
بلومبرغ
يدرس مسؤولو إدارة دونالد ترمب فرض قيود إضافية على بيع رقائق "إنفيديا كورب" (Nvidia Corp) إلى الصين، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، أكدوا على أن المحادثات في مراحل مبكرة جداً؛ حيث يعمل الفريق الجديد من خلال أولويات السياسة.
يركز المسؤولون على احتمال توسيع القيود لتشمل شرائح "إنفيديا إتش 20" (Nvidia H20)، وفقاً للأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن المناقشات خاصة. وهذا المنتج، الذي يمكن استخدامه لتطوير وتشغيل برامج وخدمات الذكاء الاصطناعي، تم تصنيعه بإمكانيات أقل بشكل مصمم خصيصاً لتلبية القيود الأميركية الحالية على الشحنات إلى الصين.
"إنفيديا" تعلق على "DeepSeek": تقدم ممتاز في مجال الذكاء الاصطناعي
وأشار الأشخاص إلى أن اتخاذ قرار بشأن أي قيود من المرجح أن يكون بعيداً جداً، لأن إدارة ترمب بدأت للتو في تعيين موظفين في الإدارات ذات الصلة. وقال هوارد لوتنيك، المرشح لمنصب وزير التجارة، والذي اختاره ترمب لقيادة الوكالة التي تشرف على قيود تجارة الرقائق، خلال جلسة تأكيد ترشيحه يوم الأربعاء إنه سيكون "حاسماً جداً" فيما يتعلق بضوابط أشباه الموصلات، دون تقديم المزيد من التفاصيل.
لم يستجب المتحدث باسم البيت الأبيض على الفور لطلب التعليق. وقال متحدث باسم "إنفيديا" في بيان إن الشركة "مستعدة للعمل مع الإدارة في سعيها لتحقيق نهجها الخاص تجاه الذكاء الاصطناعي".
تصعيد الحرب التجارية الأميركية الصينية
سيعد قرار تشديد القيود على مبيعات "إنفيديا" في الصين بمثابة تصعيد إضافي للتوترات بين أكبر اقتصادين في العالم. يأتي ذلك وقت تتعامل فيه الحكومة الأميركية وصناعة التكنولوجيا مع الأدلة التي تشير إلى أن الصين تتقدم في سباق الذكاء الاصطناعي أكثر مما كان متوقعاً.
أمّا بالنسبة لشركة "إنفيديا"، التي تخضع لقيود على ما يمكنها بيعه في الصين منذ 2022، فإن تمديد القواعد من شأنه أن يضر بإيراداتها في أكبر سوق لأشباه الموصلات. وقالت إن القيود تعزز تصميم الصين على جعل نفسها مستقلة عن التكنولوجيا الأميركية، وستضعف الشركات الأميركية، وهما أمران يتعارضان مع أهداف الإجراءات التجارية.
وقالت الشركة في البيان: "إن المستويات التي حددتها إدارة بايدن تستند إلى مستويات الأداء التي تم الوصول إليها منذ خمس سنوات".
اقرأ أيضاً: كيف يفسر محللون تأثير "DeepSeek" على شركات التكنولوجيا الأميركية؟
وتعد رقائق "إتش 20" (H20) نتاجاً لجولات سابقة من القيود التي تطلبت من "إنفيديا" في المقام الأول الحصول على تراخيص لتصدير أفضل شرائح الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. استجابت الشركة بمنتجات منخفضة المستوى – تسمى "إتش 800" (H800)، والتي لم تكن بنفس القوة. لكن إدارة الرئيس جو بايدن فرضت بعد ذلك حدوداً أكثر صرامة للأداء في 2023 شملت تلك الشريحة. بعدها ردت "إنفيديا" بإصدار "إتش 20"، وهو إصدار بقوة أقل.
طُرحت فكرة تشديد القيود التجارية الحالية لتشمل رقائق "إتش 20" في واشنطن لبعض الوقت. وقال الأشخاص إن الموظفين في إدارة بايدن أوصوا بمثل هذه القيود، لكن المسؤولين في النهاية لم يتابعوا الإجراءات قبل ترك مناصبهم.
تهديدات "DeepSeek"
رقائق إنفيديا، وهي بالفعل التكنولوجيا الأكثر رواجاً في طفرة الذكاء الاصطناعي، تخضع لتدقيق أكثر كثافة بعد أن أصدرت شركة "ديب سيك" (DeepSeek) الصينية الناشئة نموذجاً جديداً للذكاء الاصطناعي قالت إنه ينافس أداء العروض المقدمة من "أوبن إيه آي" و"غوغل" التابعة لـ"ألفابت"، و"ميتا بلاتفورمز". وقالت الشركة الصينية إن نظامها تم بناؤه بتكلفة صغيرة نسبياً وباستخدام شرائح "إنفيديا" القديمة.
أدى التهديد المحتمل لتفوق الشركات الأميركية في القطاع إلى انهيار أسعار أسهم التكنولوجيا، بما في ذلك "مايكروسوفت" و"إنفيديا" و"أوراكل" و"غوغل"، لتفقد ما يقرب من تريليون دولار من قيمتها السوقية يوم الاثنين. كما تجري "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي" تحقيقات فيما إذا كان قد تم الحصول على مخرجات البيانات من تقنية "أوبن إيه آي" بطريقة غير مصرح بها من قبل مجموعة مرتبطة بـ"ديب سيك"، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.