"علي بابا" تطلق نموذج ذكاء اصطناعي يتعرف على المشاعر

"R1-Omni" يستنتج الحالة العاطفية لشخص في مقطع فيديو ويصف ملابسه وبيئته المحيطة

time reading iconدقائق القراءة - 2
رجل يقود دراجة نارية يعبر بالقرب من مبنى يحمل العلامة التجارية لمجموعة علي بابا الصينية - المصدر: بلومبرغ
رجل يقود دراجة نارية يعبر بالقرب من مبنى يحمل العلامة التجارية لمجموعة علي بابا الصينية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أطلقت مجموعة علي بابا القابضة نموذج ذكاء اصطناعي جديداً تقول إنه قادر على التعرف على المشاعر، في محاولة واضحة للتفوق على أحدث إصدارات "أوبن إيه آي".

في عرضين توضيحيين، استعرض باحثو "مختبر تونجي" (Tongyi Lab) لدى "علي بابا" قدرة النموذج الجديد "R1-Omni" على استنتاج الحالة العاطفية لشخص في مقطع فيديو، إضافة إلى وصف ملابسه وبيئته المحيطة. يضيف هذا النموذج بُعداً جديداً لفهم الرؤية الحاسوبية، وهو نسخة محسنة من نموذج آخر مفتوح المصدر يُدعى "HumanOmni"، طُوِّر بقيادة الباحث ذاته، جياشينغ تشاو.

جهود "علي بابا" في الذكاء الاصطناعي

تسارعت جهود "علي بابا" لترسيخ مكانتها في الذكاء الاصطناعي بعد الظهور القوي لـ"ديب سيك" (DeepSeek) في يناير، حيث تطرح الشركة العملاقة في التجارة الإلكترونية أدوات وتطبيقات جديدة في مجالات متعددة. وقد قارنت نموذجها "كيو وين" (Qwen) مع نموذج "ديب سيك"، وأبرمت شراكة رئيسية مع "أبل" لتطوير الذكاء الاصطناعي على هواتف "آيفون"، وتبدو الآن مستعدة لمنافسة "أوبن إيه آي" أيضاً. تتيح الشركة النموذج الجديد "R1-Omni" للمستخدمين مجاناً على منصة "هاجينغ فيس" (Hugging Face).

من جهتها، أطلقت "أوبن إيه آي" نموذجها "تشات جي بي تي-4.5" (GPT-4.5) في وقت سابق هذا العام، مشيرة إلى أنه يتمتع بقدرة أكبر على التقاط الإشارات الدقيقة في مطالبات المستخدمين النصية والاستجابة لها. لكن النموذج يأتي بسعر مرتفع، إذ يُتاح في البداية فقط للمستخدمين الذين يدفعون 200 دولار شهرياً.

قال إدي وو، الرئيس التنفيذي لـ"علي بابا" للمحللين في فبراير إن الذكاء الاصطناعي العام أصبح الآن "الهدف الأساسي" للشركة.

تصنيفات

قصص قد تهمك

أسهم علي بابا تحلق عالياً بعد الكشف عن نموذج ينافس "ديب سيك"

القيمة السوقية لرائدة التجارة الإلكترونية صعدت إلى 153 ملياراً هذا العام مع إقبال المستثمرين

time reading iconدقائق القراءة - 5
شعار \"مجموعة علي بابا القابضة\" خارج مقر الشركة في بكين في الصين - المصدر: بلومبرغ
شعار "مجموعة علي بابا القابضة" خارج مقر الشركة في بكين في الصين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

ارتفعت أسهم "مجموعة علي بابا القابضة" خلال معظم الأسابيع الماضية بعدما كشفت للمرة الأولى عن نموذج ذكاء اصطناعي يضاهي أداء "ديب سيك" بجزء ضئيل فقط من حجم البيانات المطلوب.

قفزت رائدة التجارة الإلكترونية الصينية في 2025 إلى صدارة قطاع الذكاء الاصطناعي المحلي بطرح نماذج ذكاء اصطناعي عالية الأداء وفق المقاييس المعيارية، وأعلنت يوم الخميس أن نموذج "كيو دبليو كيو 32 بي" (QwQ-32B) أصبح مفتوح المصدر. ويُعد النموذج بمثابة تطور كبير عن النسخة السابقة، إذ استخدم نحو 5% فقط من المعلمات، أي وحدات البيانات، التي يستخدمها نموذج " آر ون" (R1) الذي طورته "ديب سيك".

ارتفعت أسهم "علي بابا" بحوالي 8.4% في هونغ كونغ، لتحقق أكبر ارتفاع خلال يوم تداول منذ نحو أسبوعين، ما ساعد على ارتفاع مؤشر أسهم شركات التكنولوجيا الصينية بحوالي 5.4%.

"علي بابا" تنتعش

شهدت شركة التكنولوجيا انتعاشاً قوياً هذا العام، إذ ارتفعت قيمته السوقية بنحو 153 مليار دولار. وتزايد إقبال المستثمرين على الشركة التي أسسها جاك ما، فيما تسعى لتحقيق الاستقرار في نشاط تعرض لحملة تشديد مفاجئة من الحكومة الصينية امتدت لسنوات. كما أسهم تزايد براعتها في مجال الذكاء الاصطناعي، والدلائل المتزايدة على دعم بكين، في تعزيز انتعاشها.

قال فاي سيرن لينغ، المدير الإداري لدى "يونيون بانكير بريفي" (Union Bankcaire Privee): "هناك القليل من العوامل الإيجابية التي تدعم (علي بابا)، أحدثها نموذج الاستدلال المنطقي مفتوح المصدر. النشاط الأساسي يتحسن، ومؤكد أنه سيستفيد من جهود الصين لتحفيز الطلب. كما يدرك المستثمرون حالياً القيمة التي سيضيفها الذكاء الاصطناعي إلى نشاط الشركة في الحوسبة السحابية".

نال قطاع الذكاء الاصطناعي دفعة أخرى هذا الأسبوع، بعدما أعلنت الصين اعتزامها دعم التوسع في استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة، وتطوير الجيل الجديد من الأجهزة الذكية ومعدات التصنيع. فيما رحب المحللون بالرسائل الإيجابية التي صدرت في اجتماع مجلس الشعب الصيني في بكين هذا الأسبوع، حيث وضع المسؤولون الابتكار التكنولوجي والاستهلاك في مقدمة الأولويات.

الذكاء الاصطناعي يجذب المستثمرين

بعد ظهور "ديب سيك" هذا العام، طرحت عدة شركات نماذج وخدمات تدعي أنها تضاهي النماذج الذي طورتها الشركة الناشئة الصينية أو "أوبن إيه آي" (OpenAI)، التي يُنسب إلى نموذجها "تشات جي بي تي" إطلاق شرارة فورة الذكاء الاصطناعي التوليدي.

جذبت سلسلة إطلاقات نماذج الذكاء الاصطناعي اهتمام المستثمرين والشعب الصيني على حد سواء. وفي هذا الأسبوع، أطلقت "مانوس إيه آي" (Manus AI) نموذجاً وصفته بأنه وكيل ذكاء اصطناعي عام، أي روبوت بمقدوره أداء المهام.

وقالت الشركة إن أداء نموذجها يتفوق على "ديب ريسيرش" (DeepResearch) الذي أطلقته "أوبن إيه آي" في بعض الجوانب على الأقل وفق معيار "مساعدو الذكاء الاصطناعي العام" (GAIA)، المصمم لتقييم قدرة النموذج على التعامل مع سيناريوهات واقعية.

صعدت أسهم "فوكس تكنولوجي" (Focus Technology)، التي تقدم منتجات وكلاء الذكاء الاصطناعي، بالحد الأقصى لصعود الأسهم خلال يوم واحد عند 10% في شنتشن. كما ارتفعت أسهم الشركات الأخرى ذات الصلة، ومن بينها مطورة البرامج "كلاينت سيرفيس إنترناشيونال" (Client Service International).

"علي بابا" والذكاء الاصطناعي

يهدف أحدث نموذج تطرحه "علي بابا" إلى منافسة نموذجي "آر ون" من "ديب سيك" و"أو ون" (o1) من "أوبن إيه آي". ويُعد نموذج الاستدلال المنطقي الجديد فعالاً عند مستوى 32 مليار معلمة، وسط تزايد الطلب على نماذج الذكاء الاصطناعي التي تحتاج إلى أقل حجم ممكن من البيانات، وتستهلك موارد حاسوبية أقل. والمعلمات هي العوامل التي يتعلمها نموذج الذكاء الاصطناعي من بيانات التدريب، كما تساعد في تعديل سلوكه لتقديم توقعات أكثر دقة، أو توليد نتائج مفيدة.

من جهتها، تعهدت "علي بابا" باستثمار أكثر 380 مليار يوان (52 مليار دولار) في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، مثل مراكز البيانات، على مدى السنوات الثلاث المقبلة، ما يمثل التزاماً كبيراً يعكس طموحات رائدة التجارة الإلكترونية في أن تصبح من رواد مجال الذكاء الاصطناعي.

تشكل خطة "علي بابا" إحدى أكبر ميزانيات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الصين، ما يعكس تزايد طموحات الشركة في المجال. إلا أنها تأتي في فترة يدرس فيه المستثمرون ما إذا كانت كبرى شركات التكنولوجيا تبالغ في تقدير الطلب المستقبلي على خدمات الذكاء الاصطناعي، أو حجم رأس المال اللازم لابتكارها وتطويرها.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.