سندات لبنان تستأنف ارتفاعها مع قرب الاتفاق على وزير للمالية

السندات السيادية اللبنانية تحقق عائداً 7.6% خلال أسبوع في أفضل أداء منذ فبراير 2024

time reading iconدقائق القراءة - 5
علم لبنان يعلو مقر البرلمان في العاصمة بيروت - AFP
علم لبنان يعلو مقر البرلمان في العاصمة بيروت - AFP
المصدر:

بلومبرغ

عاودت السندات الحكومية اللبنانية المتعثر سدادها ارتفاعها بعد جمود استمر 3 أسابيع، في الوقت الذي يقول فيه متعاملون ومراقبون محليون للأوضاع السياسية إن المحادثات حول تعيين وزير للمالية وصلت إلى المرحلة الأخيرة.

حققت السندات الدولارية، التي يتراوح تاريخ استحقاقها ما بين عامي 2026 و2037، عائداً مجمعاً بنسبة 7.6% للمستثمرين خلال الأسبوع المنتهي يوم الأربعاء، لتحقق مكاسب بأكثر من 200% خلال العام الفائت، بحسب البيانات التي جمعتها "بلومبرغ". ويُعد ذلك أفضل أداء بين 70 دولة ناشئة وواعدة خلال هذا الأسبوع ومنذ فبراير 2024 أيضاً. ويأتي الارتفاع بعد موجة بيع قصيرة أدت إلى تسجيل سندات لبنان أسوأ أداء بين الأسواق الناشئة.

أدت الخلافات الحزبية بين المشرعين إلى تأخر تعيين وزير المالية، ما أثر سلباً على توقعات تشكيل حكومة فاعلة وإعادة هيكلة الديون في نهاية المطاف. مع ذلك، تشير التقارير الحديثة الواردة من البلاد إلى أنه يجري تذليل العقبات في المفاوضات والاستجابة لمطالب الفئات الدينية والسياسية المتنوعة التي تشكل المؤسسة السياسية في لبنان.

الوضع السياسي يدعم سندات لبنان

أرجع غويدو كاموروم، مدير أول لمحفظة استثمار في الأسواق الناشئة لدى شركة "بيكتت أسيت مانجمنت" (Pictet Asset Management)، عودة السندات للارتفاع إلى سببين، "الأول هو توقعات شغل منصب وزير المالية في وقت قريب جداً. والثاني أن لبنان واحد من بلدين فقط ضمن الأسواق الناشئة كلها، بجانب فنزويلا، التي لا يزال سعر سنداتها يُتداول بأقل من 20 سنتاً على الدولار".

اقرأ أيضاً: إقبال كبير على سندات لبنان وفنزويلا رهاناً على زيادة مكاسبها

يواجه لبنان أزمة اقتصادية منذ 2019 نتيجة الفساد وسوء الإدارة، ما أدى إلى تخلفه عن سداد سندات دولية بقيمة 30 مليار دولار. وفي ظل تفاقم الفقر وتزايد تكاليف الحرب، استمر الخلاف بين ساسة البلاد حول الطريق إلى المستقبل، ما ترك منصب الرئيس خالياً لمدة 26 شهراً. كما أخفقوا في تنفيذ الإصلاحات التي اشترطها صندوق النقد الدولي، ما حرم البلاد من حزمة إنقاذ بقيمة 3 مليارات دولار جرى الاتفاق عليها في 2022.

راهن مديرو الأموال لسنوات على تحسن المناخ السياسي في لبنان، ليكتشفوا خطأ توقعاتهم أكثر من مرة، ويشهدوا انخفاض أسعار السندات إلى 6 سنتات على الدولار. مع ذلك، شهدت الأوضاع تقدماً كبيراً مع بداية هذا العام، تمكنت القوى السياسية مؤخراً من انتخاب جوزاف عون المدعوم أميركياً رئيساً للجمهورية اللبنانية. كما تمّ تسمية نواف سلام، رئيس محكمة العدل الدولية، كرئيس للحكومة، بما يفسح المجال أمام تعيين وزير للمالية وحاكم لمصرف لبنان المركزي. غير أن الأمور لم تسر بسلاسة منذ ذلك الحين.

أوضح كريم إميل بيطار، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القديس يوسف في بيروت، أن "الثنائي عون وسلام يحظيان بتأييد دولي، لكن عليهما الحفاظ على رضا الأطراف المحلية نسبياً لينجحا في سعيهما".

صعوبة المفاوضات متوقعة

تُتداول السندات اللبنانية حالياً عند سعر يبلغ نحو 17 سنتاً، ما يُعد أعلى مستوى منذ 2021. ولم تكن المكاسب المستمرة نتاج التطورات السياسية المحلية وحدها، بل والتفاؤل بزيادة احتمالات إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، بحسب ما قاله سويرين مويرتش، مدير محفظة استثمار لدى مصرف "دانسكه بنك" (Danske Bank)، والذي اشترى السندات العام الماضي بمتوسط سعر 6.5 سنت.

اقرأ أيضاً: وزير الاقتصاد السابق ياسين جابر بين المرشحين لتولي وزارة المال في لبنان

وأضاف مويرتش، الذي ما يزال يحوز السندات، أن صعوبة المفاوضات كانت متوقعة دوماً، ولم يكن مسار التقدم سيخلو من العقبات أبداً. كما أن عودة دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة زادت احتمال دعم الولايات المتحدة إجراءات لتعزيز أمن إسرائيل، ما فسره المستثمرون على أنه إضعاف لحزب الله، الجماعة العسكرية السياسية ذات النفوذ في لبنان. 

ما تزال البلاد تترنح تحت وطأة الحرب بين حزب الله وإسرائيل، وتواجه الحكومة الجديدة تحدياً يتمثل في الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار الهش. حيث صرحت إدارة ترمب بأنه كان لا بد من تمديد فترة الستين يوماً التي حددها الاتفاق الأولي، وتنتهي في نهاية يناير، حتى 18 فبراير، لإمهال القوات الإسرائيلية مزيداً من الوقت للانسحاب.

واختتم مويرتش: "تتزايد الديمقراطية مع تراجع نفوذ حزب الله".

تصنيفات

قصص قد تهمك

قطر تتطلع لبناء "شراكة استراتيجية" مع لبنان بعد تشكيل الحكومة

الدوحة جددت التزامها بدعم لبنان بإمدادات الطاقة وتزويده بحاجته من الغاز لتوليد الكهرباء

time reading iconدقائق القراءة - 3
أحد محلات الصرافة في شارع الحمرا في العاصمة اللبنانية بيروت. 30 أبريل 2023 - المصدر: بلومبرغ
أحد محلات الصرافة في شارع الحمرا في العاصمة اللبنانية بيروت. 30 أبريل 2023 - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

تتطلع قطر إلى بناء "شراكة استراتيجية" مع لبنان بعد تشكيل الحكومة، وفقاً لتصريحات رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي يزور لبنان.

رئيس الوزراء أشار خلال تصريحات للصحفيين بعد لقاء مع الرئيس اللبناني جوزاف عون، إلى أن بلاده تتطلع "لاستكمال تشكيل الحكومة ليُصار بعدها الى بحث الملفات، وإلى شراكة استراتيجية تقوم على المنافع المشتركة للبلدين والشعبين"، وفقاً لما نقلته الوكالة اللبنانية الرسمية. 

قطر جددت خلال جولة رئيس الوزراء، على عدد من المسؤولين اللبنانيين من بينهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، التزامها بـ"بدعم لبنان بإمدادات الطاقة وتزويده بحاجته من الغاز لتوليد الكهرباء"، خصوصاً أن البلاد تطبق تقنيناً شديداً في الكهرباء منذ عقود، بعدما أدت المشاحنات السياسية إلى تعطيل خطط إصلاح القطاع.

اقرأ أيضاً: الجزائر تزود لبنان بالوقود لتشغيل محطات توليد الكهرباء

منذ أكتوبر 2022، شهد لبنان جموداً سياسياً إثر عدم انتخاب رئيس جمهورية بعد انتهاء ولاية ميشال عون، كما واصلت حكومة ميقاتي تصريف الأعمال نتيجة عدم تكليف حكومة جديدة بسبب الشغور الرئاسي. 

ولكن في يناير الماضي، شهد لبنان سلسلة تطورات دراماتيكية، بدأت بانتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية، تلاها تكليف سلام بتشكيل الحكومة الجديدة. ومنذ ذلك الوقت، لا تزال مفاوضات تشكيل الحكومة مستمرة، وسط خلافات على توزيع الحصص بين الأفرقاء السياسيين.

دعم إعادة الإعمار

يعاني لبنان من أزمة اقتصادية منذ عام 2019، أفقدت الليرة اللبنانية نحو 90% من قيمتها، وأدت إلى انهيار القطاع المصرفي، ولتخلُّف البلاد عن سداد 30 مليار دولار من السندات الدولية.

ويقف لبنان الآن على أعتاب استحقاقات اقتصادية تتمثل في الحفاظ على بعض المنجزات التي حدثت خلال الفترة الماضية، مثل سعر صرف الليرة اللبنانية المستقر، والتوازن المالي. بالإضافة لما سبق، فإن إعادة إعمار ما دمرته الحرب الأخيرة مع إسرائيل يمثل تحدياً إضافياً. 

اقرأ أيضاً: مسيرة تشكيل حكومة لبنان مليئة بالألغام

رئيس الوزراء القطري أشار في تصريحاته إلى أن قطر ستكون "حاضرة" في دعم لبنان اقتصادياً، وفي مجال إعادة الإعمار بعد الحرب الإسرائيلية المدمرة. وبشأن القطاعات التي يمكن لقطر أن تستثمر فيها، أشار الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى أن بلاده ستنظر بعد تشكيل الحكومة إلى "القطاعات التي ترى أن لبنان بحاجة إليها".

يقدر البنك الدولي كلفة إعادة إعمار لبنان بنحو 8.5 مليار دولار، وهو ما لا يستطيع البلد تحمل كلفته، ما يعني أنه سيحتاج دعماً دولياً وعربياً.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.