تتوقع "أليانز غلوبال إنفستورز" (Allianz Global Investors) توقف ارتفاع الدولار مع بداية العام المقبل، بسبب رد الصين المحتمل على تهديدات ترمب بزيادة التعريفات الجمركية.
قال غريغ هيرت، كبير مسؤولي الاستثمار في استراتيجيات الأصول المتعددة لدى الشركة، إن الأسواق غير مستعدة لفرض تعريفات انتقامية قد تضر بالاقتصاد الأميركي، وتمنع الدولار من الاستمرار في قوته الحالية. ويرى أن هذا السيناريو قد يحدث بعد فترة قصيرة من تولي ترمب منصبه في يناير.
ارتفع الدولار بشكل كبير بسبب التوقعات بفرض ترمب تعريفات جمركية أعلى على الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة، بما يؤدي إلى زيادة التضخم، والحد من قدرة الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة. ووصل مؤشر قوة الدولار إلى أعلى مستوى له في عامين، ويتوقع الكثيرون أن يستمر في الارتفاع.
أضاف هيرت: "قد نشهد حركة عكسية في قيمة الدولار خلال الربع الأول من العام المقبل، مما قد يشكل مفاجأة للعديد من المستثمرين، لأن هذا السيناريو غير متوقع على الإطلاق".
قال ترمب إنه سيفرض رسوماً جمركية إضافية بنسبة 10% على البضائع القادمة من الصين، ورسوماً بنسبة 25% على جميع المنتجات القادمة من المكسيك وكندا، وذلك في منشورات على شبكة "تروث سوشال" الخاصة به يوم الإثنين. دافعت الصين يوم الثلاثاء عن موقفها، وامتنعت عن ذكر أي خطط انتقامية.
ذكر هيرت أن الرسوم الجمركية الانتقامية سيكون لها تأثير كبير على الدولار لأن السوق متمركزة بشكل كبير لصالح العملة الخضراء. وأظهرت بيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع أن المضاربين عززوا رهاناتهم على مكاسب الدولار في الأسبوع المنتهي في 19 نوفمبر إلى المستوى الأكثر صعوداً منذ أواخر يونيو.
وتتطلع شركة "أليانز غلوبال"، التي تدير أصولاً بقيمة 590 مليار دولار، والمملوكة لمجموعة الخدمات المالية العالمية "أليانز"، إلى عكس بعض مراكز الدولار الطويلة التي احتفظت بها منذ ما قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية. ومن الممكن أن يوفر انخفاض اليورو إلى ما دون 1.05 دولار مثل هذه الفرصة، حيث يقول هيرت إنه من غير المرجح أن تصل العملة إلى التكافؤ مع الدولار.
يمكن أن تحصل العملة الأوروبية الموحدة أيضاً على دعم من قوة الاقتصاد الألماني إذا أعلنت الحكومة، التي فازت في الانتخابات المبكرة في فبراير، عن إجراءات تحفيزية. وأشار فريدريش ميرز، الذي يرأس الحزب الأوفر حظاً، إلى أنه قد يقوم بإصلاح القيود التي تفرضها البلاد على الاقتراض، الأمر الذي قد يفتح الباب أمام الاستثمارات التي تشتد الحاجة إليها.
قال هيرت: "قد تفاجئ الانتخابات في ألمانيا الأسواق بشكل إيجابي"، مضيفاً أن شركته زادت من مراكزها في السندات الأوروبية بعد الانتخابات الأميركية. وتابع: "قد تنتشل أوروبا بأكملها من بيئة ركود محتملة".
كما يفضل هيرت الين، لأنه يعتقد أن بنك اليابان قد يرفع أسعار الفائدة في أقرب وقت من الشهر المقبل، كذلك فإنه يفضل الأصول البريطانية، نظرا لأن النمو الاقتصادي في بريطانيا كان أقوى منه في منطقة اليورو، ويبدو أن الخلفية السياسية هناك قد استقرت.