحديات لا تزال قائمة
وبغض النظر عن الطقس وعقبات السفر المعتادة أثناء الإجازات، هناك أسباب تدعو إلى الحذر بشكلٍ خاص العام الجاري.
أدى نقص العمالة على مستوى البلاد وقلة عدد الموظفين المستمر منذ ذروة الوباء إلى جعل العديد من موظفي المطار وطواقم الرحلات الجوية متوترين من العمل لساعات إضافية طويلة، كما اضطر العاملون في الخطوط الجوية إلى التعامل مع مجموعة من الركاب الغاضبين أثناء الوباء.
أيضاً، تتزامن الفترة المزدحمة التي تسبق العطلة مع الموعد النهائي في 22 نوفمبر للعمال الفيدراليين، ومن بينهم العاملين في أمن المطار، للحصول على تطعيمات كوفيد- 19، ولم يحصل العديد من ضباط إدارة أمن النقل على اللقاح، وفقاً لهيدريك توماس، رئيس الاتحاد الأمريكي لقسم نقابات الموظفين الحكوميين الذي يمثل عمال إدارة أمن النقل العاملين في الخطوط الأمامية.
قالت النقابة والوكالة، التي انتهت لتوها من زيادة في عدد الموظفين، إنهم لا يتوقعون حدوث اضطرابات. وقالت إدارة أمن النقل إن الإرشادات الفيدرالية تسمح باتخاذ تدابير تدريجية لضمان الامتثال للتطعيم، لذلك لن تكون هناك عمليات فصل جماعي خلال أسبوع عيد الشكر أو بعده مباشرة.
حتى إذا كانت هناك طوابير أمنية أطول وتأخيرات في الرحلات الجوية، فلن يشعر بعض المسافرين بالانزعاج لأنهم يستطيعون الاستفادة من وقت السفر الإضافي ومن التحول الناتج عن الوباء نحو المزيد من المرونة في مكان العمل.
قال مايك داهر، مستشار النقل والضيافة في شركة "ديلويت"، إن ذلك يسمح للناس بأخذ فترات راحة أطول من المكتب لتجنب ذروة أيام السفر، ويخطط حوالي 75% من المسافرين لإضافة يوم واحد على الأقل إلى رحلة إجازتهم لأنهم يستطيعون العمل على الطريق، وفقاً لدراسة حديثة لشركة "ديلويت".