تركيا تتحول لاستيراد الغاز المسال مع تراجع تدفقات أذربيجان

شركة "بي بي" تواصل جهود استئناف تدفقات منصة "ألفا" بحقل شاه دنيز

time reading iconدقائق القراءة - 4
محطة للغاز الطبيعي المسال في البحر المفتوح بالقرب من إسطنبول، تركيا - Getty Images
محطة للغاز الطبيعي المسال في البحر المفتوح بالقرب من إسطنبول، تركيا - Getty Images
المصدر:

بلومبرغ

تحولت تركيا إلى استيراد الغاز الطبيعي المسال لتلبية ذروة الطلب في فصل الشتاء الحالي، وسط تراجع التدفقات عبر خطوط الأنابيب الإقليمية.

اشترت مستوردة الغاز الحكومية، "بوتاش" (Botas)، سبع شحنات من الغاز الطبيعي المسال للتسليم بين نهاية يناير الحالي ومارس المقبل في مناقصة الأسبوع الجاري، وتسعى للحصول على شحنة إضافية لشهر فبراير، وفقاً لمتداولين مطلعين على الأمر. وأشاروا إلى أن هذه المشتريات جاءت جزئياً نتيجة انخفاض إمدادات الغاز عبر خطوط أنابيب من أذربيجان.

مشكلات فنية

تراجعت صادرات الغاز من مشروع شاه دنيز العملاق الذي تقوده شركة "بي بي" بسبب مشكلة فنية في خط أنابيب مكثفات تحت البحر الأسبوع الماضي، ما أدى إلى توقف منصة "ألفا"، وهي واحدة من منصتي الإنتاج في الحقل. يوفر المشروع الغاز لتركيا وجورجيا وأوروبا.

بلغت تدفقات الغاز عبر إحدى نقطتي الدخول من أذربيجان إلى شبكة تركيا صفراً، حسب أشخاص على دراية بالموضوع.

إقرأ المزيد: تركيا تبرم صفقة مع "توتال" لتوريد الغاز المسال لمدة 10 سنوات

بالإضافة إلى دورها في نقل الغاز الأذري إلى أوروبا، تُعد تركيا أيضاً آخر مسار متبقٍ للغاز الروسي للوصول إلى المنطقة، وتُعتبر نقطة عبور محتملة لزيادة تلك الإمدادات. مع زيادة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال، يتزايد خطر نقص الإمدادات، لا سيما مع اعتماد القارة الأوروبية بشكل متزايد على هذا الوقود لسد الفجوات الناتجة عن توقف تدفقات الغاز من خلال خطوط الأنابيب الروسية عبر أوكرانيا. تبقى مصر أيضاً منافساً لتوفير الوقود المبرد خلال الشتاء.

يأتي انخفاض الغاز عبر الأنابيب من أذربيجان في وقت تُزود إيران، التي غالباً ما تقلل صادراتها في الشتاء، تركيا بنصف كميات التوريد المتعاقد عليها فقط. كما تراقب عن كثب إمدادات الغاز الروسي عبر خط "تورك ستريم"، بعد أن صرحت وزارة الدفاع في موسكو الإثنين الماضي بأن الخط الذي يمر عبر البحر الأسود كان هدفاً لهجوم بطائرة مسيرة أوكرانية. ومع ذلك، يعمل الخط بشكل طبيعي حالياً.

وفرة الإمدادات للشتاء

في أواخر ديسمبر، صرح وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيراقدار بأن البلاد لديها إمدادات مؤمنة من الغاز تكفيها لفصل الشتاء.

أفادت تمام باياتلي، المتحدثة باسم مكتب "بي بي" في باكو، عبر الهاتف اليوم، بأن العمل مستمر لاستئناف العمليات في منصة "ألفا". لكنها لم تحدد إطاراً زمنياً لاستئناف الإنتاج والصادرات. ولم ترد شركة الطاقة الأذرية المملوكة للدولة "سوكار" على طلبات التعليق في هذا الصدد.

إقرأ المزيد: هل تعيد سوريا إحياء مشروع خط الغاز مع تركيا وقطر وصولاً إلى أوروبا؟

جرى تمديد فترة التوقف حتى 19 يناير، وفقاً لشركة "أذربيجان غاز سابلاي" (Azerbaijan Gas Supply)، التي قدرت أن التدفقات إلى أوروبا ستنخفض بمقدار 8.5 مليون متر مكعب يومياً.

تشكل منصة "ألفا" حوالي 36% من إنتاج حقل شاه دنيز، بحسب بيانات "بي بي"، بينما يأتي الباقي من المنصة الثانية، "برافو"، إذ يستمر الإنتاج والتصدير منها، وفق ما ذكرته الوحدة المحلية لشركة "بي بي" بوقت سابق.

تواصل أذربيجان تسليم الغاز إلى تركيا من منصة "برافو"، وفق شخص آخر مطلع بشكل مباشر على الموضوع. أكد متحدث باسم مشروع خط الأنابيب أن الإمدادات عبر خط الأنابيب العابر للأناضول من أذربيجان إلى تركيا مستمرة بشكل طبيعي.

صادرات أذربيجان 

صدرت أذربيجان 9.9 مليار متر مكعب من الغاز إلى تركيا العام الماضي، مقارنة بـ9.5 مليار متر مكعب خلال 2023، وفق بيانات وزارة الطاقة.

في الوقت ذاته، ذكرت شركة الغاز البلغارية "بولغارغاز" (Bulgargaz) الأسبوع الماضي أن الإمدادات من تركيا، التي تأثرت بانخفاض تدفقات الغاز الأذري، تم استعادتها بفضل عقدها طويل الأجل مع "بوتاش".

تعتمد تركيا على تدفقات الغاز عبر الأنابيب من أذربيجان وروسيا وإيران، إلى جانب استيراد الغاز المسال عندما يرتفع الطلب خلال موسم التدفئة.

تصنيفات

قصص قد تهمك

تركيا تسعى للعب دور أكبر بإعادة تطوير صناعة النفط والغاز في سوريا

أنقرة تحاول تعزيز التعاون مع جارتها العربية بعد الإطاحة بالأسد وإنهاء الحرب الأهلية

time reading iconدقائق القراءة - 4
صورة تظهر مضخات استخراج النفط الخام في حقل الرميلان النفطي، سوريا (صورة أرشيفية تعود لعام 2013) - رويترز
صورة تظهر مضخات استخراج النفط الخام في حقل الرميلان النفطي، سوريا (صورة أرشيفية تعود لعام 2013) - رويترز
المصدر:

بلومبرغ

كشفت تركيا عن رغبتها في المساهمة بزيادة إنتاج النفط والغاز الطبيعي في سوريا، وهي خطوة جديدة ضمن جهود أنقرة لتعميق مشاركتها في إعادة إعمار البلد الذي دمرته الحرب. 

لفت وزير الطاقة التركي، ألب أرسلان بيرقدار، يوم الأربعاء، أن السلطات التركية تعمل أيضاً على إيجاد حلول لتلبية احتياجات سوريا من الكهرباء بعد أكثر من عقد على اندلاع الصراع الذي دمر بنيتها التحتية.

وقال بيرقدار: "ندرس أيضاً استخدام النفط الخام والغاز الطبيعي لدعم جهود إعادة إعمار سوريا. ونخطط لإبلاغ نظرائنا بكيفية مساهمتنا في هذا الصدد. هدفنا هو تطوير هذه المشاريع".

دور تركيا في إعمار سوريا

تصريحات بيرقدار تسلط الضوء على رغبة تركيا في لعب دور في إعادة بناء سوريا، بعد أن قادت هيئة تحرير الشام تقدماً نحو العاصمة دمشق، مما أسفر عن الإطاحة بالرئيس بشار الأسد وإنهاء الحرب الأهلية التي بدأت عام 2011. ورغم أن سوريا كانت منتجاً صغيراً للهيدروكربونات قبل النزاع، إلا أن معظم إنتاج النفط والغاز هناك توقف بسبب الحرب، ولا تزال هناك عقبات سياسية أمام إحياء هذه الصناعات تحت الحكم الجديد.

تصنف الجماعة التي سيطرت على الحكم هذا الشهر، والمعروفة باسم هيئة تحرير الشام، كمنظمة إرهابية من قبل العديد من الدول. مع ذلك، أكد قادة مجموعة السبع دعمهم للحكومة السورية الجديدة، في حين أشارت تركيا إلى إمكانية شطب هيئة تحرير الشام قريباً من قائمتها للمنظمات الإرهابية.

علاقات ودية مع الحكومة السورية

من جهته، يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحفاظ على علاقات ودية مع الجماعات التي تقود الحكومة السورية المؤقتة، وهو تواصل قد يمهد الطريق للشركات التركية حتى تلعب دوراً قيادياً في عمليات إعادة الإعمار، كما قد يسهل عودة بعض اللاجئين السوريين البالغ عددهم 3 ملايين والذين تستضيفهم تركيا إلى بلادهم.

أشار بيرقدار إلى أن التعاون طويل الأمد قد يشمل إنشاء خطوط أنابيب جديدة لنقل النفط والغاز من سوريا إلى موانئ التصدير التركية. وتُقدر مستويات إنتاج النفط الحالية في سوريا بحوالي 30 ألف برميل يومياً فقط، أي حوالي 5% من مستويات الإنتاج قبل عقدين، وفقاً للتقديرات التركية.

وفيما يلي أبرز تصريحات بيرقدار للصحفيين في إسطنبول، والتي حُظر نشرها حتى يوم الجمعة:

تركيا تخطط لاتخاذ قرار نهائي بشأن المقاولين لبناء محطتي الطاقة النووية الثانية والثالثة على ساحل البحر الأسود وفي منطقة تراقيا.
الوزير سيعقد محادثات مع وفد عراقي هذا الأسبوع بشأن احتمال استئناف تدفق النفط عبر خط أنابيب العراق إلى ميناء جيهان.
من المتوقع أن تبدأ تركيا إنتاج الذهب في 2025 في أحد المواقع الثلاثة التي تستكشفها في النيجر. وقال بيرقدار إن تركيا حصلت على حقوق استكشاف ثلاثة مواقع أخرى في الدولة الإفريقية.
تركيا تجري محادثات مع فرنسا بشأن مشاريع محتملة لطاقة الرياح البحرية.
تركيا لا تخطط لزيادة أسعار الكهرباء المحلية في يناير.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.