اشتعال سباق شراء "تيك توك" بعد عرض يتجاوز 20 مليار دولار

مجموعة من المستثمرين يسعون لإبرام صفقة شراء التطبيق داخل أميركا

time reading iconدقائق القراءة - 4
مكاتب \"تيك توك\" في كولفر سيتي، كاليفورنيا - بلومبرغ
مكاتب "تيك توك" في كولفر سيتي، كاليفورنيا - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تمكنت مجموعة من المستثمرين الأميركيين الساعين لشراء تيك توك، بدعم من نجم يوتيوب الشهير "مستر بيست" (MrBeast)، من تدبير أكثر من 20 مليار دولار لصالح الصفقة، وفقاً لجيسي تينسلي، رائد الأعمال في مجال التكنولوجيا، والذي يرتب الصفقة.

كما انضم إلى المجموعة رئيسان تنفيذيان آخران في مجال التكنولوجيا كمستثمرين، من بينهما ديفيد بازوكي، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "روبلوكس" (Roblox Corp)، وناثان مكولي، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "أنكوراج ديجيتال" (Anchorage Digital)، وفقاً لما صرح به تينسلي خلال مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ". ولم ترد شركتا "روبلوكس وأنكوراج" على الفور على طلبات التعليق.

قال جيسي تينسلي، وهو مؤسس "إمبلوير دوت كوم" (Employer.com)، في مقابلة مع "بلومبرغ" يوم الأربعاء إن عرض مجموعته يفوق "بشكل كبير" عرضاً منافساً يُقدر بحوالي 20 مليار دولار، في إشارة محتملة إلى العرض الذي يقدمه مشروع "ليبرتي" بقيادة فرانك مكورت، المالك السابق لفريق "لوس أنجلوس دودجرز"، والمشارك في برنامج "شارك تانك" (Shark Tank) كيفن أوليري، حيث قدروا أن شراء التطبيق سيكلف 25 مليار دولار.

اقرأ أيضا: ترمب: "مايكروسوفت" تدرس شراء وحدة "TikTok" في أميركا

لا يزال من غير الواضح ما إذا كان تينسلي ومجموعته الاستثمارية سيكونون منافسين جادين في هذه المفاوضات، التي تبدو تنافسية وسريعة التغير. يذكر أن تينسلي قال إن مجموعته لم تتواصل مباشرة مع الشركة الأم الصينية لتطبيق تيك توك "بايت دانس" (ByteDance Ltd).، التي أكدت أن أعمالها في الولايات المتحدة ليست للبيع. وأضاف: "لم نتلقَّ أي رد مباشر، لقد كان هناك صمت تام من جانبهم".

منذ أن وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمراً تنفيذياً لتأجيل مدته 75 يومياً لتنفيذ القانون الذي يحظر تطبيق تيك توك ما لم تتخارج "بايت دانس" من ملكيته، ظهرت عروض ومشترون محتملون مختلفون لإنقاذ التطبيق في الولايات المتحدة. ولا يزال من غير المعروف ما إذا كانت الشركة المالكة والحكومة الصينية ستعتبران عروض تينسلي ومكورت خيارات مقبولة.

ورقة مساومة

مع ذلك، قد يكون هناك انفتاح أكبر للتفاوض على إبرام صفقة الآن، خاصة بعد أن استنفدت "بايت دانس" خياراتها القانونية للحفاظ على تيك توك في الولايات المتحدة، إلى جانب إمكانية استخدام التطبيق كورقة مساومة قوية في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، حيث يهدد ترمب بفرض تعريفات جمركية أعلى على الصين.

اقرأ أيضا: الصين تدرس بيع "تيك توك" في أميركا إلى ماسك كخيار محتمل

قال تينسلي: "يمكن لمجموعتنا أن تحقق الاستقرار لتيك توك وتضعه في مكان آمن للمستخدمين ولحماية البيانات في جميع أنحاء الولايات المتحدة." وأضاف: "نحن واثقون من موقفنا، ولدينا فريق أميركي مدعوم بالكامل، مع سيطرة كاملة على البيانات والخوادم والتكنولوجيا".

وأشار أيضاً إلى أن نجم يوتيوب "مستر بيست"، واسمه الحقيقي جيمي دونالدسون، لم يلتزم حصرياً بهذا العرض. ووفقاً لما ذكره متحدث باسم دونالدسون لـ"بلومبرغ"، فإن صانع المحتوى الشهير لم يلتزم بأي عرض معين حتى الآن، بل يجري محادثات مع عدة أطراف بهدف دعم العرض الأوفر حظاً في نهاية المطاف.

تصنيفات

قصص قد تهمك

"تيك توك" ليست التهديد السيبراني الصيني الأكبر أمام ترمب

اختراق قراصنة لمرافق حيوية أو أجهزة كبار المسؤولين يُظهر نقاط ضعف صارخة في الولايات المتحدة

time reading iconدقائق القراءة - 7
خطوط أنابيب نفط قرب منشآت تخزين في ولاية أوكلاهوما - بلومبرغ
خطوط أنابيب نفط قرب منشآت تخزين في ولاية أوكلاهوما - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

لو نشب صراع أميركي صيني، وقد يكون بشأن تايوان، فإن الأميركيين سيواجهون تهديداً أخطر على حياتهم اليومية من مسألة الدعاية السياسية التي تحيط بتطبيق ”تيك توك“. وفي أسوأ السيناريوهات، قد لا يتمكنون من الحصول على بنزين لسياراتهم أو من إضاءة مساكنهم.

إن القراصنة الصينيين يخترقون شبكات البنية التحتية الرئيسية الحيوية في الولايات المتحدة، ويشمل ذلك شبكات الكهرباء ومحطات معالجة المياه وشبكات النقل. قال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي في قمة الأمن السيبراني في أبريل إن هذه الاختراقات السيبرانية هي جزء من خطة تمكّن بكين من "توجيه ضربات تحت الحزام ضد البنية التحتية المدنية لمحاولة إثارة الذعر وكسر إرادة أميركا في المقاومة". بعبارة أخرى، يشحذ هؤلاء المحاربون قدراتهم على تعطيل جوانب حاسمة من الحياة الأميركية عبر لوحات المفاتيح.

"أوبن إيه آي" تتعاون مع البنتاغون في تطوير الأمن السيبراني

بينما كانت الحكومة ما تزال تحقق في مدى حملة التجسس الإلكتروني التي شنتها مجموعة أُطلق عليها اسم ”فولت تايفون“ (Volt Typhoon)، أكد البيت الأبيض في ديسمبر أن مجموعة أخرى تُسمى ”سولت تايفون“ (Salt Typhoon) تمكنت من اختراق شركات الاتصالات الأميركية الكبرى.

وقد وصف أحد المشرعين الأمر بأنه "أسوأ اختراق للاتصالات في تاريخ أمتنا مع فارق كبير عما سبقه". وقد فوجئ الأميركيون مجدداً حين كشفت وزارة الخزانة أن متسللاً ترعاه دولة قد اخترق شبكتها. وقيل إنه حتى كمبيوتر وزيرة الخزانة جانيت يلين تعرض للاختراق.

إن غزوات التجسس الإلكتروني الأخيرة، التي نفت بكين رسمياً أي دور فيها، تمثل فشلاً هائلاً ومحرجاً للولايات المتحدة، التي لن تخرج منتصرةً في حرب تقنية مع الصين إن لم تتمكن من حماية البنية التحتية المدنية الأساسية أو الأجهزة الحكومية من مثل هذه الاختراقات.

ماذا تعلمت "أميركان إيرلاينز" من عطل "كراود سترايك"؟

برغم المخاطر العالية المترتبة على العواقب الحادة المحتملة، فإن الجوانب الأكثر غموضاً في الأمن السيبراني لم تكن قط نقطة جذابة للتحشيد السياسي في واشنطن. إذ إن الأهداف الملموسة مثل ”تيك توك“، وحتى بالون التجسس الصيني في 2023، تستقطب قدراً أكبر كثيراً من اهتمام الجمهور. أما حماية ومواجهة حملات التجسس السيبراني المتطورة وغير المرئية التي تشنها بكين ستظهر في نهاية المطاف كأكبر اختبار للرئيس دونالد ترمب بخصوص الصين.

ما تزال التحقيقات في الهجمات الأخيرة قائمةً، وربما سندرك أموراً كثيرة في الأشهر المقبلة (كما سنشهد قدراً كبيراً من اللوم بينما تحدد السلطات نقاط الضعف). لكن بعض التقارير الأولية تشير إلى أن هجمات ”سولت تايفون“ على شبكات الاتصالات كانت نتيجة لثغرات ناجمة عن معدات قديمة، وينبغي للمشرعين أن يعملوا مع القطاع الخاص لضمان تصحيح نقاط الضعف التي تم تحديدها على الفور.

"الخزانة الأميركية" تتعرض للاختراق من "قراصنة مدعومين من الصين"

حثت في ديسمبر وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية التابعة للحكومة "الأفراد المستهدفين بشدة" -مثل من يتولون مناصب عليا في الحكومة أو السياسة أو من يُرجح أن يحوزوا معلومات تهمّ بكين- على أن يبدأوا باستخدام الاتصالات المشفرة بين نقطتي اتصال فقط بالإضافة لاعتماد ضوابط مثلى أخرى. نبهت المبادئ التوجيهية إلى أنهم "يجب أن يفترضوا أن جميع الاتصالات بين الأجهزة المحمولة الحكومية والشخصية وخدمات الإنترنت معرضة لخطر التنصت أو التلاعب".

ضروري أن تطلب المنظمات والوكالات الحكومية من الأهداف المحتملة الالتزام بالتوصيات، فغالباً ما تحدث الخروقات في أضعف الروابط، والتي غالباً ما تكون أفراداً يتجاهلون مثل هذه البروتوكولات المطلوبة نظرياً.

إن الولايات المتحدة أقل عديداً بشكل صارخ في هذه المعركة، إذ يتفوق عدد القراصنة المدعومين من بكين على عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي السيبراني بنسبة "50 إلى واحد على الأقل"، وفقاً لتحذيرات كررها راي على مسامع المشرعين، وقد أضاف أن الصين لديها "برنامج قرصنة أكبر مما لدى الدول الكبرى الأخرى مجتمعةً". إن مواجهة تهديدات كهذه ستتطلب استثمارات أكبر بكثير في العاملين وبناء فرق تركز حصرياً على هذا الخطر.

تقرير: هجمة قرصنة صينية اخترقت شبكة "تي-موبايل" الأميركية

كما سيتطلب ذلك تعاوناً كبيراً مع القطاع الخاص. ويتعين على مصنعي التقنية ومقدمي البرامج أن يدركوا أن الأمن السيبراني يشكل أولوية لشركاتهم، وينبغي لواشنطن أيضاً أن تعمق شراكاتها مع مقدمي البنية الأساسية الحيوية للتأكد من أن هذه القطاعات، التي تعاني غالباً من نقص الموارد، تتخذ أفضل الاحتياطات. وعلى المشرعين أن يعملوا على قوانين هادفة تستوجب من الشركات المعرضة للخطر ضمان تدابير دفاعية قوية، بدل الاكتفاء بمجرد امتثالها طوعياً.

أعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عن عقوبات على شركة صينية وعلى شخص قالت إنه ينتمي إلى وزارة أمن الدولة الصينية، لارتباطهما بهجمات إلكترونية حديثة. تمنع هذه العقوبات المفروضة على شركة ”سيشوان جوتسينهي نتورك تكنولوجي“ (Sichuan Juxinhe Network Technology)، وهي شركة أمن سيبراني، وعلى ين كيتشنغ، الذي اتهم بالتورط في اختراق وزارة الخزانة، من التعاملات في الولايات المتحدة وتضع عوائق أمام تملكهما في البلاد، لكن لا يُرجح أن يكون لها تأثير ملموس على عملياتهم أو أهدافهم. إنها رسالة واضحة، لكنها قصيرة الطول فيما يخص مواجهة المخاطر.

أميركا تفرض عقوبات على شركة أمن سيبراني صينية بعد هجوم إلكتروني

لقد خاض ترمب حملته الانتخابية على أساس الصرامة في التعامل مع الصين. لكنه ما زال يكرر خطابه، ويهدد بشن حرب تجارية أخرى بفرض رسوم جمركية كبيرة. لكن سجله في مجال الأمن السيبراني كان غير متوازن. لقد ألغى خلال فترة ولايته الأولى وظيفة مسؤول الأمن السيبراني في البلاد، واقترح تخفيضات ضخمة للوكالات الاتحادية عبر  حملة "كفاءة الحكومة“، التي ينخرط فيها إيلون ماسك. يجب أن يكون الأمن السيبراني على رأس أجندة سياسة ترمب التقنية، حتى لو كانت شعبية ذلك السياسية أقل من تحركات مثل إنقاذ ”تيك توك“ أو تعيين قيصر للتشفير والذكاء الاصطناعي.

إن التهديد بالهجمات السيبرانية الصينية ليس جديداً، لكن الواضح الآن أنها لم تعد تستهدف الملكية الفكرية للشركات أو البيانات المتعلقة بالحملات السياسية فقط. كشف المتسللون سابقاً عن دوافعهم عندما وقعوا في فخ "مصيدة العسل" التي نصبها مكتب التحقيقات الفيدرالي، حيث سرقوا بسرعة المعلومات المتعلقة بالتحكم في أنظمة البنية التحتية وتركوا البيانات المالية والتجارية.

لقد أصبح واضحاً أن قراصنة بكين يستعدون للصراع والحرب السيبرانية. ولا يمكن للولايات المتحدة أن تترك نفسها ضعيفةً.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

واشنطن

8 دقائق

8°C
غيوم قاتمة
العظمى / الصغرى 6°/9°
13 كم/س
82%

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.