الاتحاد الأوروبي يتجه لتعليق العقوبات على الطاقة والمصارف السورية الاثنين

مجلس الشؤون الخارجية يناقش الوضع في الشرق الأوسط مع التركيز بشكل خاص على سوريا يوم 24 فبراير

time reading iconدقائق القراءة - 5
شاب يلتقط صورة سيلفي مع العلم الوطني للجمهورية العربية السورية في منطقة باب توما، عشية رأس السنة، دمشق، 31 ديسمبر 2024 - رويترز
شاب يلتقط صورة سيلفي مع العلم الوطني للجمهورية العربية السورية في منطقة باب توما، عشية رأس السنة، دمشق، 31 ديسمبر 2024 - رويترز
المصدر:

الشرق

يقترب الاتحاد الأوروبي من تعليق العقوبات المفروضة على سوريا بقطاعات الطاقة والنقل وإعادة الإعمار. ومن المتوقع أن يناقش وزراء خارجية الاتحاد الوضع بمنطقة الشرق الأوسط، مع التركيز بشكل خاص على سوريا ولبنان والأونروا، خلال اجتماعهم في بروكسل يوم 24 فبراير، وفقاً لجدول أعمال مجلس الشؤون الخارجية.

وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي على خارطة طريق لتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا بشكل تدريجي، بعد الإطاحة ببشار الأسد، الذي حكم البلاد لفترة طويلة وكان حليفاً لكل من روسيا وإيران. ويعتمد تنفيذ هذا التخفيف على إجراء إصلاحات، تشمل تعزيز مشاركة الأقليات. واتفق الوزراء على تنفيذ الإجراءات بطريقة يمكن التراجع عنها إذا لم تستوف الحكومة السورية هذه الشروط.

مجلس الاتحاد الأوروبي يتجه لتعليق عدد من الإجراءات التقييدية "في مجالات الطاقة والنقل وإعادة الإعمار، وكذلك تسهيل المعاملات المالية والمصرفية المرتبطة بها"، وفق ما أوردته رويترز. ومن شأن تعليق العقوبات في هذه المجالات أن يساعد في الإسراع بتنفيذ الخطة الاقتصادية العشرية التي تضعها سوريا لإنقاذ الاقتصاد. وستتضمن الخطة مرحلة طارئة "إسعافية"، ومرحلتين على المديين المتوسط والبعيد، تركز على إعادة إحياء البنية وتهدف إلى "إعادة هيكلة الاقتصاد السوري"، وفق وصف الرئيس الجديد أحمد الشرع في مقابلته مع تلفزيون سوريا مطلع الشهر الجاري.

كما يدرس الاتحاد إجراءات أخرى قد تؤدي إلى حذف العديد من البنوك من قائمة العقوبات، والرفع الجزئي لبعض القيود المفروضة سابقاً على مصرف سورية المركزي للسماح له بتوفير الأموال، وفق بلومبرغ.

انفراجة مرتقبة بمجال الطاقة في سوريا

سوريا تعتمد على الاستيراد لتأمين 95% من احتياجاتها النفطية، فبعدما كانت تنتج 30 مليون متر مكعب يومياً من الغاز قبل 2011، انخفض الإنتاج إلى 10 ملايين متر مكعب يومياً بسبب الحرب، بما يقل عن  18 مليون متر مكعب يومياً تحتاجها سوريا لتشغيل محطات الكهرباء. وعلى صعيد النفط، تستورد البلاد نحو 5 ملايين برميل شهرياً، أو ما يزيد على 160 ألف برميل يومياً، بعدما كانت تصدّر 150 ألف برميل من الخام يومياً قبل عام 2011.

ومن شأن الاتفاق أن يؤدي إلى إنهاء القيود المفروضة على تمويل استكشاف النفط أو تكريره، وبناء محطات جديدة لتوليد الطاقة.

وأعلن وزير النفط السوري غياث دياب اليوم الجمعة، بدء الإنتاج من بئر "تيأس 5" للغاز في ريف حمص، بطاقة تبلغ 130 ألف متر مكعب يومياً، وقال إن ربط إنتاج البئر الجديد بالشبكة الغازية، بهدف "دعم محطات توليد الطاقة الكهربائية"، وفق وكالة الأنباء السورية "سانا".

كان مدير عام المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء خالد أبو دي قال لوكالة "سانا" في أوائل يناير الماضي، إن بلاده تترقب وصول سفينتين لتوليد الكهرباء قادمتين من تركيا وقطر لتزويدها بنحو 800 ميغاواط، وهو ما يعادل نصف ما يتم توليده حالياً في البلاد.

تجدر الإشارة إلى بدء تواصل صندوق النقد مع السلطات في سوريا حسبما كشفت غورغييفا في تصريح لـ"الشرق". يهدف هذا التواصل إلى تأمين دعم يمكن دمشق من بناء قدرات المؤسسات، بعد انقطاع دام 16 عاماً، مما أحدث فجوة في البيانات والمعلومات لدى الصندوق عن واقع الاقتصاد السوري.

تكشف تقارير البنك الدولي والأمم المتحدة عن تكاليف قد تصل إلى 300 مليار دولار لإعادة الإعمار، وهو ما يفوق الناتج المحلي للبلاد حتى قبل اندلاع الحرب. وكان وزير المالية السوري محمد أبازيد أشار إلى أن الناتج المحلي الإجمالي تقلص من 60 مليار دولار قبل 2010، إلى "أقل من 6 مليارات دولار في 2024".

تحاول الإدارة الجديدة في سوريا إعادة ضخ الدماء في شرايين الاقتصاد بعد الدمار الذي طال البنية التحتية في البلاد بسبب الحرب التي دارت لأكثر من عقد. وخلال الفترة الماضية، شدد العديد من المسؤولين على ضرورة رفع العقوبات أو تجميدها، نظراً إلى تأثيرها على جذب الاستثمارات والتمويلات. 

من ناحية أخرى، تشمل التدابير المقترحة من قبل الاتحاد الأوروبي رفع الحظر عن الأوراق النقدية وصادرات وقود الطائرات، إلى جانب تخفيف بعض القيود المفروضة على شركات الطيران وإمكانية وصولها إلى المطارات. كما تتضمن المقترحات استثناءات من العقوبات الحالية، مثل السماح بفتح حسابات مصرفية داخل سوريا.

في يناير الماضي، علّقت واشنطن بعض العقوبات المفروضة على سوريا بشكل مؤقت ومحدود، في حين دعت دول عربية عدة في مقدمتها السعودية، إلى رفع العقوبات. هذه الخطوات رفعت آمال الإدارة الجديدة بإمكانية التوصل لاتفاق ينهي ملف العقوبات.

تصنيفات

قصص قد تهمك

إعلان العلا أكبر بكثير من تعهد بإعادة إعمار سوريا ودول الصراع

إطار جديد لإعادة الاستقرار الاقتصادي في المنطقة المتضررة من الصراعات

time reading iconدقائق القراءة - 4
صورة جماعية تظهر فيها مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، ووزير المالية القطري علي بن أحمد الكواري، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ووزير المالية السعودي محمد الجدعان، والشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، وزير المالية والاقتصاد الوطني البحريني، إلى جانب ممثلي الدول المشاركة في \"مؤتمر العلا لاقتصادات الدول الناشئة\"، العلا، السعوية، 16 فبراير 2025 - وكالة الأنباء السعودية
صورة جماعية تظهر فيها مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، ووزير المالية القطري علي بن أحمد الكواري، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ووزير المالية السعودي محمد الجدعان، والشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، وزير المالية والاقتصاد الوطني البحريني، إلى جانب ممثلي الدول المشاركة في "مؤتمر العلا لاقتصادات الدول الناشئة"، العلا، السعوية، 16 فبراير 2025 - وكالة الأنباء السعودية
- مقال رأي

بقلم: علاء شاهين صالحة

تشكل المبادرة غير المسبوقة التي أعلنتها السعودية وصندوق النقد الدولي لدعم اقتصادات الشرق الأوسط المتأثرة بالصراعات، بدءاً بسوريا، إدراكاً للفرصة النادرة لإعادة الاستقرار لركن من المنطقة كان على مدار سنوات ساحة لحروب إقليمية وأزمات اقتصادية طاحنة. 

النجاح غير مضمون، لكن هناك عدة أسباب رئيسية تدعوني للتفاؤل. فهذه مهمة لا تستطيع دولة واحدة مهما بلغ حجم قدراتها المالية القيام بها، لأن التحدي هنا لا يكمن فقط في توفير دولارات إعادة الإعمار؛ بل يمتد لإعادة بناء مؤسسات أنهكتها الحروب ونخر في عظامها الفساد. لذلك كان مشجعاً أن يضم الإعلان ممثلين عن الصندوق والبنك الدوليين وعدد من بنوك التنمية العربية إضافة إلى دول المنطقة. 

اقرأ المزيد: مؤتمر العلا في السعودية يحدد أولويات دعم دول المنطقة المتضررة من الصراع

ستتولى هذه المجموعة تحديد الاحتياجات المالية وغير المالية للاقتصادات المتضررة، على أن يتم حشد التمويل اللازم من المجتمع الدولي. ولم يتضمن البيان تقديرات للخسائر أو لتكاليف هذه الجهود، وهو أمر متوقع نظراً لغياب بيانات دقيقة عن حجم الأضرار التي لحقت بالاقتصاد السوري خلال 14 عاماً من الحرب الأهلية.

ولعل السبب الرئيسي لحماستي هو أن البيان الصادر على هامش مؤتمر العلا للاقتصادات الناشئة تجاوز مرحلة إعلان مؤتمرات المساعدات الدولية التي اعتدنا عليها، والتي ينتهي بها الأمر عادة للإنفاق على إعادة إعمار ما هدمته الحرب... انتظاراً لحرب أخرى. 

سئمنا "إعادة الإعمار"

سوريا لا تحتاج فقط إلى إعادة تأهيل بنيتها التحتية، بل إلى إصلاح مالي واقتصادي ومؤسساتي شامل. أما لبنان، فلا تقتصر احتياجاته على بناء منازل وطرق جديدة، بل يتطلب إعادة هيكلة ديونه وإصلاح قطاعه المصرفي بالكامل، للخروج من أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث.

تحقيق ذلك يتطلب تمويلاً هائلاً لا يمكن لأي جهة تحمله بمفردها، إلى جانب دراسات معمقة، وخبرات متخصصة، وتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية قد تكون صعبة في البداية. والأهم من ذلك، هو بناء مؤسسات تضع أسس اقتصاد شامل وعادل، لا يخدم مصالح فئة ضيقة من السياسيين أو المنتفعين، بل يعكس تطلعات المجتمع بأسره.

رؤية الخليج: دعم مشروط بالإصلاحات

يتسق البيان مع توجه سعودي وخليجي يربط تقديم أي مساعدات مالية بتنفيذ إصلاحات تضمن كفاءة الإنفاق وتجنب تكرار الأزمات، وهو ما يتجلى في مشاركة صندوق النقد والبنك الدوليين. وهذا يعني أن الدول المستفيدة ستكون مطالبة بالالتزام بخارطة طريق واضحة لضمان تنفيذ الإجراءات المتفق عليها.

ما أتاح فرصة الإعلان عن هذه المبادرة هو الانهيار غير المتوقع لنظام بشار الأسد، وما يترتب عليه من تراجع النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان. فهل هناك رد فعل أفضل من حشد الجهود الإقليمية والدولية لمحاولة ضمان نجاح هذه المرحلة الانتقالية؟

ومع ذلك، فإن نجاح المبادرة ليس مضموناً، إذ يتطلب موارد مالية عربية ودولية ضخمة، إضافة إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا. كما أن تحقيق الأهداف المنشودة يستلزم التزامات جدية من الدول التي عانت لسنوات من عدم الاستقرار والانقسام.

المشوار سيمتد لسنوات لكن البداية جاءت على مستوى الحدث والطموح.

الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب فقط، ولا تعكس بأي حال من الأحوال موقف أو رأي "الشرق للأخبار".
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

الرياض

6 دقائق

21°C
غيوم متفرقة
العظمى / الصغرى 21°/21°
10.9 كم/س
20%

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.