مصر تعود للاقتراض من الأسواق الدولية.. ما هي التكلفة؟

توقعات باستغلال حصيلة الطرح في سداد استحقاقات سندات واجبة السداد في أبريل ويونيو المقبلين

time reading iconدقائق القراءة - 5
ملصقات تعرض صورة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، شرق القاهرة في مصر - المصدر: بلومبرغ
ملصقات تعرض صورة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، شرق القاهرة في مصر - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

مؤشرات عودة ثقة المستثمرين الأجانب بديون مصر، والتي تمثلت في تغطية طرحها الأخير بنحو 5 مرات، اصطدمت مع بعض الآراء التي ترى أن العائد على تلك الديون مرتفع.

جمعت مصر ملياري دولار من بيع أدوات دين جرى طرحها على شريحتين لأجل 5 و8 سنوات في وقت سابق من هذا الأسبوع، وبلغت عوائد طرح الشريحة الأولى البالغ أجلها 5 سنوات 1.25 مليار دولار بعائد بلغ 8.625%، فيما جمعت البلاد 750 مليون دولار من الشريحة البالغ أجلها 8 سنوات وبعائد 9.45%. 

مسؤول حكومي تحدث مع "الشرق" شريطة عدم نشر اسمه قال: "نجحنا في الحصول على عائد مقارب من عوائد الإصدارات المتداولة في الأسواق، العائد كان جيداً بالفعل".

فاروق سوسة نائب الرئيس للبحوث الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "غولدمان ساكس"، اتفق مع المسؤول الحكومي بالقول إن "التسعير جاء متماشياً مع التوقعات وأوضاع السوق".

سوسة يرى في حديثه لـ"الشرق" أن عودة مصر لسوق الدين العالمية بعد توقف دام عامين بحجم طلب كبير من المستثمرين على السندات التي طُرحت مؤخراً "سيخفف بشكل كبير من قيود التمويل الخارجي التي تواجه القاهرة، وسيساعدها في دعم تدفقات العملات الأجنبية إلى البلاد".

تعتزم مصر ألا تتجاوز إصدارات الدين الدولية 4 مليارات دولار خلال السنة المالية الحالية التي تنتهي يونيو المقبل، وفق تصريحات وزير المالية المصري أحمد كجوك بوقت سابق من الشهر الحالي خلال مقابلة مع "الشرق" على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي المقام في دافوس السويسرية.

تكلفة التأمين على الديون السيادية

محمود نجلة المدير التنفيذي لأسواق الدخل والنقد الثابت في شركة الأهلي للاستثمارات المالية، قال لـ"الشرق"، إن بلاده نجحت في الطرح مقابل عائد "لا يمكن تحقيق أفضل منه، وذلك بالنظر لاستمرار تكلفة التأمين على الديون السيادية المصرية بالدولار لمدة 5 سنوات عند 5.3%".

تراجعت تكلفة التأمين على الديون السيادية المصرية مؤخراً بعدما وصلت إلى 19.1% في أكتوبر 2023. حيث يستند تسعير عوائد السندات عادة على عدة عناصر، من أبرزها، تكلفة التأمين وهي نسبة بمثابة مؤشر على القدرة في الالتزام بسداد أصل السند وفوائده في المواعيد المحددة، بجانب سعر الفائدة السائد على الدولار وقت الطرح.

عوائد جذابة للمستثمرين

محمد عادل المحلل المالي لدى "الشرق" أرجع الإقبال الكبير من المستثمرين على شراء سندات مصر الدولارية إلى تسعيرها عند مستويات مناسبة في ظل توقعات استمرار الفيدرالي في خفض الفائدة خلال العام الجاري. وقال: "السندات المصرية الدولارية تتداول حالياً عند عائد 8% تقريباً، أي أن مشتري السند في الإصدار الجديد سيحصل على عائد أفضل من العائد الحالي".

أية زهير، رئيسة البحوث في "زيلا كابيتال"، اتفقت مع "عادل" في جاذبية العوائد للمستثمرين، قائلة: "العائد أعلى كثيراً من السندات المماثلة لدول أخرى والتي تقل دوماً عن 5%، ما جعل الطرح المصري جاذباً للغاية لمستثمري أدوات الدخل الثابت".

إعادة جدولة

وحول أوجه استخدام حصيلة الطرح، توقع محمد فؤاد المحلل الاقتصادي استخدام الحصيلة في سداد استحقاقات سندات في النصف الأول من العام الجاري بقيمة إجمالية تقدر بنحو 2.25 مليار دولار". 

ووفقا لبيانات وزارة المالية، ستسدد مصر 750 مليون يورو في أبريل المقبل استحقاق سندات تم إصدارها في 2019 بعائد 4.75%، و1.5 مليار دولار أخرى في 11 يونيو المقبل، والتي جرى إصدارها في 2015 بعائد 5.87%.

يعني ذلك أن العائد على إصدار السندات الجديدة يزيد عن عائد الإصدارات التي ستنتهي آجالها في النصف الأول من 2025. وبحسب فؤاد: "ستدفع مصر فوائد على الدين الجديد بنحو 177 مليون دولار سنوياً، مقارنة بنحو 120 مليون دولار على الإصدارات التي سيجري سدادها في النصف الأول من العام الجاري".

فؤاد شدد على أن "الفائدة المرتفعة، وعدم وجود حاجة مُلحة تدفع الحكومة للاقتراض بكثافة في الوقت الراهن" دفعت بلاده للاكتفاء بجمع ملياري دولار فقط من الطرح على الرغم من إقبال المستثمرين.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.