إيران تبتكر أساليب جديدة لتجاوز عقوبات النفط الأميركية

الدولة تعتمد على ناقلات أصغر حجماً وأكثر قدرة على تفريغ الخام في مرافئ الصين

time reading iconدقائق القراءة - 4
ناقلة النفط \"ديفون\" تبحر نحو جزيرة خرج لنقل النفط الخام من هناك إلى أسواق التصدير - بلومبرغ
ناقلة النفط "ديفون" تبحر نحو جزيرة خرج لنقل النفط الخام من هناك إلى أسواق التصدير - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تتزايد أهمية الناقلات الأصغر حجماً والأكثر مرونة في نقل النفط الإيراني إلى الصين، وسط تصاعد الضغوط الناتجة عن العقوبات الأميركية التي تستهدف هذه التجارة غير المشروعة.

تظهر بيانات تتبع السفن تزايد نشاط ناقلات النفط من طرازي "أفراماكس" (Aframax) و"سويس ماكس" (Suezmax) على هذا المسار الحساس.

واستلمت ثماني ناقلات من هذه الفئات النفط الخام الإيراني من ناقلات عملاقة عبر عمليات نقل بحري من سفينة إلى أخرى خلال فبراير، ومعظم هذه الشحنات كان متجهاً إلى الصين، وفقاً لبيانات "كبلر" (Kpler). وهذا الرقم يُقارن بشهري ديسمبر ويناير، حيث تم تسجيل ناقلتين فقط في كل منهما.

شهدت تجارة النفط بين إيران والصين، التي كانت تهيمن عليها عادةً الناقلات العملاقة، تحولاً نحو السفن الأصغر حجماً، وهو ما أثار اهتمام شركات الشحن. ويرجع هذا التحول على الأرجح إلى قدرة هذه السفن على تفريغ النفط في المرافئ الصينية الضحلة مثل دونغ ينغ، التي أصبحت وجهة رئيسية لاستقبال الشحنات الإيرانية والروسية، وفقاً لوسطاء شحن ومحللين.

كما أوضحوا أن الموانئ الأكبر، التي تتعامل مع الحاويات والشحنات السائبة، أصبحت أكثر حذراً تجاه التعرض للعقوبات الثانوية.

إيران تلتف على عقوبات النفط

في ظل تصعيد العقوبات الأميركية من قبل إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، إلى جانب تعهد الرئيس دونالد ترمب بمواصلة سياسة "الضغط القصوى" ضد طهران، تم إدراج عشرات السفن في القائمة السوداء خلال الأشهر الأخيرة، ما أثر على الناقلات العملاقة المستخدمة بشكل أكثر من فئات السفن الأخرى.

القيود المشددة على استخدام هذه الناقلات العملاقة، إضافة إلى حذر بعض الموانئ الصينية من استقبال النفط الإيراني، أدت إلى زيادة عمليات النقل من سفينة إلى أخرى في عرض البحر، مع ارتفاع الاعتماد على ناقلات "أفراماكس" و"سويس ماكس".

تتطور استراتيجيات إعادة هيكلة سلاسل التوريد لضمان استمرار تدفق النفط الإيراني إلى الصين رغم العقوبات الأميركية ضد طهران. في السابق، كانت الصادرات من موانئ مثل جزيرة خرج تعتمد على الناقلات العملاقة المملوكة لإيران، التي تبحر مباشرة من الخليج العربي إلى الصين. إلا أن التدقيق والتشديد الصارمين أجبرا طهران على زيادة عمليات النقل البحري بين السفن في مواقع قبالة سواحل ماليزيا والفجيرة، لإخفاء المصدر الحقيقي للشحنات.

قبل فبراير، كانت جميع عمليات النقل البحري التي جرت قبالة السواحل الماليزية تتم تقريباً بين ناقلات النفط العملاقة، وفقاً لبيانات "كبلر". وتبلغ سعة الناقلات العملاقة نحو مليوني برميل من النفط، فيما تستطيع ناقلات "أفراماكس" و"سويس ماكس" نقل حوالي مليون برميل و700 ألف برميل على التوالي. ومع ذلك، قد تزيد عمليات النقل المتعددة واستخدام الناقلات الأصغر من تكاليف النقل الإجمالية.

عمليات نقل النفط

في فبراير الماضي، شحنت ناقلة النفط العملاقة الخاضعة للعقوبات "لان جينغ" (Lan Jing)، التي كانت تُعرف سابقاً باسم "وين ياو" (Wen Yao)، الخام الإيراني عبر ثلاث عمليات نقل بحري منفصلة إلى ناقلات "أفراماكس ريستون" (Aframaxes Reston) و"برافا ليك" (Brava Lake)، و"شون تاي" (Shun Tai) قبالة سواحل ماليزيا، وفقاً لبيانات "كبلر". وكانت هذه الناقلات متجهة إلى موانئ هوانغداو ودونغ ينغ وتشوشان على التوالي.

وفي الشهر ذاته، أفرغت الناقلة الإيرانية العملاقة "دريا" (Derya) حمولتها في ناقلتي "سويز ماكس أفينتوس 1" (Suezmax Aventus I) و"أفراماكس فيولا" (Aframax Viola)، حيث كانت الشحنات متجهة إلى موانئ دونغجياكو ودونغ ينغ.

تصنيفات

قصص قد تهمك

"ترافيغورا": سياسة أميركا تجاه إيران أكبر خطر يهدد بصعود أسعار النفط

رئيس تجارة النفط في الشركة: الملف الإيراني الأكثر أهمية والضغوط الأميركية تستدعي الحذر

time reading iconدقائق القراءة - 3
بن لوكوك، رئيس تجارة النفط في \"ترافيغورا غروب\" - بلومبرغ
بن لوكوك، رئيس تجارة النفط في "ترافيغورا غروب" - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تشكّل السياسة الخارجية الأميركية تجاه إيران أكبر خطر يدفع إلى صعود أسعار النفط الخام، في سوق تتمتع بإمدادات جيدة بشكل عام، بحسب بن لوكوك، رئيس تجارة النفط في "ترافيغورا غروب" (Trafigura Group).

أضاف لوكوك في مقابلة مع "بلومبرغ": "هناك مجهولان رئيسيان: كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع مسألة تجارتها مع الصين؟ وكيف ستتعامل مع إيران؟ وأعتقد أن الملف الإيراني هو الأكثر أهمية لمتابعته. فقد تجد إيران نفسها في مأزق بسبب الضغوط، وهنا علينا أن نكون حذرين".

ارتفعت صادرات إيران من النفط بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، لكن عودة ترمب إلى البيت الأبيض، والذي قاد سياسة "الضغط الأقصى" على طهران خلال رئاسته السابقة، أثارت حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل هذه الصادرات.

إمدادات نفط مستقرة رغم التوترات

رغم هذا التوتر، لا يبدو أن هناك شحاً في الإمدادات، وهو ما قد يقلل من تأثير أي اضطرابات محتملة في السوق. سيطرت سياسة ترمب والطاقة الجيوسياسية على مناقشات السوق خلال اجتماع كبار تجار النفط والمنتجين والمصافي في لندن ضمن فعاليات "أسبوع الطاقة الدولي".

تُعد "ترافيغورا" واحدة من أكبر شركات تجارة النفط المستقلة في العالم، حيث بلغ متوسط تداولاتها في العام الماضي 6 ملايين برميل يومياً من النفط الخام والمنتجات المكررة، أي ما يعادل إجمالي الطلب في كوريا الجنوبية والبرازيل مجتمعتين.

أشار لوكوك إلى أن تراجع أسعار خام برنت إلى مستويات منخفضة عند 70 دولاراً للبرميل يعكس جزئياً كيفية تلاشي جزء من علاوة المخاطر التي صاحبت الأسعار بسبب الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط.

أضاف أن هذه المستويات السعرية قد لا تكون كافية لتحفيز طفرة الإنتاج التي يأملها ترمب في قطاع النفط الصخري الأميركي.

عودة محتملة للنفط الروسي

توقع لوكوك أن تؤدي التغييرات السياسية على ضفتي الأطلسي إلى استئناف الولايات المتحدة استيراد النفط الروسي قبل أوروبا، وذلك في حال التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا.

كما كشف أن أسطول ناقلات الظل الذي يساعد في شحن النفط الروسي والإيراني والفنزويلي، أصبح يتألف الآن من نحو 1000 سفينة.

NAMEالمؤشرVALUEقراءة المؤشرNET CHANGEالتغيرCHANGE %نسبة التغير1 MONTHشهر1 YEARسنةTIME (GMT)الوقت2 DAYيومان
XB1:COMبنزين RBOB (Nymex)214.87+1.56+0.73%+2.81%-20.52%2025-03-14بنزين RBOB (Nymex)
CO1:COMمزيج برنت70.58+0.70+1.00%-5.57%-17.37%2025-03-14مزيج برنت
CL1:COMخام غرب تكساس WTI (Nymex)67.18+0.63+0.95%-5.03%-17.33%2025-03-14خام غرب تكساس WTI (Nymex)
تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.