ناقلات النفط الروسي تعاني بشدة بسبب العقوبات الأميركية

94 من أصل 154 من الناقلات النشطة المدرجة في القائمة السوداء للولايات المتحدة الأميركية توقفت عن نقل البراميل

time reading iconدقائق القراءة - 5
سفينة نفط قبالة جبل طارق - بلومبرغ
سفينة نفط قبالة جبل طارق - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أدت العقوبات الأميركية الأخيرة على تجارة النفط الروسية إلى توقف عدد كبير من الناقلات التي تنقل الخام الروسي، مما يعزز أهمية التدابير في أي مفاوضات بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.

حوالي 60%، (ما يعادل 94 من أصل 154)، من الناقلات النشطة التي أدرجتها إدارة بايدن المنتهية ولايتها في القائمة السوداء الشهر الماضي لتورطها في تجارة النفط الروسية توقفت عن نقل البراميل لموسكو أو أي شخص آخر، وفقاً لبيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبرغ. كانت سبع ناقلات أخرى قيد الإنشاء أو تخضع لتجارب بحرية.

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم الأربعاء إنه تحدث إلى فلاديمير بوتن بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا. تطرقت المناقشات إلى الطاقة ولكن، وفقاً للمتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، لم تتناول العقوبات.

سفن بديلة وتكاليف عالية

ومع ذلك، فإن تدابير 10 يناير تُجبر روسيا على إعادة تنظيم سلسلة إمداد النفط الخاصة بها للعثور على سفن بديلة ودفع تكاليف شحن عالية لها. كما أنها تسلم الشحنات بطرق غير عادية. لكن ما هو على المحك الآن هو قدرة البلاد على الاستمرار في إمداد العملاء الحذرين بشكل متزايد، وفي نهاية المطاف، إنتاج روسيا من الهيدروكربونات.

اقرأ أيضاً: ناقلات نفط تغير مسارها في روسيا تحت ضغط العقوبات

بينما لا توجد أي إشارة حتى الآن إلى تضرر الإنتاج بسبب هذه التدابير، فمن الواضح أن أسطول الناقلات الروسي قد تعطل. فقد أصبح حوالي نصف السفن المعطلة التي رصدتها بلومبرغ غير نشطة بمجرد إدراجها على القائمة السوداء.

لكن من السابق لأوانه أن نقول ماذا سيحدث للناقلات المتبقية التي فرضت عليها عقوبات في العاشر من يناير وما زالت تعمل حتى الآن. وإذا كان التاريخ دليلاً، فسوف يضطر بعضها أيضاً إلى التوقف عن التجارة.

من بين 44 ناقلة أخذت شحنات منذ إدراجها على القائمة السوداء، تعمل 20 منها فقط داخل روسيا. وهناك تسع ناقلات أخرى متخصصة تستخدم من طرف مشروعين في"جزيرة سخالين" في أقصى شرق روسيا، ومعظمها تكافح لتفريغ شحناتها.

اقرأ أيضاً: أوبك تبقي على توقعاتها لنمو الطلب على النفط لعامي 2025 و2026

ومع ذلك، تردد بعض المشترين والدول المشترية في التعامل مع الشحنات الخاضعة للعقوبات في أعقاب تدابير وزارة الخزانة الأميركية.

قالت الحكومة الهندية إنها لن تسمح للسفن الخاضعة للعقوبات بالرسو في موانئها بعد السابع والعشرين من فبراير وقبل ذلك التاريخ فقط إذا كانت تحمل شحنات محملة قبل العاشر من يناير. 

تخشى العديد من الموانئ في مقاطعة شاندونغ الصينية، وهي مركز للمصافي المستقلة، التعامل مع الناقلات الخاضعة للعقوبات بعد تحذير من مشغل محطة رئيسي. وعلى نحو مماثل، تعمل أكبر مصفاة في تركيا، العميل الرئيسي الآخر لروسيا، على تقييد المشتريات لتجنب الوقوع تحت طائلة العقوبات الأميركية.

بدأ تردد أكبر المشترين من موسكو في قبول السفن التي فرضت عليها واشنطن عقوبات في التسبب في صداع لوجستي للمصدرين.

تجمعات جديدة

بينما تنتشر السفن المعطلة في جميع أنحاء العالم، هناك أماكن تجمعت فيها بعضها.

وتشمل هذه المواقع ميناء "أوست-لوجا" في بحر البلطيق، والبحر الأسود ــ على الرغم من اختفاء معظمها من أنظمة التتبع الآلية عند دخول هذه المنطقة ــ وبحر مرمرة. وفي آسيا، ترسو مجموعات من السفن بالقرب من ميناء كوزمينو الروسي وميناء تشوشان الصيني.

تجمع المزيد من السفن في أرخبيل رياو، شرق سنغافورة، والذي يُعرف في السوق بنقل الشحنات الإيرانية سراً.

تم نقل حوالي مليوني برميل من خام سوكول من مشروع "سخالين 1" إلى ناقلة نفط ضخمة للغاية لشحنه إلى الصين من ناقلات مكوكية متخصصة تم إدراجها في القائمة السوداء. وهناك سفينتان مكوكيتان أخريان متوقفتان بالقرب من الصين وعلى متنهما شحنات.

اقرأ أيضاً: كيف تؤثر العقوبات الأميركية على تدفقات النفط الروسي؟

ويواجه مشروع "سخالين 2" أيضاً تأخيرات في تفريغ الشحنات. حيث أصبحت جميع ناقلات المكوك الثلاث التي يستخدمها عادةً متوقفة، في حين توقفت ناقلة رابعة تم سحبها لنقل النفط تقريباً في بحر اليابان.

وفي أماكن أخرى، لا يزال يتم تصدير النفط الخام من ميناء مورمانسك في القطب الشمالي على متن ناقلات خاضعة للعقوبات بكميات كبيرة. ويتم بالفعل نقل هذا النفط إلى الميناء وتخزينه هناك على متن سفن مدرجة في القائمة السوداء.

ولا تزال أولى السفن التي تحمل النفط الخام من القطب الشمالي من مورمانسك على بعد أسبوع على الأقل من وجهاتها.

وتشير العديد من السفن التي تم تحديدها سابقاً على أنها متجهة إلى الهند الآن إلى شمال الصين أو مواقع تخزين محتملة قبالة عمان.

تصنيفات

قصص قد تهمك

أكبر مصفاة في تركيا تتجنب النفط الروسي بسبب العقوبات الأميركية

شركة التكرير التركية "توبراش" توقف مشتريات النفط والوقود من روسيا بدءاً من 27 فبراير

time reading iconدقائق القراءة - 4
مصفاة \"إكسون موبيل\" ينبعث منها الدخان في ألتونا نورث، فيكتوريا، أستراليا، بتاريخ 14 فبراير 2021 - بلومبرغ
مصفاة "إكسون موبيل" ينبعث منها الدخان في ألتونا نورث، فيكتوريا، أستراليا، بتاريخ 14 فبراير 2021 - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تعتزم أكبر مصفاة نفط في تركيا تقييد مشتريات النفط والوقود من روسيا لتجنب انتهاك العقوبات الأميركية، ما يجعلها أحدث عميل يتوخى الحذر في التعامل مع موسكو بعد الإجراءات التي فُرضت في الشهر الماضي.

اعتباراً من 27 فبراير، ستتوقف شركة "تكرير النفط التركية" (Turkiye Petrol Rafinerileri AS)، ومقرها في إسطنبول، والمعروفة اختصاراً بـ"توبراش" (Tupras)، عن قبول الشحنات التي لا تمتثل لسقف الأسعار الذي فرضته مجموعة الدول السبع، وفقاً لشخص مطلع على الأمر طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية الأمر.

لم يتسنَّ الحصول على تعليق فوري من "توبراش".

كانت إدارة بايدن المنتهية ولايتها فرضت عقوبات واسعة النطاق في 10 يناير الماضي على صادرات النفط الروسية، حيث استهدفت 161 ناقلة، واثنين من كبار المنتجين، وعدداً من المتداولين، بالإضافة إلى شركة التأمين الرئيسية في موسكو لشحنات النفط (ربما الأهم بالنسبة لبعض العملاء). توقفت "توبراش" عن شراء البراميل التي تتجاوز السقف السعري بعد ذلك التاريخ، لكنها ستواصل قبول تسلمها حتى 27 فبراير.

يعني قرار الالتزام بسقف الأسعار أن "توبراش" تمتثل لمطالب القوى الغربية التي تسعى منذ فترة طويلة إلى الحد من وصول روسيا إلى الدولارات المتأتية من عوائد النفط. في المقابل، كانت موسكو أكدت في السابق أنها لن تتعامل مع الكيانات التي تلتزم بالسقف السعري. تُظهر أحدث بيانات لـ"أرغوس ميديا" أن خام "الأورال" الروسي الرئيسي يتأرجح حالياً حول عتبة 60 دولاراً للبرميل، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الشركة التركية ستظل راغبة في الشراء.

اقرأ المزيد: روسيا تواجه أزمة وشيكة في ناقلات النفط مع تصاعد حدة العقوبات

290 ألف برميل يومياً

تعد تركيا موطناً لمضيقي الشحن البوسفور والدردنيل اللذين تمر عبرهما تجارة بحرية تزيد قيمتها عن 300 مليار دولار سنوياً. شددت تركيا في السابق على ضرورة امتلاك السفن تغطية تأمينية مناسبة.

بلغ متوسط مشتريات "توبراش" من الخام الروسي نحو 290 ألف برميل يومياً بين يونيو ويناير.

أدت الحرب التي شنها فلاديمير بوتين على أوكرانيا إلى إعادة توجيه برنامج الصادرات النفطية الروسي، بعدما توقفت أوروبا، وهي المشتري الرئيسي السابق، عن الشراء تقريباً. زاد ذلك من اعتماد موسكو على دول مثل تركيا، فضلاً عن عملاء رئيسيين مثل الهند والصين، اللتين أبدتا حذراً متزايداً في التعامل مع الشحنات الخاضعة للعقوبات منذ فرض الإجراءات الجديدة في 10 يناير.

في السابق، كانت روسيا تعتمد على أسطول ضخم من الناقلات التي جمعتها مع وسطاء للالتفاف على العقوبات. وتُمنع هذه السفن من استخدام التأمين الغربي إذا تجاوزت أسعار البراميل السقف المحدد. كانت شركة التأمين الروسية "إنغوستراخ" (Ingosstrakh Insurance Co)، ومقرها في موسكو، من بين الكيانات التي شملتها العقوبات في 10 يناير.

بحسب المصدر ذاته، فإنه اعتباراً من 27 فبراير، ستتوقف جميع شحنات المنتجات البترولية الروسية إلى "توبراش" التي تتجاوز السقوف السعرية 60 دولاراً للنفط الخام، و100 دولار للوقود الممتاز، و45 دولاراً للمنتجات منخفضة الجودة.

اقرأ المزيد: هبوط صادرات الوقود الروسي المنقولة بحراً مع تراجع التكرير في العام الحالي

روسيا مورد رئيسي لتركيا

أصبحت روسيا المورّد الأول للنفط إلى تركيا بعد غزو أوكرانيا في عام 2022، حيث شكّلت 65% من واردات الخام والمنتجات النفطية. وخلال الأشهر الـ11 الأولى من العام الماضي، استوردت تركيا نحو 29.1 مليون طن من روسيا، وفقاً لبيانات هيئة تنظيم سوق الطاقة.

اشترت "توبراش" وحدها نحو 180 ألف برميل يومياً من خام "الأورال" الروسي العام الماضي، ما يعادل نحو 5.5% من إجمالي الصادرات الروسية المنقولة بحراً، وفقاً لبيانات تتبع السفن التي جمعتها "بلومبرغ".

في عام 2023، تلقت "توبراش" منتجات بترولية بنحو 90 ألف برميل يومياً، معظمها ديزل، في ثلاثة من موانئها بتركيا، وفقاً لبيانات "فورتكسا" (Vortexa Ltd) التي جمعتها "بلومبرغ".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.